الفصل 50
الفصل 50: قلب الإبحار
«هذه الخرزة، لِمَ تبدو شبيهة بـهيكس كور»
سارع شي مينغ إلى التقاط البلّورة الزرقاء التي تدحرجت على الأرض
حتى عبر مادّة البدلة الغاطسة الخاصة استطاع شي مينغ أن يشعر بالطاقة المتدفّقة داخل هذه البلّورة الزرقاء، كإعصار أو عاصفة رعدية محبوسة في خرزة صغيرة، وكانت الطاقة فيها تتجاوب حتى مع قوّة الاستيقاظ في جسده
«هذه البلّورة بالتأكيد ليست بسيطة»
«لوحة التحكّم المركزية تحطّمت، لكنّها نَجَت»
استخدم شي مينغ وظيفة «دماغ الخلق» لفحص البلّورة أمامه
إذا كان من الممكن ترقية غرضٍ ما فإن «دماغ الخلق» يقدّم تعريفًا قصيرًا له. أمّا الأشياء غير المألوفة فيمكن استغلال «دماغ الخلق» بحيلةٍ للتعرّف عليها، لكن هذا الاستخدام يقتصر على الأشياء القابلة للترقية
أمّا إذا لم يكن الغرض قابلًا للترقية فلن يعطي «دماغ الخلق» أيّ تلميحات
في الطبقة الميكانيكية قبل قليل استغلّ شي مينغ هذه الوظيفة بذكاء للتعرّف إلى غرض آلات مثل «آلة المشروبات» و«معدات استخراج بلّور تشيونغ». وهذا سمح له أيضًا بتوظيف المساحة المحدودة بأعلى فاعلية
«بيب»
«قلب الملاحة»
«المستوى: 3»
«عنصر ضروري لتصنيع سفينة تائهة متقدّمة. طاقته الداخلية متدفّقة وقوّة دفعه مذهلة. إنّه موردٌ ثمينٌ للغاية غير قابل للتجديد»
«متطلّبات الترقية: 300 بلّورة دم من وحوش بحر من الرتبة S بأربعة خصائص مختلفة لكلّ منها»
هاه
أتكون هذه البلّورة قلب الملاحة فعلًا
تذكّر شي مينغ أنّ من العناصر الضرورية لترقية زورقِه المجوّف من فئة الذهب ضمن «السفينة التائهة» إلى سفينة «لواء عام» وجود «قلب ملاحة»
كان يظنّ أصلًا أنّ هذه المادّة حالمةٌ عصيّة على المنال، ولا يدري كم سيستغرق الحصول على معلومةٍ عنها. لم يتوقّع أنّه في هذه الرحلة إلى أعماق البحر سيعثر على واحدٍ على متن «هوانغشي»، بل ويتدلّى من لوحتها المركزية أيضًا
وفوق ذلك، قال «دماغ الخلق» إنّه عنصرٌ لازم لصناعة سفينةٍ تائهة متقدّمة، وهو موردٌ غير متجدّد
أيمكن أن تمتلك كلّ سفينةٍ تائهة من فئة الذهب «قلب ملاحة»
لكن على أيّ حال، مع هذا العنصر صار من الممكن وضع ترقية زورقه المجوّف إلى فئة «لواء عام» على جدول الأعمال. وبورقة أقوى في اليد سيتمكّن من الإبحار في هذا العالم بطمأنينة أكبر
الوقت يداهم. وبعد أن خزّن «قلب الملاحة» هذا جيدًا اندفع شي مينغ سريعًا عبر «هوانغشي». ولم تمضِ فترة طويلة حتى عاد إلى زورقه المجوّف. في تلك اللحظة كان مفعول صدّ الماء في «هوانغشي» ما يزال قائمًا، وكان زورقه المجوّف أيضًا في وضع الجنوح
«تبقّت 3 دقائق»
كان ما يزال هناك الكثير مما يريد فعله، مثل الوحوش البحرية العديدة المختبئة في العتمة داخل هذه السفينة بانتظار اصطيادها، لكن الوقت لا يسعف
لن يستطيع إلا العودة في فرصةٍ أخرى
فعّل شي مينغ أوّلًا وظيفة الغطس في زورقه المجوّف. وبعد توليد الغطاء المانع للماء للزورق أوقف وظيفة صدّ الماء في «هوانغشي». فملأ مقدارٌ كبير من ماء البحر داخل هذه السفينة الغارقة من جديد. وعادت «هوانغشي» عالمًا من الماء
«طحلب، اصعد»
«حاضر، يا سيّد»
ارتفع الزورق المجوّف بسرعة وهو يتقدّم إلى الأمام، حامِلًا كنوز «هوانغشي»، مغادرًا قاع البحر المظلم
السفينة الغارقة التي رصدت عليها «المنارة» في أمريكا مكافأة على مدى سنوات، باتت أسرارها ومواردها ملكًا لشي مينغ الآن
على متن الزورق المجوّف أحصى شي مينغ مكاسب هذه العملية
1. كمّية كبيرة من بلّور البحر المتقدّم، وخاماتٍ معدنية، وبلّورات دم، و5 نوى ذكية «سكاي نت»، ومعادن ثمينة، وغير ذلك
2. ثم الآلات القابلة للترقية والاستخدام من الطبقة الميكانيكية في «هوانغشي» مثل آلات المشروبات، ومعدات استخراج بلّور تشيونغ، وعددٍ كبير من الأسلحة النارية. يمكن تجهيز كلّ ذلك على سفينته الفضّية للترقية واكتساب وظائف أقوى
3. نصل قتالٍ عتيق وأسلحة نارية متقدّمة في كبينة القائد تبدو استثنائية
هذه النسخة متوفرة عبر موقع مركز الروايات فقط. موقعنا بلا إعلانات وقراءتك هنا تشجع المترجمين على الاستمرار.
4. جهاز اتّصال عالي التقنية مدفون في التراب في كبينة القائد منقوش عليه ختم الفولاذ G001 ورمز «المنارة»
5. ثلاثة خزائن، اثنتان منها خزائن مخزن، وواحدة خزنة كبينة القائد. وكانت محتوياتها الأهمّ
6. قلب الملاحة
وكانت هناك أيضًا بعض جثث وحوش بحر من الرتبة D مخزّنة عمدًا في المستودع، لا تُعدّ إلا مكاسب إضافية
خلاصة القول، كانت هذه الرحلة مثمرة بحق
ولو لم تكن سعة مستودع نظامه غير كافية لَساق بلا شك زورقه المجوّف ليمشّط «هوانغشي» من جديد حتى بعد زوال مفعول صدّ الماء
«القناعة كنز، القناعة كنز»
اتّسعت ابتسامة شي مينغ حتى كادت لا تنغلق
لكن يقظته كانت ما تزال في ذروتها. ففي بيئة الأعماق هذه يمكن مصادفة وحوش بحر قوية بسهولة. ولو انقلب حينها في غمرة الأخاديد لكانت مصيبةً لا مجال للمزاح فيها
سارت العودة بسلاسة. وكانت سرعة صعود «السفينة التائهة» أسرع بكثير من هبوطها
وحين رأى مجددًا سرب قناديل البحر الحلميّ كالمجرّة كان شي مينغ قد أحسّ بالفعل بضوء الصباح الخافت فوق سطح البحر البعيد. كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة بقليل فحسب، ولم تستغرق هذه الرحلة في الأعماق سوى أكثر قليلًا من 3 ساعات
هذا بحقّ إتقانٌ لإدارة الوقت
رشاش
شقّت «السفينة التائهة» الماء محدثةً رذاذًا وتموّجات
وأخيرًا عاد سالمًا
كانت السفينة الفضّية، وهي كبيرةٌ أيضًا لكنها ليست سوى طفلٍ قياسًا إلى «هوانغشي»، ما تزال في وضع «ترويض الأمواج» في المياه القريبة. وما إن ظهر شي مينغ على السطح حتى فتح مستودع نظامه واستبدل الزورق المجوّف بقاربٍ مساعدٍ صغير مُعدّ سلفًا، متجهًا نحو «السفينة التائهة»
كان بوسعه أن يغادر بصمت، لكنّه عند العودة لم يكن واثقًا من قدرته على التخفي عن هؤلاء
لم تكن لديه أي مهارة تخفٍّ، لذا فمحاولة الاقتراب من السفينة والصعود إليها بصمت من دون أن ترصده الرادارات ستكون صعبة جدًا
لو أمكن لشخصٍ ما أن يعود إلى هذه السفينة بصمت ويدخل كبينة القائد الأشدّ سرّية، فلن يعني ذلك إلا أنّ أفراد الدورية مجرّد عديمي نفع
وفي تلك اللحظة كان أفراد الطاقم المناوبون ليلًا قد لمحوا شي مينغ من بعيد
«أذلك هو… القائد»
«إنه أنا»
قاد شي مينغ القارب الصغير متواصلًا مع أفراد الطاقم عبر جهاز اللاسلكي، واستخدم السلّم الصاعد المُنزل من السفينة ليعود إلى «السفينة التائهة»
«سيّد القائد، هل كنتَ في جولة تفقدية»
«نعم»
لم يُطِل الشرح
«هل حدث شيء غير طبيعي خلال هذه المدّة» سأل وهو يقف على السطح وينزع بدلة الغطس
«كلّ شيء طبيعي. إنّ منطقة البحر المحيطة آمنة تمامًا، وطاقة بلّور البحر هنا مرتفعة نسبيًا. وخلال المدّة الماضية أنتجت معدات توليد طاقة السفينة 3 بلّورات بحر متقدّمة إضافية» أفاد شي دون وقد حضر على وقع الضجّة
«واصلوا ترويض الأمواج، وحافظوا على الحالة»
«حاضر»
وبعد أن خلع بدلة الغطس المبتلّة الملطّخة بدم الحبار وسلّمها إلى شي دون عاد إلى كبينة القائد
لقد أنهكه فعلًا سهرُ ليلةٍ كاملة في يقظةٍ عالية الشدّة
وبعد أن دخل كبسولة النوم أغمض عينيه
أما تلك الخزائن فسيهتمّ بها عندما يستيقظ
فهو، قبل أن يصبح مرتزقًا، كان كذلك شخصًا قوي الإرادة يستطيع مقاومة فتح طردٍ لأسبوع كامل
التعليقات على الفصل "الفصل 50"
YOU MAY ALSO LIKE
