الفصل 60

الفصل 60: حجر المدّ

نظر شي مينغ إلى البلّورة السوداء أمامه

كانت متواضعة منخفضة الوهج، بلا أيّ هالة طاقة، كأنّها سبج بركاني

دماغ الخلق

لدهشة شي مينغ، تبيّن أنّها قابلة للترقية

ظهرت أمامه معلومات عن البلّورة السوداء

【حجر المدّ】

【المستوى 1】

【غرض يُستَخدم مرة واحدة. بلّورة غريبة تتشكّل خلال عشر سنوات أو أكثر من امتزاج طاقة دم وحش بحر مع طاقة بلّور البحر. عند ضخّ طاقة المُستيقِظ يمكنها استنساخ المهارة المميّزة لوحش البحر، بقوّة تبلغ 30% من المهارة الأصلية. الترقية ترفع شدّة المهارة】

【متطلّبات الترقية: 100 غرام من دم وحش البحر من النوع نفسه】

غرض يُستَخدم مرة واحدة

داعب شي مينغ حجر مهارة وحش البحر هذا، مستشعرًا النقوش على سطحه

كان الوحش البحري القوي الذي مات في هذه المنطقة بلا شك «قنديل الضباب» من الرتبة A قبل أكثر من عقد. لقد تقاتل مع «هوانغشي» فهلكا معًا، ومعهما المُستيقِظان من الرتبة A على متنها

يمتلك وحشٌ بحري من الرتبة A داخل موطنه أفضلية مطلقة في مواجهة مُستيقِظ من الرتبة A. وكانت السفن من الفئة الذهبية فما دون إذا تشابكت معه تتعرّض غالبًا لكوارث لا تُستغرب

لكن ما مهارته المميّزة يا ترى

استدعاء الضباب أم التآكل أم شيء آخر

إن توفّر لديه فائض لاحقًا فسيمتحنه

على أيّ حال فهذا غرضٌ جيّد

كان شي مينغ يفتقر أصلًا إلى أساليب هجومية

فقد منحته صحوة الرتبة S قدرة نموّ من الرتبة S ومهارتين دفاعيتين من الرتبة S، لكنه لم يمضِ في النموّ إلا وقتًا قصيرًا فحسب. وعند مواجهة وحوش بحر قوية أو مُستيقِظين عجيبين قد لا يحوز الأفضلية دائمًا. لذا يحتاج إلى مزيد من الوسائل لمجابهة الأعداء

أعاد حفظ حجر مهارة وحش البحر هذا، عازمًا على صيد بضعة «قناديل ضباب» لترقيته حين تسنح الفرصة لاحقًا

«جيّد جدًا. إن وجدتم أشياء كهذه فأبلغوني فورًا»

«حاضر، سيّد القائد»

ظلّ شي مينغ مرتديًا بذلة الإبحار، واقفًا يحرس عند المقدّمة، باعثًا هالة رجلٍ واحد يصدّ عشرة آلاف قنديل ضباب

كان البحر المفقود بلا رياح، رطبًا وباردًا

تجمّعت قناديل الضباب تحت السفينة كنجومٍ متناثرة، تُحاط بها السفينة الفضّية كنجومٍ تعانق القمر. ولو أغفل المرء خطورتها لكان المشهد رومانسيًا بحق

امتنع شي مينغ مؤقتًا عن مطاردتها. كان ينتظر واحدًا كبيرًا، على الأقل من الرتبة D

فالمعلومة التي حصل عليها اليوم عبر «عين الذكاء» تقول إنّ قنديل الضباب من الرتبة D، إذا جُفّف وقُدّم باردًا، كان لذيذًا وزاد مقاومة الدوار بعد تناوله. حتى في زوبعة عاتية يبقى المرء هادئًا ولا يُصاب بدوار البحر

إنّه كابوس دوار الحركة

بعض الناس يشعرون بدوارٍ حتى عند لعب ألعاب ثلاثية الأبعاد، وهذا مظهرٌ من دوار الحركة

أمّا شي مينغ فلا يعاني هذه المشكلة

إنما أراد سلطة قناديل باردة

آه، إنّ قناديل الضباب هذه كنوزٌ من أطرافها إلى أطرافها

…

خط الطول 74 درجة غربًا، وخط العرض 40 درجة شمالًا

بعد سبع ساعات من الإبحار بأقصى سرعة، وصلت «نصل الشيطان» أخيرًا إلى نقطة الالتقاء المتّفق عليها مع «مايكل». كان هذا المكان يومًا أكثر مرافئ أمريكا ازدهارًا في عصر اليابسة، وقد صار الآن محيطًا شاسعًا بلا أثر لمجده القديم

وقيل إنّ «تمثال الحرية» وحده ثُبّت على جزيرة عائمة اصطناعية، وصار رمزًا معنويًا لناس المنارة في البحر، ومن عجائب العالم العشر، يُقارن بـ«هايشينغ ساكورا»

وكانت هناك سفينة تائهة من الفئة الذهبية تُدعى «الحرية» تقاتل في المحيط الأطلسي العظيم

لكن ذلك التمثال لم يكن قريبًا، لذا لم تستطع «نصل الشيطان» رؤيته، أما «الحرية» فكانت أبعد، ولا يُعرف مكانها

كانت المياه في هذه اللحظة هادئة مقفرة

تابع دائمًا من المصدر الأصلي: موقع مركز الروايات. مكتبة بلا إعلانات وقراءتك معنا تضمن استمرار الترجمة.

قطّبت «نصل الشيطان» جبينها

قالوا نلتقي هنا، لكن لا سفينة واحدة ولا وحش بحر واحد في النطاق المحيط

«همف»

«إنّ ‹مايكل› ليس ذا شأن. يأخذ عمولةً ثم يتأخّر، هذه تراخٍ في الانضباط»

«لو كان في جمعيتي السوداء لَتعرّض حتمًا لعقابٍ عسكري»

كان وقتها ضيّقًا جدًا. فالالتقاء أيسر المهام، أمّا عمليات البحث التالية فستلزم وقتًا طويلًا

وليس لديها وقتٌ تهدره في انتظار أحد

أخرجت «نصل الشيطان» جهاز اتّصال من ذراعها وهمّت بمحاولة إنشاء اتصالٍ استنادًا إلى تواصلٍ سابق

وفي مياه البحر غير البعيدة برزت فجأة فقاعات كثيرة كثيفة آخذة في التضخّم

وعقب ذلك مباشرة شقّت الماء سفينةٌ تائهة صغيرة

إنّها سفينة تائهة غاطسة

السفن التائهة الغاطسة نادرة للغاية. فالجميع يعلم أنّ الغطس والتيه عمليّتان متفاوتتا الصعوبة جدًا. وبناء سفينةٍ تائهة غاطسة يتطلّب، إلى جانب مواد بناء السفن التائهة التقليدية اللازمة، موارد تزيد بأكثر من عشرين مرّة عمّا تتطلّبه السفينة التائهة العادية

ولذلك كانت مخطّطات هذه السفن نادرةً جدًا في عصر الطوفان العظيم

أُغلق طبقة الهواء في السفينة ببطء، ووقف عند المقدّمة شابٌ أشقر في السابعة والعشرين أو الثامنة والعشرين، يبتسم وهو ينظر من بعيد إلى «نصل الشيطان» عند المؤخّرة

كان يرتدي ثيابًا رسمية لا يلبسها البحّارة غالبًا، غير أنّ قميصه الأبيض لم يكن مدسوسًا في بنطاله، مما أضفى عليه مسحة انفلات وعفوية

لوّح ملوّحًا بتحية مهذّبة من بعيد

وعندما رفع يده أمكن حتى رؤية الجلد المكشوف عند خصره

لم تكن هناك دهونٌ زائدة، لكن لم تكن هناك خطوط واضحة أيضًا، مجرّد هيئة عادية قليلة التدريب

«مرحبًا آنسة نصل الشيطان، اسمي إدوارد، ويسعدني لقاؤك»

زمّت «نصل الشيطان» شفتيها

لم ترَ هذا النوع من التحيات إلا في رواياتٍ قديمة

أأفترض أن عليّ أن أردّ: «يسرّني لقاؤك أيضًا»

كان هذا «إدوارد» هو المُستيقِظ المذكور في المعلومات الاستخبارية، يمتلك مهارة الاستيقاظ من الرتبة B «الملاّح». وانطباعها الأوّل عنه أنّ مظهره عادي وسلوكه طائش. ولو لم تكن بحاجةٍ إليه لقيادة الطريق لما نظرت إليه أصلًا، فهو عديم الجدوى تمامًا

اقتربت سفينتان تائهان متماثلتان في الحجم تدريجيًا إحداهما من الأخرى

«تفضّلي إلى bordo يا آنسة نصل الشيطان»

انحنى إدوارد قليلًا، كـ«سيّد نبيل» تصفه الروايات

لكن «نصل الشيطان» لم تُعجبها هذه طريقة الانحناء

فهي تفضّل آداب الانحناء في جمعيتها السوداء

وإذا ساء الانطباع الأوّل لديها ساء معها كلّ فعلٍ آخر للشخص

قفزت فجأة، ووطئت سطح السفينة التائهة الغاطسة

أحدث الارتطام القويّ تأرجحًا في كامل السفينة

ثمّ تبعها أحد أفراد الطاقم صاعدًا على نحوٍ اعتيادي، وأخرج من صندوقٍ يحمله ظرفًا يحوي معلوماتٍ سلّمها للرجل الأشقر، إدوارد

«هذه البيانات التفصيلية عن الهدف. أخبرني خطّتكم بالتفصيل» جاء صوت «نصل الشيطان» منزوع الانفعال

كان هذا «إدوارد» يبدو مهذّبًا، لكنه كشريكٍ لم يَدْعُها حتى إلى المقصورة للجلوس

مع أنّها على الأرجح لم تكن لتنصرف وقتًا طويلًا على متن سفينةٍ غريبة على أيّ حال

استلّ إدوارد قبّعة من مكانٍ ما ووضعها على رأسه، مغطّيًا شعره الأشقر القصير

«خطّتنا بسيطة—

«نترك أنفسنا للتيار في هذا البحر اللامتناهي

«النجوم ستدلّنا على الطريق القويم»