الفصل 52
الفصل 52: نور المنارة
لم يُسجّل الملحق سوى 8 مهارات من الرتبة S
كانت هذه المعلومات بسيطةً وأساسية — مجرد رقمٍ تسلسلي واسم مهارة واسم وحش بحري
بعد الرقم التسلسلي يأتي اسم مهارةٍ من الرتبة S. ورغم أن القدرات المحددة لم تُذكَر، أمكن استنباط بعض المهارات من أسمائها. فمثلًا «مدّ الضياع» يُفترض أن يكون هجومًا بموجاتٍ صوتية أو تيار بحرٍ يُضلّل الناس. و«الأم اللامتناهية» على الأرجح مهارةُ انقسامٍ أو تكاثرٍ تشبه العشّ الأمّ
وبعد الشرطة كان يُذكر الوحش البحري الذي يتيح الاستيقاظ على تلك المهارة
كانت «؟؟؟» تعني مجهولًا لم يُبحث بعد
وفي نهاية القائمة، جاءت المهارة رقم 98 على نحوٍ مفاجئ: «اقتُل ثم عُد حيًّا» الخاصة بشي مينغ
هذه المهارة الثانية «اقتُل ثم عُد حيًّا»، المستيقظة من شيوان وو، وآليتها أشبه بدرع بعث، لم تُصنَّف إلا في المرتبة 98
لا يدري من الذي رتّبها
ورغم أن هذه المعلومات تقل عن عُشر القائمة الكاملة، فإن النظر إلى هذه القائمة — وخصوصًا المهارات الأولى — جعل شي مينغ يَغبط أصحابها
«الثقب الأسود»
«الموت الحراري»
تبدو أسماءً مهيبة
مقارَنةً بـ«قوة السرعة القصوى» لدى تشون يي، أو مهارة نايلو يِه من الفئة C التي كاد شي مينغ ينسى اسمها، فهذه مجرد بدايات
لو أمكنه الحصول على مهارة هجومية من الرتبة S كهذه، ثم جمعها مع «درع السلحفاة السوداء» و«اقتُل ثم عُد حيًّا» اللتين يملكهما الآن، لأصبح مقاتلًا سداسي الأضلاع حقًا، يمشي عرضًا في المحيط اللامتناهي
وبطبيعة الحال، ازداد فضوله أيضًا بعد قراءة هذه القائمة
ما هي المهارة رقم 1 في الرتبة S
أما «تنين مهاكالا» الذي تحرسه الجمعية السوداء فيُقال إنه يتجاوز الرتبة S. فإذا صِيد والاغتسال بدمه، فهل تكون المهارة المستيقظة من الرتبة S أم SS؟ وهل هي ضمن هذه القائمة، أم توجد قائمة أعلى
إن سنحت الفرصة، فشي مينغ بدوره يود رؤية ذلك التنين. فتنين سُمّي باسم حاكمٍ سماوي لا بد أن يكون استثنائيًّا
«حاليًا، ضعفي هو نقص الوسائل الهجومية القوية»
«من المؤسف أن العيّنة في هذه القارورة ليست دم ليفياثان، بل جزءٌ صغير جدًا من بقاياه. لا تمكن معها الاستِيقاظ. ليفياثان طوله مئات الأمتار، وأيّ أطرافٍ انفصلت منه بالاصطدامات أكبر من هذا بكثير! لعل لها قيمةً بحثية لا أكثر»
«متى أستطيع امتلاك مهارة هجومية من الرتبة S أو A»
قمع رغبته في القوة مؤقتًا، ووضع تقرير البحث جانبًا، وحوّل نظره إلى خزانتيّ الأمان الأخريين
كان أمامه «صندوقان أعمى» ينتظران استكشافه
باتباع الطريقة نفسها، فتح الخزانتين وجرد سريعًا المواد بداخلهما
احتوت خزنةُ المخزن صندوقًا، وفي داخله ثلاثون من بلورات تشيونغ، مع زجاجة دم وحش بحري من الفئة B كانت قد فسدت ولم تعد صالحة للاستعمال
وكان هناك أيضًا قشرةٌ ذهبية، وقطعةُ مرجانٍ غريبة، وبذرةٌ منكمشة
ولأنه لا يستطيع الترقية الآن، فلا يمكنه استخدام دماغ الخلق للتحقق من المعلومات. ولن يعرف ماهيتها وغاياتها إلا عبر قنواتٍ أخرى لاحقًا
أما الخزنة التي وُجدت في غرفة القبطان فاحتوت على معلوماتٍ ثمينة جمعها «هوانغشي» في السنوات الأخيرة، وسجلات مراسلة مع «المنارة»، وتقارير واجبات القبطان، وسجلات التسليم بين السفن، وجهازًا يشبه ذاكرةً محمولة
استخدم شي مينغ وظيفة دماغ الخلق لفحص الجهاز الشبيه بالذاكرة المحمولة
كان قابلًا للترقية. أي إنه قابلٌ للفحص
«مِفْتاح فكّ تشفير جهاز اتصال المنارة»
«المستوى: 3»
«مفتاحٌ حاسمٌ لتشغيل الاتصال تُوزّعه المنارة على قادة السفن التائهة التابعة لها. باستخدام هذا المفكِّك يتصل جهاز التواصل بقناةٍ مُشفَّرة ثابتة للاتصالات الداخلية»
«متطلبات الترقية: نور المنارة ×1»
إنه أشبه بكلمة سرّ لاستعمال جهاز الاتصال، لكنها هنا فيزيائية
نظر شي مينغ إلى المفكِّك ولم يملك إلا أن يتنهّد. سفينةٌ تائهة من رتبة الملك فعلًا مختلفة؛ حتى جهاز اتصالها مزوّد بمفكِّكٍ مُشفّر
على خلاف منظمةٍ يابانيةٍ بعينها، حيث يمكن لأيٍّ كان استخدام أجهزة الاتصال الممنوحة لِقادة السفن التابعة لهم! لا خصوصية البتّة
وعلى ذكر ذلك، فجهاز اتصال المنارة لا بد أنه هذا
نظر شي مينغ إلى الجهاز الذي يشبه جهاز اتصال لاسلكي، المنقوش عليه «دي تي 001»، والذي وجده في طين راسب «هوانغشي» ووضعه جانبًا
مسحه دماغ الخلق
«جهاز اتصال المنارة»
«المستوى: 3»
«مصنّعٌ لدى المنارة، متين، وإشارته جيدة، ونقله سريع! جهاز اتصال بتقنية فريدة، قادر على إرسال رسائل نصية لمسافاتٍ بعيدة جدًا، بأقصى تأخير يبلغ خمس عشرة دقيقة! (تالف، فقد جميع الوظائف)»
«متطلبات الترقية: حجر بلور بحري متقدم 3»
قد يظن المعتادون على الهواتف أنه نفاية إلكترونية؛ رسالةٌ نصية تستغرق عشر دقائق للإرسال
في عصر السفن التائهة لا توجد محطاتُ بث. كل شيء يعتمد على السفن التائهة المتناثرة التابعة للفصيل ذاته بوصفها محطات ترحيل للإشارة. وتأخير عشر دقائق هو أقصى ما يمكن لإرسال المعلومات عبر المسافات البعيدة
وكانت أجهزة اتصال الجمعية السوداء ذات تأخيراتٍ تتجاوز ساعة، وفوق ذلك تفرض حدودًا على طول الرسائل
نظر شي مينغ إلى جهاز الاتصال التالف، ولم يتردد في استخدام آخر محاولة ترقية من دماغ الخلق لذلك اليوم
ترقية
لا يلزم إلا 3 من البلور البحري المتقدم. وهو الآن «ثريّ» مؤقتًا
…
ترقّت الجهاز بسهولة شديدة. وفي ثلاث ثوانٍ فقط تلقّى شي مينغ إشعار نجاح الترقية
«جهاز اتصال المنارة»
«المستوى: 4»
«مصنّعٌ لدى المنارة، أشدّ متانةً، وإشارةٌ أفضل، ونقلٌ أسرع! جهاز اتصال بتقنية فريدة، قادر على إرسال رسائل نصية لمسافاتٍ بعيدة جدًا. أقصى تأخير خمس دقائق»
«متطلبات الترقية: حجر بلور بحري متقدم 10»
ما إن نجحت الترقية حتى عاد هذا الجهاز المتآكل تمامًا إلى الحيوية
كأنه خرج للتو من خط الإنتاج
وجد شي مينغ منفذًا في أسفل الجهاز يطابق المفكِّك
فكّر قليلًا، ثم أدخل المفكِّك الذي أخذه من الخزنة في المنفذ أسفل الجهاز
بيب بيب
بيب بيب
أطلق هذا الجهاز الجديد ضوءًا أحمر، يومض طويلًا. ثم تحوّل الضوء الأحمر إلى أخضر، ومع اهتزازٍ خفيف أضاءت شاشةُ حبرٍ في منتصف الجهاز. ظهر أولًا شعارٌ على هيئة منارة، تلاه الواجهة الرئيسية، شبيهًا برسوم إقلاع هاتفٍ قديم
عندما صمّمت المنارة الجهاز لم تفكّر إلا في الوظائف وعمر البطارية ومقاومة الماء والإشارة، من غير أي زخارف غير لازمة كالشاشات الملونة
لم تحوِ الواجهة الرئيسية سوى قناةٍ واحدة ثابتة تُدعى «ليكن نور»
كانت قناة «ليكن نور» تضم 13 عضوًا بالمجموع
وكان شي مينغ — أو بالأحرى الجهاز الذي بيده — أحد الأعضاء. كان اسمه ثابتًا غير قابلٍ للتغيير: «هوانغشي»