الفصل 46
الفصل 46: قائمة بالعجائب في المحيط اللامتناهي الجزء 2
في هذه اللحظة، على متن «الجمعية السوداء»
وبسبب فارق زمني يقارب 19 ساعة، كان الوقت نحو 10 مساءً في المنطقة البحرية التي تقع فيها «الجمعية السوداء»
في عصر الترحال كانت أنشطة الترفيه نادرة، وأفراد الطاقم العاديون إن لم تكن عليهم مهام يخلدون للنوم مبكرًا، وبالطبع وُجدت استثناءات
كان يان داو لين في مكتب فاخر ذي نافذة على متن «الجمعية السوداء». أنهى للتو قراءة ملخص الاستخبارات الذي قدّمه أحد مرؤوسيه وهمّ أن يستريح حين سمع طرقًا على الباب فجأة
تفضل بالدخول
إنها سكرتيرته، «هاروكو»
يا جنرال يان داو لين، لقد سُلِّم 600 من البلّور السماوي النقي إلى الجهة الثالثة «البرج الذهبي». تفاوضوا فورًا مع «دا يو» وقد حصلوا على استخبارات النقوش من قمة إيفرست. هل ترغب في الاطلاع الآن
أوه كفاءة «البرج الذهبي» عالية فعلًا. إذًا عمولة الوساطة البالغة 100 من البلور السماوي النقي ليست خسارة في النهاية
زالت نعسة يان داو لين تمامًا
أومأ بإشارة فهمتها «هاروكو»، فقدّمت «رسالة سرية» وبصحبتها مفتاح
وعلى خلاف الوثائق الورقية، كانت هذه الرسالة السرية في الحقيقة ملفًا إلكترونيًا لا يُفكّ محليًا إلا بمفتاح فريد. كل من الرسالة والمفتاح لا غنى عنه. وكان هذا أيضًا أسلوب تشفير تعتمده «دا يو» لمنع طرف ثالث من إعادة بيع الاستخبارات
ومع أنّ هذا الأسلوب لا يوقف إعادة البيع كليًا، فإن المحتوى الاستخباري الناتج عن الرسالة السرية والمفتاح وحده هو الموثوق والمضمون. أما مصداقية الاستخبارات المستعملة التي تُنال عبر قنوات أخرى فلا يكفلها أحد
أدخل يان داو لين الرسالة السرية في جهاز استقبال المعلومات الرسمي، ثم أدخل المفتاح
ظهرت سلاسل من المحارف على الشاشة أمامه
【عجائب المحيط اللامتناهي الجزء 2】
【■ ■ · جِه】
كانت المربعات في الوسط اسمًا لم يُفك بعد
تجهم يان داو لين
بدا كأنه تذكّر أمرًا، لكنه توقّف لحظة قصيرة فقط قبل أن يتابع القراءة
【101. بوصلة الكنز】
أَيبدأ مباشرة من الرقم 101 أَلَم يفك «شي رانغ» محتوى الجزء السابق
أم إنهم لا يزالون غير راغبين في كشف صلب الاستخبارات لنا
【لوحة صخرية منحوتة على حجر على هيئة بوصلة بخطوط ركيكة كالرسم على الجدران. عند استشعار كنوز قريبة تدور الإبرة نحو الاتجاه الموافق】
【102. يشمّ منفرد مكلل بالثلوج】
【بقعة خضراء على قمة إيفرست، غنية بقوة الجليد والثلج والحياة. قادرة على شفاء كل الإصابات الخارجية، بما فيها الأطراف المبتورة، بشرط تحمّل برد قوة الجليد والثلج الشديد】
【103. قلب حوت التنين الأبيض】
【قلب وحش بحري من الدرجة A في أعماق البحر، «حوت التنين الأبيض». ابتلاعه نيئًا يمنح مهارة من الدرجة S «سقوط الحوت»، المصنّفة في المرتبة 78 على «قائمة الاستيقاظ». ملاحظة: الاستحمام بدم الحوت لا يمنح إلا مهارة الدرجة A «انفجار الحوت»】
إن مثل هذه العجائب خارق بحق. قمة إيفرست ضمن أراضي «دا يو»، لذا فذلك «اليشم المنعزل المكلل بالثلوج»، ومعه ذاك اللوح الحجري الغامض، على الأرجح قد آل إليهم لقربهم منه. حوت التنين الأبيض إذًا يمكنني أن أكلّف فريق صيد الحيتان بترصّده
وعند الحديث عن تقنية صيد الحيتان فلا أحد يتفوّق على «جمعيتي السوداء». هذا الوحش البحري من الدرجة A فحسب قادر على تمكين شخص من الاستيقاظ على مهارة من الدرجة S. إن ظفرنا به ألم يمضِ المخطط على نحو أسهل
لكن ما هذه «قائمة الاستيقاظ» ترتيب لمهارات الدرجة S أهناك من جمع شيئًا كهذا بالفعل
ولماذا لم تسمع جمعيتي السوداء أي خبر عن هذه القائمة
أشعل يان داو لين سيجارة وقد ازدحمت الأسئلة في رأسه
…
…
【107. منحوتة فرس البحر】
【108. خريطة البحر اللامتناهي】
【تبدو ظاهرًا خريطةً قديمة على رقّ. وعند صبّ قوة استيقاظ موافقة فيها تتحوّل إلى «خريطة البحر اللامتناهي»، القادرة على رصد المواقع المحددة لوحوش البحر بمختلف درجاتها】
خريطة
تجمّد يان داو لين مذهولًا
وفي لحظة انتصب من على «التاتامي» الخشبي
هذه خريطة البحر اللامتناهي الكنز المصنّف 108
أليست هذه خريطة الملاحة الموجودة في خزانة الشركة إنها في الخزانة في الطابق 12 داخل السفينة والوصف هنا مطابق تقريبًا
لم يكد يصدّق، وكان عسيرًا على التصديق
حتى إنه أخذ نفسًا عميقًا
ويجدر العلم أنّ «العجائب» التي تنال ترتيبًا في «قائمة العجائب» كلها فرص كبرى ذات معنى استراتيجي
وليس مبالغة أن تُسمّى «بمستوى قدر أمة»
استدعوا دا هوانغ يه فورًا
حتى صوته ارتجف قليلًا
إن «قلب حوت التنين الأبيض» المصنّف 103 قادر على تمكين شخص من أن يصير مستيقظًا من الدرجة S، وهو ما سعت «الجمعية السوداء» و«الإمبراطور الرحيم» خلفه سنوات بلا جدوى. وخريطة البحر اللامتناهي لا تفصلها عنه إلا خمس مراتب، فقيمتها على الأرجح ليست بعيدة عنه
هذه المرة سيصنع إنجازًا عظيمًا
…
وبينما كان ضغط دم يان داو لين يرتفع حماسًا، ظلّ شي مينغ هادئًا على نحو لافت تحت الماء، يشقّ عباب البحر العميق داخل زورق محفور
وتفاديًا لجذب انتباه وحوش البحر لم تُشغَّل أي إضاءة داخل هذا الزورق، ولحسن الحظ صارت رؤية شي مينغ الليلية قوية الآن، وإلا لعميَ حقًا في الأعماق
وذلك سيؤثر كثيرًا في كفاءة استكشافه
دعني أتجاوز بهدوء تلك الجماعة من «قناديل الضباب»
يا للدهشة ما أكثرها
انبسطت أمام عيني شي مينغ لوحة زرقاء كالمجرة. كانت النقاط الضوئية الصغيرة في تلك المجرة كلها «قناديل ضباب»
ولحسن الحظ كان معظمها قناديل صغيرة. ويبدو أنّ هذه الكائنات لا تملك سوى قابلية بلوغ الدرجة A كوحوش بحرية، أما التطوّر إلى وحش من الدرجة A فيتطلب إلى جانب الزمن عنصرًا آخر
قاد شي مينغ السفينة التائهة بحذر، مبحرًا وغائصًا. وخلال وقت قصير عبر المنطقة الضحلة، وقطع المنطقة المعتمة، وغطس إلى موضع عميق للغاية
وفي حياته السابقة كان البشر قد غلبوا أعمق بقاع المحيط. وحتى «الهاوية المتحدّية» في خندق ماريانا التي تتجاوز عشرة آلاف متر قد وطأتها أقدام بشرية. وفي هذا العالم قبل عصر الترحال تطوّرت التقنية كثيرًا، لكن معظمها فُقد في الطوفان العظيم، ولم تحفظ السفن التائهة إلا جزءًا منه
أما «البرج الذهبي» الذي يوجد فيه شي مينغ فقد غاص بالفعل إلى عمق يتجاوز 3,000 متر
كان هذا عالم ظلام مطبق
بل في النهار أيضًا لا ضوء طبيعي هنا، ليل أبدي يملأ المكان
وأثناء الهبوط السريع اقتربت السفينة التائهة تدريجيًا من قاع البحر. ومن خلال الرؤية الليلية رأى أيضًا بعض مشاهد القاع
لم تظهر «أمّ البحر الزرقاء» هنا؛ فهذه ليست منطقتها. لكن كائنات أغرب كانت تُصادَف بين حين وآخر. لا ضوء هنا، وكان شي مينغ، معتمدًا على رؤيته الليلية، يحدّق بصمت في كل ما حوله كأنه وحش بحري
مهيب ووحيد
كان ضغط الماء الخارجي كافيًا لسحق الفولاذ، غير أنّ السفينة التائهة التي يركبها شي مينغ كانت تتحرّك بحرية كأنها على سطح بحر عادي
وكان العيب الوحيد هو الاستهلاك السريع جدًا للطاقة، لكن شي مينغ بات قادرًا على تحمّل هذا القدر من استهلاك حجر البلور البحري الآن
وقد رأى الكثير من حطام السفن