مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:318

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:318 - الفصل 318: الطريق والعودة إلى المدينة
Prev
Next

 

في صباح ما بعد المهرجان كان دخانٌ خفيف ما يزال يتصاعد من مواقد السهر المطفأة في وهاد إقليم موج القمح

بعد حصاد الخريف كانت هناك بضعة أيام عطلة، ومعظم الناس ما زالوا نائمين وكان عدد قليل من المنظّفين في الساحة يلتقطون الزينة المبعثرة وينقلون لوازم المهرجان، يعيدون الساحة بهدوء إلى حالتها الأولى

لكن غرين كان يقف بالفعل عند الطريق المؤدي إلى الدرب الجبلي، مستوي القامة، ينتظر قدوم الحاكم

أقبل السيد لويس على جواده الحربي، وسيفه معلّق على خاصرته، ورداؤه يلوح برفق مع النسيم

ألقى نظرة على الوادي، ورغم شيءٍ من التردّد في ترك مشهد الحصاد الوفير، كان عليه أن يغادر اليوم

لأنّه وعد إميلي أن يعود باكرًا إلى مدينة المدّ الأحمر الرئيسة

فقد مضى زمن على حملها، ثم إنّ أباها توفي قريبًا، وهي أحوج إلى من يؤنسها في هذه الأيام

وبما أنّ أهم المهام، أي حصاد الخريف، قد حُسمت، أمكن إرجاء الشؤون الأقل أهمية في الإقليم، ليتفرّغ لمرافقة إميلي

وثانيًا، وِفق نظام المعلومات اليومي، فموفدٌ من العاصمة الإمبراطورية أوشك أن يصل إلى مدينة المدّ الأحمر الرئيسة لنقل ما صدر عن مجلس العرش التنيني وترقيته في طبقة النبلاء

لذلك كان عليه أن يعود ليُظهر مستوى العناية اللائق بالإمبراطورية، مع أنه كان يعرف الخطوط العامة لرسالة الموفد من خلال النظام

وبالطبع، قبل المغادرة، كان لا بدّ للسيد لويس أن يوصي بنفسه بآخر المهام بعد حصاد الخريف

هو يثق بغرين، لكن في إقليمٍ مهم مثل موج القمح، فزيادة التنبيه خير من ظهور الخطأ لاحقًا

فاستدعى غرين إلى جانبه وقال خلال ثلاثة أيام يجب أن تُستكمل مكافآت القرى والبلدات العشر الأُوَل في قائمة الزراعة

ويجب إيصال مخططات توزيع الأراضي الخاصة إلى كلّ مختار قرية توزَّع الأدوات والماشية بحسب القائمة دون سقط

كما يجب تسجيل إعفاءات الرسوم وجنسيات الأطفال كاملةً، وتُنصَب لوحات إعلاناتٍ عامة في مراكز القرى والبلدات لضمان شفافية الثواب والعقاب

لا يجوز تأخير الاستحقاق يجب أن يعرف الجميع أنّني أحفظ كل قطرة عرقٍ للعمّال

أومأ غرين، وطرف قلمِه يلمع قليلًا فوق دفتره

فكّر السيد لويس لحظةً ثم أكمل يجب كذلك البدءُ في استعدادات الشتاء

نظّموا فريق صيانة قنواتٍ لفحص مجاري الريّ وأحواض السماد العظمي والأنابيب الحرارية الجوفية الخاصة بحراثة الربيع، وتنظيف الطمي

كذلك يجب ضبط تآكل الأدوات والماشية بوضوح، وترتيب خطط التموين الشتوي مبكرًا

ويجب توثيق كامل عملية حصاد الخريف ونسخها في ثلاث نُسخ من وثيقة حصاد موج القمح للخريف

إحداها تُرسل إلى دائرة الزراعة في مدينة المدّ الأحمر الرئيسة، وأخرى تُحفَظ في إقليم موج القمح، وثالثة للإخراج المؤسّسي اللاحق، لنسخ نموذج موج القمح في أقاليم أخرى

كان غرين يدوّن صامتًا كل توجيه، ويُسرّ في نفسه بإعجاب من دقة الحاكم

توقّف السيد لويس قليلًا، ووقعت عيناه على المشرّدين في البعيد ينهون الأعمال الأخيرة

المشرّدون الذين انضمّوا بعد الحصاد يحتاجون إلى تعريفٍ وتوزيع أَولوا أولوية البقاء لأهل قرى الحصاد في مواقعهم الأصلية والباقون يمكنهم تطوير الدفعة الثانية من الأرض البور تدريجيًا

وأعدّوا أيضًا قائمة بأسماء الملتحقين بدورة التدريب الزراعي الشتوية وانتقوا أبناء الفلاحين الراغبين في إعادة التأهيل بصنائع أو تقنيات

تنفّس غرين بعمق، ودوّن بندًا بندًا

كانت هذه مفاتيح استمرار دوران إقليم موج القمح حتى بغياب الحاكم

ربّت السيد لويس على كتفه وقال يا غرين هذه مطالبي والباقي عندك أنا أئتمنك على إقليم موج القمح

انحنى غرين فورًا وأجاب يفهم مرؤوسك ولن أخذلك

وكان فيران يجلس على جواده عند جانب الوادي ممسكًا باللجام يراقب بصمت غرين وهو يثبت كل بند وكأنه يتحقق من قائمة

لم يكن يومًا إداريًا، لكنه ببقائه سنواتٍ إلى جانب الدوق إدموند تعلّم بالمشاهدة منطق العمل الإداري

كان يراقب السيد لويس يمنح التعليمات بندًا بندًا

غلال ومكافآت وتبن وتموينات ودورات تدريب

كل حلقة واضحة ومتصلة بما قبلها وما بعدها

حقًا إن سلاسة العمل هنا ليست مصادفة، بل من تخطيط السيد لويس وتنفيذه

كان هذا الحاكم الشاب ثابتًا متواضعًا، توزيعُه وتوجيهُه في مكانه إنه حقًا حاكم صالح

لنعد إلى مدينة المدّ الأحمر الرئيسة

وبينما هو في شروده جاءه صوت السيد لويس من جانبه

أمال فيران رأسه قليلًا فرأى السيد لويس قد اعتلى جواده ورداؤه يرفرف برفق في نسيم الصباح

أجاب بصوتٍ خفيض، ولمّ شتاته، ثم امتطى جواده وتبع السيد لويس

ستستغرق الرحلة إلى مدينة المدّ الأحمر الرئيسة أيامًا أخرى، لكن في قلب فيران خفّةُ توق

قيل إن المدينة أشدّ روعةً وإبهارًا، أعجوبة الشمال

وبعد أن شهد إعجوبة موج القمح لم يملك إلا أن يرتفع في قلبه توقٌ خفيف إلى إعجوبة المدّ الأحمر

وما إن دخل صهيلُ الحوافر منعطف الجبل حتى دوّى أمامهم فجأةً صخبٌ وقرع

أصوات مطارقٍ حادّة تحطّم الصخر، وصرير عربات اليد، ودويٌّ خافت لمنفاخٍ بخاري، تمتزج متنافرةً قليلًا لكنها مفعمة بالحياة

كان فريق إنشاء طريقٍ من بضع مئاتٍ يعمل بنشاط عند مدخل الوادي

الصرّافون يلوّحون بالمطارق فيفتّتون الصخور قطعةً قطعة ويسدّون الحفر

والعمّال يدفعون عربات اليد ذهابًا وإيابًا ينقلون الحجر والرمل، والعرق يقطر على ظهورهم

يدوي المنفاخ البخاري وينفث صندوق الهواء نفخًا حارًا يذيب مادةً لاصقة لزجة تُسكب في شقوق الصخر لتغلق سطح الطريق تدريجيًا

هذه الرواية منشورة حصريًا على موقع مركز الروايات. موقعنا مجاني وخالٍ من الإعلانات، وقراءتك هنا تعني دعمًا مباشرًا للمترجمين.

وعلى طاولة حجريةٍ قريبة كان الموظفون المدنيون مطأطئي الرؤوس يكتبون، يسجّلون ساعات العمل واستهلاك المواد، والحسابات واضحةٌ مرتّبة

وكانت راية صغيرة لدائرة تجارة المدّ الأحمر قائمةً عند المتراس، ولوحةُ إعلان معلّقة على عمودٍ خشبي

على هذه الطريق أعمال إنشاء يمكن أن تبدّل العملَ بطعامٍ يشمل وجباتٍ وإقامة مدة الإنشاء ستة أشهر

وما إن ظهر السيد لويس ورفاقه حتى دبّت الحركة في صفوف العمّال

وكان المشرّدون المستسلمون حديثًا متحمّسين على وجه الخصوص فهم بلا مهارات أصلًا، وفي أقاليم أخرى يُعاملون عبيدًا بلا أجر

أمّا في المدّ الأحمر فقد أُسندوا إلى فريق شقّ الطرق يأكلون كل يوم، ويحصلون على نقاط عملٍ للمقاصة، بل ويتلقّون قِطعَ حديدٍ ونحاس قليلة

إنه السيد لويس همس أحدهم وقد عرفه

إنه السيد لويس شدّ شابّ قبضته على مطرقته، وفي عينيه توتّر ولهفة معًا

كانوا قد سمعوا شيوخ الصنّاع يتفاخرون كثيرًا مثلًا أن حاكم المدّ الأحمر العظيم قادرٌ وحده على قتال مئة بربري

فأثار ذلك فضولهم عمّا يبدو عليه حقًّا

هل سيكون مهيبًا قويًا كما تزعم الأساطير بثلاثة رؤوس وستة أذرع

لكنهم حين رأوه رأوا رجلًا يركب جواده بهدوء

هيئتُه أنيقة وقامته طويلة رشيقة وملامحه صارمة راسخة

لا هالة خارقة من أسطورة، ولا مهابةٌ لا تُدان

غير أنّ السيد لويس حين مرّ بهم أومأ لهم برفق وابتسم

في تلك اللحظة كأن شمسًا شتويةً نادرة قد نفذت عبر الغيوم الكثيفة لتدفّئ قلوبهم

شعر الجميع أنّ السيد لويس يبتسم لهم

وهكذا لم يخِبْ أملُ المشرّدين الذين كانوا ينتظرون مشهدًا خارقًا

بل نشأت في هذه البساطة غير المتوقعة عاطفةٌ أعمق وإحساسُ انتماء

ونظر السيد لويس إلى الطريق نصف المكتمل ولم يُطنِب في المجاملات وسأل كيف تقدّم هذا الطريق

أسرع مُقدِّمُ العمل بالجواب يا سيدي لويس بعد نصف شهرٍ سيُرصف الدرب الجبلي كاملًا عندها تستطيع قوافل المدّ الأحمر أن تصل مباشرةً إلى مدخل وادي موج القمح

أومأ السيد لويس، ولم يزد، ومضى على جواده

وهنا لم يملك فيران إلا أن عقد حاجبيه هذا الطريق الجبلي صالحٌ للعبور بوضوح فلماذا كل هذا العناء في إصلاحه

أدار السيد لويس رأسه وأجاب بلا تردّد صالحٌ للعبور وسهلُ السفر أمران مختلفان إنْ اعتمدنا على الخيل فقط يستطيع الناس بالكاد المشيَ في الثلج، لكن قافلة عرباتٍ وخيل إذا لاقت مطرًا أو ثلجًا أو طينًا ستعلق في منتصف الطريق ومعظم الشمال ذو طقسٍ ثلجي، فالطرق هي شرايين الإقليم إن لم تصل البضائع والغلال في وقتها فكل شيءٍ يذهب هدرًا

ثم نظر إلى المشرّدين أمامه وهم يجرّون الحجارة بالعربات إذًا يجب إصلاحه

توقّف فيران مبهوتًا، ونظر بمشاعر مختلطة إلى الطريق الحجري الذي يأخذ شكله أمامه

وبعد اجتياز الدرب الجبلي ثم الهبوط لانت ببطءٍ الأتربة والحصى

وفي أقل من نصف يوم ظهرت محطّة تواصلٍ جديدة

شُيّدت هذه المحطّة عند التقاء أودية الأنهار، بقرميد أزرق وقرميدٍ رمادي، وتحت السقف لافتة مكتوب عليها محطّة المدّ الأحمر

كانت أكثرُ من عشرة قوافل تجاريةٍ قد أوقفت عرباتها الكبيرة في الساحة، وخيولٌ تشرب الماء في مهَل من مساقٍ طويلة

وكانت قافلة من الجنوب تعلو العربات أغطيةٌ مشمّعة، ويبدو من تحتها شكلُ براميل خمر

تصاعد دخان رقيق من الموقد، واجتمع السائقون حول نارٍ يتناولون عصيدةً خفيفة، وتنبعث ضحكاتٌ بين حين وآخر

ولمّا دخل السيد لويس ورفاقه المحطّة انجذبت إليهم أنظارٌ كثيرة

إنه السيد لويس همس أحدهم لكن من غير ضجّةٍ، بل بعيونٍ محترِمة تراقب من بعيد

وتقدّم التاجر الأوسط العمر الذي يقود القافلة، ولمّا رأى السيد لويس تجرّأ فتقدّم يحيّي يا سيدي التقينا من قبل هذه المرّة جئنا من الجنوب

ونقصد مدينة المدّ الأحمر الرئيسة لبيع الخمر الأحمر

وبعد تبادل كلماتٍ قليلة لم يستطع التاجر إلا أن يقول لم أسافر شمالًا يومًا بهذه السلاسة

كان انغراس العجلات في الثلج أمرًا مألوفًا في الشمال القديم، أمّا الآن فالطريق سالكٌ على امتداده طرق المدّ الأحمر أمهدُ حتى من طرق الجنوب

وأيّدَه عدةُ رجالٍ قريبين نعم المدّ الأحمر تُباع فيه البضائع، والجميع عندهم مالٌ يشترون به سمعت أن الناس الذين يقصدون مدينة رمح الجليد صاروا أقل فأقل

كانت كلمات تجارةٍ عادية، لكنها شدّت قلب فيران قليلًا

مدينة رمح الجليد التي حرسها عمره كلّه، وكانت قلب الشمال، صارت تُذكَر بخفةٍ كهذه أنها في أفول

التفت إلى تيار الناس المتواصل في المحطّة عوامُ المدّ الأحمر ومشرّدون وتجارٌ ذاهبون آيبون

وبصفته قائد فرسان الحديد الصقيعي كان ينبغي أن يسرّ لازدهار الشمال، لكنه في قرارة نفسه لم يخلُ من حزنٍ خفيف

إن مدينة رمح الجليد التي حماها طول عمره تفقد مجدها القديم

وهذا الإقليم الجديد الذي فتحه السيد لويس ينهض كمركز التجارة الجديد في الشمال

لزم فيران الصمت طويلًا، وتمتم أخيرًا لعلّه تغيّر الأزمنة لا غير

وكان غارقًا في شعوره المركّب حين سمع فجأةً صوت السيد لويس

لا تُكثر التفكير يا فيران ارتَحْ جيدًا بعد يومين سنبلغ مدينة المدّ الأحمر الرئيسة

قالها السيد لويس بخفةٍ، وعيناه ما تزالان هادئتين، من غير أثرٍ أنه التقط خواطره

أومأ فيران قليلًا، وكتم ما بقي من حزنه، وتبع السيد لويس

بعد يومين

تلاشت ضبابات الصباح تدريجيًا، وعلى خطّ الأفق البعيد أخذت تظهر ببطءٍ هيأةُ مدينةٍ مهيبة

مدينة المدّ الأحمر الرئيسة، قاعدةُ قوّة السيد لويس

لم تكن متلألئةً كالعاصمة الإمبراطورية، لكنها امتلكت هالة العمق والرصانة

أسوارٌ عاليةٌ شاهقة تتلوى صعودًا مع السفح، وأبراج مراقبةٍ باسقة، وراياتٌ قرمزية ترفرف وتلمع تحت الشمس

انعكس على جدران الحجر الرمادي الأبيض بريقٌ بارد فوق طبقة صقيعٍ رقيقة، ودعامات الحديد الصقيعي مغروسة عميقًا في طبقات الحجر، كأن المدينة ترتدي درعًا فولاذيًا وتبعث رهبةً فريدة

بوابات المدينة شامخةٌ ثقيلة، ومسامير الحديد الصقيعي تكسو الألواح الخشبية كثيفةً، تعكس ضوء الصباح كغابة سيوفٍ مشرعة

ومن منظور فارسٍ لدى فيران، كان نظام دفاع المدينة مكتمِلًا إلى حدٍّ بعيد

ورغم أنه لا يقارن بعد بمدينة رمح الجليد التي صقلتها قرونٌ فغدت صلبةً كالصخر

لكن إذا اعتبر أنّ هذه المدينة تبلورت في بضع سنوات فقط فلا بدّ أن يعترف في قلبه أنّها معجزة

أغلِقت بوابات مدينة المدّ الأحمر الرئيسة ببطءٍ وراءهم

ولم يكن الفرسان والتابعون من فرسان الحديد الصقيعي الذين رافقوا الجمع قد أتيح لهم أن يتأمّلوا مليًا ازدهار المدينة وفخامتها حتى كبح السيد لويس جواده

لم يقد الطريق بنفسه كعادته، بل اكتفى بتوجيهٍ بسيط برادلي اصحبهم إلى مقارّهم

ثم استدار ومضى، من غير كلمةِ إيضاحٍ إضافية

وتبادَل الجميع نظرات

كان هذا غير مألوفٍ في أسلوب السيد لويس في الماضي في كل حال كان دائمَ الثبات والاتّزان لا يهمل الضيافة، ولا يترك فرسانًا وصلوا حديثًا لأنفسهم

وبينما يتبادل بعضهم النظرات ابتسم كبير الخدم برادلي، موضحًا عن مولاه

يا سادة لا تفرطوا في التأويل قالها بخفوت السيد لويس مشغولٌ برؤية زوجته فهي على وشك الولادة

آه فهم الجميع دفعةً واحدة، وبدت على الوجوه ابتساماتٌ عارفة

إذن هذا هو الأمر

الآن اتّضح السبب

نعم عليه أن يعود ويلازم الآنسة إميلي

وخاصةً ضباط فرسان الحديد الصقيعي، إذ تبادلوا النظرات وزال شكّهم حالًا، وحلّ محلّته موافقةٌ ضمنية

فالمولود في رحمها ليس وريث السيد لويس فحسب، بل حفيد الدوق إدموند الراحل أيضًا

ولهم هم، كفرسان الحديد الصقيعي، له شأنٌ كبير كذلك

أمّا السيد لويس نفسه فلم يكَد يتوقّف

كان رداءه يصفّر في الريح وهو يخطو مسرعًا نحو القلعة الترابية في جنوب المدينة

كانت مخططات قلعة المدّ الأحمر قد رُسِمت منذ زمن، لكن لضغط طرق المواصلات ومشاريع الدفاع أُفرِغت كل الأيدي والصرّافين لتلك الأعمال

فأُرجئ بناء القلعة، وما يزال هو وإميلي وغيرهما يقيمون في القلعة الترابية القديمة

لكن الحقيقة أنّ تلك القلعة لم تكن خشنة فالواقع أنها لم تُبنَ إلا قبل أقلّ من عامين، إنما مظهرها الخارجي غير جذّاب

دفع الباب الخشبي الثقيل فكان دفءُ الموقد في الداخل

اتكأت إميلي على الأريكة، وبطنُها الحامل في شهرها الثامن بارز، وخدّاها محمران في ضوء النار

وكانت الخادمة بجانبها تعتني بها في هدوء، تُقرّب إليها الماء، وتفرد الأغطية

وجلست سيف إلى جانبها تلاطفها بالحديث لتكسر الملل

ولمّا رأت إميلي عودة السيد لويس بدا في عينيها شيءٌ من الارتياح، وكان صوتها خافتًا لينًا عدت

تقدّم السيد لويس وربّت كتفها برفق نعم عدت

لم يبقَ على ولادة الصغير إلا شهر، والشتاء يسرع في القدوم

ولمّا نظر إلى بطن إميلي المنتفخ كان قد عقد نيّته ألا يطوف بعد الآن قبل انقضاء نصف موسمٍ آخر

على الأقل هذا الشتاء سيبقى هنا، إلى جانبها وإلى جانب طفلهما

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل:318"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

absolute-regression
الانحدار المطلق
10.10.2025
images
أصبحت بهدوء الزعيم الكبير في قرية المبتدئين
13.10.2025
75H1o55gqIbBmpIk3o-gK0t3WiDp-Ur5ZsTGwvElHy8
إذا لم ترمِ النرد، فأيُّ نوعٍ من الهوكاجي أنت؟
13.10.2025
a-knight-who-eternally-regresses
الفارس الذي يتراجع إلى الأبد
09.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz