الفصل 53
الفصل 53: التسلل إلى مجموعة استخبارات المنارة
أهذا هو غرفة الدردشة الخاصة بالمنارة وسفن التيه التابعة لها
دهش شي مينغ كثيرًا لأن جهاز الاتصال هذا استطاع مباشرةً الدخول إلى قناة التواصل الخاصة بالمنارة وسفن تيه أخرى
ويُعلَم أن المنارة واحدة من سفن التيه بدرجة الملك
ومن المؤكد أن قناتها شديدة الأهمية ورفيعة المستوى
ألقى نظرة على أعضاء المجموعة
كان في القناة 13 عضوًا. وبجانب المنارة المعهودة و«هوانغشي» كانت هناك «مايكل» و«الحرية» و«نوح» و«البرج الذهبي» و«الملهاة العظمى» و«الأيام الماضية» وما إلى ذلك
وما أدهشه أكثر—أن هذه القناة لا تزال قيد الاستخدام
ورغم عدم وجود مؤشر لحالة الاتصال بحيث يتعذّر معرفة من هو المتصل، فإن شي مينغ تلقّى عدة رسائل سابقة في الوقت القصير الذي أُشغل فيه جهاز الاتصال
كان الأمر أشبه بهاتف مطفأ، وما إن يُشغَّل حتى تتدفّق كل الرسائل غير المستلمة من الآونة الأخيرة دفعة واحدة
مايكل اكتشف وحشًا بحريًا فئة A عند خط طول 116 درجة شرقًا وخط عرض 21 درجة شمالًا يطلب دعمًا
البرج الذهبي، التابع لمنظمة البرج الذهبي، سهّل مؤخرًا صفقة. كان المشتري «الجمعية السوداء»، وتعلّقت الصفقة بمعلومات لترجمة لوح معهد شي رانغ للبحوث. استُلِم عمولة قدرها 100 من بلورات السماء النقية، ويرغبون في رفعها إلى المنارة مقابل المواد التالية…
غرِقت «هوانغشي» منذ زمن طويل، ومع ذلك لا تزال هذه القناة قيد الاستخدام
فكّر شي مينغ قليلًا، يوازن معقولية الموقف
هذا طبيعي. فالتقنية بعيدة المدى التي أنشأتها المنارة عصيّة على الاستنساخ في عصر التيه هذا. فلا داعي لهجر المنظومة بأكملها لمجرد أن سفينة ذهبية غرِقت. ثم إن غرق «هوانغشي» حقيقة معروفة، وقد ظل جهاز الاتصال مدفونًا في البحر زمنًا طويلًا بحيث يستحيل إصلاحه حتى لو انتُشل، فضلًا عن عقبة فك الشفرة
أما لماذا لم تُستبعَد «هوانغشي» من القناة، فربما لوثوقهم بأن المنظومة لن تُفك شفراتها، أو لغاية التذكّر والتخليد
إنه يشبه الجنود الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب فلا يحذفون جهات اتصال أصدقائهم القدامى
وقد غفلوا فقط عن تدخّل شي مينغ غير المتوقع
تسلّل شي مينغ إلى بحر الضياع، واكتشف بقايا «هوانغشي»، وعثر على جهاز الاتصال، وفتح الخزنة المتآكلة بأمان، وحصل على المفكك الشفري
يستطيع «دماغ الخلق» لدى شي مينغ إصلاح الأشياء جذريًا وهو يرفع مستواها في الوقت نفسه
هذا هو الجانب غير المتوقع
حدّق في الجهاز أمامه وابتسم
مجموعة الاستخبارات التي أنشأتموها ممتازة، لكنها الآن تخصّني أيضًا
وفوق ذلك، بوصفي «ميتًا»، لست مضطرًا لتقديم معلومات أو مبادلتها
كل ما أحتاجه هو التخفّي بهدوء
لقد ظفر بقناة أخرى للمعلومات، وهي من إنشاء المنارة، إحدى سفن التيه السبع بدرجة الملك في العالم
ويأمل ألّا يلاحظوا عودة «هوانغشي» وأن يواصلوا التواصل في هذه القناة
مرّ يومٌ بهدوء
كان العشاء أرزًا مطهوًا على البخار مع روبيان بحري، وإلى جانبه طبق لحم بقر طري مطهو مع سمك بحري
وبعد أن شبع، اتكأ شي مينغ إلى مقعد النافذة، يتفحّص شتى الوثائق التي حصل عليها من خزنة قبطان «هوانغشي» السابق
ومن هذه الوثائق عرف بعض المعلومات عن «المنارة»
مع تفشّي الوحوش البحرية وكثرة كوارث البحر، لم تستطع المنارة إلا التمسك بركنٍ من البحر، فوحّدت سفنها الثلاث بدرجة الجنرال، وتسع سفن ذهبية، وسفنًا فضية ونحاسية أخرى لتبادل المعلومات وتبادل الموارد
وبالطبع لم تخلُ من صراعات داخلية ومنافسة لا غنى عنها
لكن غالبًا ما كان يُحافَظ على انسجامٍ ظاهري
تمتّعت كل سفينة بقدر كبير من الاستقلالية، كالمناطق الإدارية الخاصة القديمة والخمسين ولاية إدارية
وقد حاولت المنارة ذات مرة إنتاج مستيقظين بفئة S على نطاق واسع بوسائل تقنية، لكنها لم تنجح إلى اليوم، بل قدّمت تضحيات كثيرة وخسرت عددًا من الباحثين
أما عن قوّة المنارة—فلدى المنارة حاليًا على الأقل 3 مستيقظين بفئة S على السطح
وكان لأحدهم قدرة «عين نسج الأحلام»، وقد استيقظ بها بعد قتل وحش بحري من فئة S يُدعى «اليشم البحري» والاغتسال بدمه
كان «اليشم البحري» أفعوانًا بحريًا ثلاثيّ الرؤوس، ودمه يصل إلى ثلاثة أطنان. وكانت المنارة تنوي أصلًا استخدامه لاستحداث ثلاثة أو حتى أكثر من مستيقظ بفئة S. لكن بعد أن استيقظ الرائد الأول، لم يعد ما تبقى من الدم قادرًا على إيقاظ أحد—رغم أن الدم لم يفقد حيويته وأن الطاقة في داخله لا تزال تتدفّق
أيمكن أن لا يوقظ مخلوق بحري بفئة S سوى شخص واحد فقط
إن كان الأمر كذلك فعلًا، فحتى لو نزف «شوانوو» مجددًا بغزارة فلن يتمكّن من إيقاظ مهارة أحد
فرك شي مينغ ذقنه يتكهّن
كان قد فرغ عصر ذلك اليوم من قراءة كل الوثائق في الخزنة، وأصبح لديه تصور عام عن قوّة سفن التيه بدرجة الملك
قد لا تكون قوّة المستيقظين لدى المنارة الأقوى بين السفن السبع، لكنها بالتأكيد ليست ضعيفة. وفوق ذلك فقد ورثت على نحو كامل أسلحة أمريكا العسكرية وتقنياتها المتقدمة من عصر اليابسة. وقد نُقلت كل الإنجازات البحثية السابقة إلى «المنارة»، فغدت كحصن عملاق متكامل
وبالمقارنة مع سفينته الفضية، فهي كصاروخ مقابل بندقية صيد
لا ينبغي أن أطمع فوق الحد؛ سفينتي عظيمة بالفعل
ثم إن لدي الآن قلب الملاحة، وما عليّ سوى ادخار 1000 من بلورات السماء المتقدمة لأرفع قاربي إلى سفينة تيه بدرجة الجنرال
وإن سفينة تيه صغيرة مرنة بدرجة الجنرال قد تكون حقًا الوحيدة من نوعها في العالم
وهذه السفينة الفضية يمكن ترقيتها باستمرار أيضًا. إذًا كبيرة وصغيرة، تُكملان بعضهما
حتى وإن كنت وحدي، قد لا أكون أضعف من بعض الفصائل
أغلق ملف الذكاء في يده ونظر عبر النافذة
كان غروب البحر ضبابيًا جدًا
لكن عينيه كانتا مليئتين بالعزم
عزم القوي
الجمعية السوداء
باكا
يا أحمق
عليك أن تُجري السيبوكو في مزار السفينة
عينا يان داو لين ممتلئتان بغضب لا ينتهي، كأنه يريد أن يحرق دا هوانغيه أمامه حتى الرماد
لو لم يكن لا يزال بحاجة إلى دا هوانغيه لتحمّل تبعات الأمر كله، لكانت الرصاصات في مسدسه عند خاصرته تحوّلت إلى غضب وانطلقت نحو رأس دا هوانغيه
قبل ساعتين
اتصل يان داو لين بحماس بمرؤوسه دا هوانغيه، وهو مدير من المستوى الثالث على هذه السفينة، إلى مكتبه. وبصوت يرتجف من الفرح أخبره أن الكنز الذي كان قد «صادره» من سفينة متوحشة—وهي خريطة بحر صنّفها باحثو السفينة «فئة C»—ما هي في الواقع إلا «خريطة البحر اللامتناهية»، المصنّفة في «قائمة عجائب المحيط اللامتناهية» بالمرتبة 108
المرتبة 108
ولا تفصلها عن «حوت التنين الأبيض» القادر على إيقاظ مهارة بفئة S سوى 5 مراتب فقط
كان في نبرة يان داو لين فرح لا يخفيه
ماذا يعني ذلك
إنها فرصة عظيمة لصنع إنجاز كبير
لكن ما حيّره أن مرؤوسه، ما إن سمع الخبر، ارتجفت يداه قليلًا
وبوصفه جنرال الفتح البحري على السفينة، فقد خاض يان داو لين معارك لا تُحصى، ولا يفوته خيط دقيق
هذا لا يشبه الفرح
بل يبدو أقرب إلى الذعر