مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:315

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:315 - الفصل 315: استخبارات يومية جديدة
Prev
Next

 

رفع لويس يده الأخرى ببطء ومسح الهواء برفق

ظهر أمام عينيه حاجز ضوئي شفاف بصمت، وانفتح بهدوء

【اكتمل تحديث نظام الاستخبارات اليومي】

【1: ظهور نوع من “عقرب الثلج شاقّ العمود” في الوادي الضحل شمال حافة فجر الشتاء】

【2: مجلس عرش التنين في العاصمة الإمبراطورية يمرّر رسميًا مقترح تعيين الأمير السادس أستا أوغست بوصفه “المفوّض الملكي لإعمار الشمال”】

【3: رُصدت مؤشرات نشاط للـ”ميرلوك” قرب “شعاب المدّ الغارق” خارج خليج كسر الموج، والعدد غير واضح بعد】

ارتفع حاجب لويس قليلًا، ووقع نظره أولًا على البند الأول

تمتم: “عقرب الثلج شاقّ العمود مخلوق من فئة الموارد”، وقد اعتاد تصنيف المعلومات بهذه الطريقة

فهذه الوحوش السحرية القيّمة التي تظهر في مناطق باردة نائية تحمل غالبًا ما يُصقَل ويُستخلص

وبحسب الوصف، فمرارة هذا العقرب غنية بسائل غُدّي شديد السُمّية، لكن سمّه ليس قاتلًا محضًا، بل عامل تحفيز يُثير تقلّبات الدم والطاقة القتالية

وبعد الطهي أو التصفية يكون له أثر معزّز واضح على تدريب رتبة الفرسان

أخرج لويس دفتَره الصغير عن جانب سريره ودوّن: “حافة فجر الشتاء · عقرب الثلج شاقّ العمود · المرارة · محفّز طاقة قتالية · أولوية صيد”، ووضع دائرة حمراء في نهاية السطر

وعند العودة إلى مدينة المدّ الأحمر، سيلزم تحريك فرسان صيد الوحوش

على مدى الأعوام، وبإسناد من نظام الاستخبارات اليومي، راكم إقليم المدّ الأحمر سرًا كمًّا مذهلًا من مواد تعزيز الطاقة القتالية

لحوم وحوش سحرية، وشراب عسل مُحصَّن، وبخور تأمل قتالي، وأعشاب محفّزة للدم

بل وُجد “ميدان المحاكاة الظليّ”، وهو حجرة تدريب للطاقة القتالية بمستوى بالغ التفوق

وصارت موارد التدريب التي يعدّها الآخرون نادرة ونفيسة شبه مألوفة هنا

حتى إن لويس مازح مرةً: “أكبر مشكلة لدى فارسٍ في المدّ الأحمر أنّ معدته لا تتّسع لحصة هذا الأسبوع”

ولو سمع فرسان الأقاليم الأخرى مثل هذه الكلمات لعُدّت سخافة

لكن تحت قيادة لويس كان هذا واقعًا يوميًا ملموسًا

ومن مراقبة حذرة في البداية إلى ولاء لا يتزعزع اليوم، لم يجتذبهم شعار فارغ، بل استكمال الموارد خطوةً خطوة

هذه الموارد هي لحمة الصفّ وقوة القتال

وعلى خلاف فرسان الأسر النبيلة الأخرى الذين يصطفّون لعامٍ كامل وربما يقترعون لمجرد لقمة من لحم الوحوش السحرية

كان فرسان المدّ الأحمر يعلمون يقينًا أنه ما داموا يتبعون لويس فهناك دومًا مكافآت في الأفق، وترتيبهم القتالي سيرتفع بطبيعته

“كرم الحاكم لا ينتهي”

ابتسم لويس وهو يطالع المعلومة: “مرارة عقرب الثلج—طبق جديد يُضاف إلى قائمة الجميع”

ثم انزلقت المعلومة الثانية ببطء إلى مرمى النظر

【2: مجلس عرش التنين في العاصمة الإمبراطورية يمرّر رسميًا مقترح تعيين الأمير السادس أستا أوغست بوصفه “المفوّض الملكي لإعمار الشمال”】

لم يبدُ لويس متفاجئًا، إنما قطّب قليلًا، كمن يُثبّت نتيجة توقّعها قبل أيام

همس: “أخيرًا وصلت”

لم يكن هذا عاصفةً مفاجئة، بل القدر العتيق في العاصمة يعود للغليان

فمع اختفاء الإمبراطور منذ نصف عام اختلّ مركز القوة في الإمبراطورية

وعرف منذ زمن أنّ الأسرة الملكية وسائر النبلاء لن يقفوا متفرّجين على أسرة كالفين وهي تسيطر على إقليمين فسيحين في الشمال والمقاطعة الجنوبية الشرقية

فحتى لو كان الشمال منهَكًا قليل الموارد، فما زال يحوز عددًا معتبرًا من المناجم وموارد وحوشٍ سحرية في الأقاليم الباردة

ضحك لويس من نفسه، وعيناه هادئتان كالجليد

أما الأمير السادس… أستا أوغست

بيدق منسيّ أُدخل الآن إلى الرقعة وأُلبس لقب “مفوّض إعمار”، لا ليحكم بل ليكبح التمدّد

“ومع ذلك—هو أهون من تعيينه حاكمًا مباشرًا”

وهذا يدل على أنّ صراعًا ومساومة جريا داخل مجلس عرش التنين، وأنّ أسرة كالفين شوّهت حدّة الهجوم مؤقتًا، واللقب ليس إلا ورقة تين مرحلية

وعلى الأقل شكليًا بقي الشمال شاغر المنصب

وذلك يكفي، لأنّ “كرسي الحاكم” ما دام فارغًا فلويس هو سيد الشمال فعليًا

“مع ذلك”، استقام لويس وومضة حذر في عينيه، “فالأمير السادس—لا يزال من الأسرة الملكية”

ولن يسقط في سذاجة الظن بأن أميرًا ضعيفًا لا يؤذي

فحتى البيدق شبه المنفي، ما دام هالة الدم الذهبي تعلو رأسه، يمكن حتى لأعجز أميرٍ أن يجتذب سحابة من الذباب المتملّق

وخاصة أولئك النبلاء الروّاد الجنوبيين الذين يجهلون حال الشمال ويعدّون أنفسهم أذكياء

لكن لويس لم يَخَف، بل لمعت على شفتيه ابتسامة سخرية

“أأنا كما أنا الآن أخشى أميرًا لا يجلب مؤنًا ولا يرفع رتبة فرسان”

فالشمال كله، من مدينة الرمح الجليدي إلى إقليم المدّ الأحمر، ومن قِدر الجنوب الشرقي للحبوب إلى المشاريع الساحلية، صار آلة سياسية بناها بيديه

وهو يملك الموارد والناس والميزة الجغرافية، و”الوسيلة الذهبية” الفريدة لنظام الاستخبارات اليومي

وحتى لو تآمر خصومه في الخفاء فسيظل يسبقهم بخطوة، يقلب الورقة الخلفية ليرى المشهد كاملًا

“المعلومة لا تكفي—لنراقب ونرى”

بالطبع لم يُسقِط حذره، لكن ما دام لا تفاصيل إضافية فليس إلا الانتظار، فواصل القراءة

【3: رُصدت مؤشرات نشاط للـ”ميرلوك” قرب “شعاب المدّ الغارق” خارج خليج كسر الموج، والعدد غير واضح بعد】

سرحت نظرة لويس قليلًا

كانت هذه المعلومة الثالثة تحذير خطر، لكنها عنده “خبر سيئ ليس بالضرورة سيئًا”

فلو لم تُكتشف الميرلوك إلا عند صعودها للشاطئ لتمضغ صواري سفن الحبوب، لما كان تحذيرًا بل كارثة

فتح لويس دفتره ودوّن البند في صفحة الأولويات المحاطة بخط أحمر

إلى الجنوب من منحدر يوتِنغ، على الضفة الغربية لخليج كسر الموج، تمتدّ سبخة مهجورة تُدعى “شاطئ الرمل الغارق”

وكان يُخطّط هذا الساحل مرارًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية

فالمكان يسنده تلال متموّجة، ويشكّل من جهة البحر خليجًا مقوّسًا طبيعيًا، مصونًا من العواصف طيلة العام، وكأنه هيئة مرفأ موهوبة

ومنذ الشتاء الماضي تبيّن لويس خفيةً أنّ هذه السبخة تعود اسمًا إلى نبيل قديم من البحرية الإمبراطورية نزح جنوبًا منذ زمن

ولم يطأ الشمال لعقود، فعقود الأرض اصفرّت وتعفّنت وبقي ادّعاء اسمي

فبعث رجالًا ينعطفون جنوبًا، وعرض ألف قطعة ذهب بيده لشراء نواة هذا الميناء القادم

وفي يوم إتمام الصفقة كتب في دفتره بضعة كلمات: “شاطئ الرمل الغارق → مدينة ميناء الفجر”

وبالنسبة للنبلاء الصغار الآخرين ليست سوى سبخة متهالكة

أما لويس فهي أول خانقٍ للتجارة المائية يخرج بالمدّ الأحمر من الشمال إلى المقاطعة الجنوبية الشرقية

فقد كان، في السابق، ينقل شهريًا بَرًّا موارد معدنية مصفّاة في المدّ الأحمر إلى ميناء الأسرة جنوبيًا لتُخزَّن وتُبادل بغيرها

وذلك مُرهق مكلف، وقوافل النقل معرّضة للهجمات، ومع انسداد الطرق بثلوج الشتاء تنقطع الإمدادات تقريبًا

أما بناء ميناء الفجر فيحلّ هذه المعضلات من جذورها

فالسفن المزوِّدة ستُبحر جنوبًا لتبلغ مستودع ميناء أسرة كالفين في الجنوب الشرقي خلال أسبوعٍ وزيادة

ويمكنه فتح طريق تجارة بحرية شمالية، وجذب مشرّدين وتجار غرباء

كما يوصله بموانئ نبلاء الجنوب الآخرين ليكون ورقة مساومة ورابط تفاوض سياسي

لكن المثاليات مثاليات، والواقع كسبخات الساحل، فِخاخٌ في كل خطوة

المكان ممتاز موقعًا لكنه صعب البناء، فالتربة رخوة تحتاج إلى سدادّات رملية أولًا لتثبيت الأساس

وفيه عجز في الخشب والمسامير والحبال، بل حتى الأدوات السحرية الرافعة يلزم نقلها من الجنوب، أما الحرفيون فقلّة في الشمال كله من يفهم إنشاء المرافئ

ولو كان غيره لأدبر منذ زمن

لكن لويس مُعَدّ جيدًا؛ فأسرة كالفين تتحكم بأغلب موانئ الإمبراطورية، فصار كل ذلك يسيرًا

ونقل خفيةً خلال ستة أشهر رجالًا وموادّ، انتظارًا لهذه اللحظة

وفي أيامٍ قلائل يمكن أن يبدأ كل شيء

أما المشكلات الحقيقية فتأتي من خارج، مثل الميرلوك المذكورة في الاستخبارات

والميرلوك كانت مخلوقات بحر ذكيةً يومًا تتاجر في الضحاضح مع البشر، لكنها لأسبابٍ مجهولة قبل ألف عام انحطّت إلى أنصاف وحوش

غدت شرهةً متمرّدة عسيرة المراس

تخرج ليلًا للشاطئ لاغتيال الحرّاس وتمزيق المدنيين، وتفرز حامضًا مُذيِبًا يفتك بالسفن الخشبية

وليس الـميرلوك أعظم المعضلة

فالأكبر أنّ عرين كافيل ذات الناب الحديدي، أحد الأباطرة السبعة للقراصنة، يقع عند أقصى شمال هذا البحر

وهذا “الملك المجنون ذو الناب الفولاذي” الأسطوري ليس متوحشًا قاسيًا وحسب، بل يسيّر زهاء مئة سفينة غارة صغيرة، ينهب بها أساطيل التجارة الساحلية كل عام

وما إن يُفتح الملاحة في خليج كسر الموج فقد يصير ميناء المدّ الأحمر هدفه الأوّل

ومع ذلك فلن تَحُول هذه العوامل الموضوعية دون بناء الميناء، فهو آخذ للأهبة

قلّب لويس إلى الصفحة الأولى من دفتره، وأحاط بدائرة مشتركة “منطقة نشاط الميرلوك” و”نطاق نفوذ كافيل” و”إحداثيات الميناء الجديد”

آنذاك فتحت إميلي عينيها ببطء فرأت لويس عند طرف السرير، مطرق الرأس يرتّب الأوراق

قال بصوتٍ وادع وهو يرفع نظره: “استيقظتِ؟ سنعود اليوم إلى المدّ الأحمر”

أومأت إميلي برفق، ولمع في عينيها طيف تردّد

ابتسم لويس قليلًا ومدّ يده يُمسك يدها: “السيّدة إيلينا والصغير إسحق سيعودان معنا أيضًا. نحن لا نغادر

إنما ننتقل إلى مكانٍ نتابع فيه حياتنا. وسنحظى لاحقًا بفرصة العودة”

قالت بصوت خفيض: “أعرف”. “سأتهيّأ الآن”

بعد الظهر كان الموكب قد تجمّع خارج حصن الرمح الجليدي

وقف لويس مرتديًا عباءة المدّ الأحمر، وخلفه مصطفّون فرسان الحديد المتجمّد

ألقى نظرة على القلعة المحطّمة التي ما تزال واقفة، ثم لوّح بيده أخيرًا وقاد السريّة على المسير

أما مدينة الرمح الجليدي فقد أوكل حُكمها إلى فرسان الناب الفضي، واختير عدد من الموظفين الشيوخ لتشكيل مجلسٍ انتقالي

وألزمهم برفع تقارير شهرية، في انتظار بلوغ الصغير إسحق سنّ الرشد ووراثته، وعندها يتولّى السيد الحقّ كل شيء

داخل العربة، سحبت السيّدة إيلينا طرف الستارة برفق، تحدّق في ظل مدينة الرمح الجليدي المتقهقر، وغشاوة خفيفة في عينيها

لم تقل شيئًا، واكتفت بقبض منديلٍ مطرّز بشعار أسرة إدْموند، كأنها تضع الذكرى بعناية في هذا التفصيل الصغير

فهذه المدينة حفظت سنوات سعادتها مع زوجها، ووارَت أيضًا صورة دوق الشمال الوحدة

وفي حضنها كان الصغير إسحق، وقد جاوز العام قليلًا، يضحك ويطرق لوح نافذة العربة بكفّيه، وعيناه الواسعتان مليئتان بفضول المناظر البعيدة

لم يفهم معنى الوداع بعد، كل ما يشعر به أن العربة تمضي، والثلج والريح والجِدّة على الطريق—كل شيء مسلٍّ

هبّت ريح باردة، وتموّج خط الثلج البعيد كأنه عروق نائمة

وكانت عجلات العربة قد توجّهت من جديد نحو مدينة المدّ الأحمر

في إقليم ناءٍ من الشمال، كان العواء والثلج يجلدان المكان، وما زالت القاعة المُعادة التشييد تسرب الريح الباردة

وفي الدراسة المؤقتة إلى جوار الموقد، كان الأمير السادس أستا أوغست، ملتفًّا بغطاء، يُراجع سجلّ ما بعد الكارثة الذي قدّمه الموظفون

انطلقت خُطا عجلى خارج الباب، ففتح خادمٌ الباب وفي يده رسالة موشّاة بخيوط ذهب

“رسالة طير سريع من العاصمة يا صاحب السمو، إنها—من مجلس عرش التنين”

توقف أستا، وتبدّل وجهه

تناول الرسالة ببطء، وانفرج الختم ويداه ترتجفان قليلًا

“بمرسومٍ خاص، يُمنَح صاحب السمو أستا أوغست منصب المفوّض الملكي لإعمار الشمال، مُكلّفًا مؤقتًا بالإشراف على الإعمار والتنسيق الإداري في الشمال”

وقف مَذهولًا كمن صُعق، يُمرّر أنامله على الكلمات مرارًا حتى تأكّد أنها ليست وهمًا

تمتم: “أخيرًا، أخيرًا جاء دوري”، وانتفض واقفًا، فهبّت ريح باردة

“الشمال، هذه الأرض المنسيّة المكسوّة بالثلج، ستكون منطلق إنجازاتي، أنا أستا أوغست”

ثم، كقائدٍ عاد ظافرًا، راح يرسم مخططات عريضة فوق الخريطة العتيقة

لكن ما إن بلغ حماسه حدّ أن يأمر بإعادة تنظيم الجند وإنشاء ديوان، حتى قاطع خياله وقع خُطى ثابتة خارج الباب

قال أستاذه سيفر وقد دخل: “اهدأ يا صاحب السمو. أنصحك ألّا تفرح بهذا التكليف على عجل”

قطّب أستا: “لماذا؟ هذا أمرٌ رسمي من العاصمة الإمبراطورية. لديّ اسم الأسرة الملكية، وعليّ واجب الإشراف، أفلا أتدخّل في شؤون الشمال”

أجابه سيفر بصوتٍ عميق: “لم تُرسل العاصمة خلال ستة أشهر جنديًا واحدًا ولا حبة قمح ولا فرسًا إلى الشمال. واليوم يُعيّنونك فجأةً ليرسلوك لتختبر الماء

فإن استطعت كبح لويس كالفين فهي نعمة للأسرة الملكية، وإن لم تستطع—تخلّوا عنك فورًا”

“لم يهتمّوا قطّ إن نجحت أم لا”. لم تخلُ نبرته من القسوة. “ينبغي أن تفهم، يا صاحب السمو، أن القوة الحقيقية في الشمال صارت في يد غيرك

لا تتسرع بالقرارات؛ انتظر على الأقل وصول مبعوث العاصمة والموارد، وعندها نرى”

أطرق أستا صامتًا

وكأن النار في عينيه أطفأتها مياه باردة؛ ارتجف جسده قليلًا، وأرخى كفّيه شيئًا فشيئًا

وقع نظره على الخريطة الموشّاة بعلاماتٍ نابضة، وعجز عن الكلام لحظةً

ليلةً، كان وهج الموقد خافتًا، والريح والثلج يولولان خلف النافذة

جلس أستا وحيدًا في القاعة المتهالكة، يحدّق في البياض الصامت الممتدّ

تمتم: “هذه الفرصة الأخيرة؛ لن تتكرر—فإذا استوعب لويس موارد أسرة إدْموند فلن يبقى لي منفذ”، وانقبضت أصابعه رويدًا

ومع ذلك ظلت في عينيه تحت الضوء شرارة لم تنطفئ

تذكّر لويس كالفين

هذا النبيل الشاب الذي كان مجهولًا، فجمع الهيبة والسلطة والجيش والسند الشعبي بسرعة مدهشة، حتى إن الدوق إدْموند ائتمنه على جزءٍ من الشمال

همس وفي صوته تساؤلٌ وشيء من الضيق: “لو كان مكانه، ماذا كان ليفعل”

ولعله لا يعجز عن ذلك، إن مُنح وقتًا ومجالًا

لذا طوى على السطح كل طموح، وتقمّص هدوءًا مصطنعًا

وفي الخفاء، من وراء ظهر سيفر، كان قد استدعى همسًا عددًا من النبلاء الروّاد الصغار الذين هاجروا من الجنوب، بل آوى بعض قبائل البرابرة المؤمْـمَـنين الراغبين في الخضوع

وتحت لافتة الحكم الذاتي ما بعد الكارثة، وزّع شيئًا من حقوق الأرض وحصص الحبوب وتصاريح التسليح

لا رحمةً، بل ليكشف يومًا ما عن مقاصده الحقيقية

وكان يؤمن أن ذلك اليوم سيأتي

Prev
Next

Comments for chapter "الفصل:315"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

تغيير الفئة عالميًا: سياف لا يقهر
تغيير الفئة عالميًا: سياف لا يقهر
13.10.2025
a58BP2EssBYky4NCuCwlH_Mwxd9UQnooxy47Eu4tSe8
المحيط اللامتناهي: الهروب من قارب الكانو
13.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025
file_00000000abd46243a8357f96398e3548 (1)
إعادة الميلاد في عالم النهاية: البداية ببناء أقوى قاعدة
01.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz