الفصل 44

الفصل 44: ترقية جهاز الملاحة، قناديل الضباب قادمة!

كانت التيارات تحت سطح البحر أعنف بكثير من التهديدات فوقه

وكان على شي مِنغ أن يفكّر أيضًا في ما إذا كان سيستطيع العثور على طريق العودة إن ترك السفينة التائهة وحدها وخرج ليبحث عن حل

فإن لم يجد حلًا وتاه بدلًا من ذلك، فسيكون قد خسر أكثر مما ربح

ولذا لم يكن شي مِنغ ليضع هذا الخيار إلا كحل أخير

كان شي مِنغ لا يزال قادرًا على استحضار ما لا يقل عن ثلاث خطط ممكنة، أكثرها استقرارًا أن يكلّف الطاقم باستخلاص كميات كبيرة من حجر البلور البحري بأقصى سرعة، مستفيدًا من وفرة طاقة البلور البحري في هذه المنطقة

ثم يستخدم الأحجار البلورية البحرية المتقدمة التي يحصل عليها لترقية جهاز الملاحة في السفينة التائهة

فربما دلّه على مسار صحيح

لقد فقد «نظام تحديد المواقع العالمي» كل إشارة منذ زمن بعيد في هذا العصر؛ والآن، في المحيط اللامتناهي، ذلك الامتداد الشاسع بلا أي نقاط مرجعية، كان أكثر أدوات الملاحة شيوعًا على السفن هو «البوصلة المغناطيسية»، وهي ليست مجرد دالّة على الشمال المغناطيسي، بل أداة ملاحة عالية التقنية مدمج فيها الرادار وأنظمة التحليل

غير أن مبدئها الأساسي لا يختلف كثيرًا عن البوصلة

كان الناس يستخدمون أدوات مثل البوصلات المغناطيسية للدلالة على الاتجاه والسدسات لتحديد الإحداثيات. ولا يُستبعد أن السفن التائهة الأرقى امتلكت أدوات أكثر تطورًا

وقد سبق لدماغ الخلق لدى شي مِنغ أن فحص أدوات ملاحة السفينة التائهة لحظة انحرافها عن مسارها

نظام ملاحة عادي

أداة عالية التقنية تستطيع استخدام المجال المغناطيسي للأرض بدقة لتحديد خط السير، وهي أداة لا غنى عنها لملاحة السفينة التائهة في المحيط اللامتناهي. في المناطق ذات الحقول المغناطيسية القوية قد تتعرض لتداخل

المستوى: 2

تتطلب الترقية: حجر بلوري بحري متقدم ×1، خام الحديد ×10، مغناطيس ×10

كانت المغناطيسات مخزّنة على متن السفينة، وكثير من الأجهزة تحتوي على مغناطيسات؛ وإن لم تكفِ فعلًا أمكن تفكيك بعضها للاستخدام الطارئ

وبعد أن حدّد ما سيفعله لاحقًا، أصدر شي مِنغ الأمر بهدوء

على فريق الاستكشاف في السفينة أن يحافظ على حالة إنذار المستوى 1، ويراقب باستمرار الوضع حول السفينة التائهة

وعلى بقية أفراد الطاقم أن يتناوبوا تشغيل معدات إنتاج الطاقة على السفينة، مع إبقائها بكامل طاقتها لتسريع إنتاج حجر البلور البحري، مستفيدين من تركيز البلور البحري في ماء هذه المنطقة البالغ 350%

ويُبلّغ فورًا عن كل حجر بلوري بحري متقدم

ولا يُفوَّت واحد

هدير

كان شي مِنغ قادرًا بوضوح على الإحساس باهتزاز الآلات حتى وهو واقف على السطح. وكغيره من أعضاء فريق الاستكشاف كان يراقب البحر الهادئ على الدوام، عيناه الأعمق من المحيط نفسه مُثبتتان على كل تموّج في هذا الامتداد اللامتناهي

…

قبطان، حُجر بلوري بحري متقدم واحد أُنتج

كانت الحظوظ مواتية؛ ففي 17 دقيقة فقط أُنتج حجر بلوري بحري متقدم

ممتاز، أحضروه

وبعد أن صرف من حوله من أفراد الطاقم، وضع شي مِنغ بلا أي تردد هذا الحجر البلوري البحري المتقدم على نظام ملاحة القبطان، ومعه 10 من خام الحديد و10 مغناطيسات كان قد أعدّها سلفًا. ثم فعّل على الفور وظيفة دماغ الخلق

نظام ملاحة متطوّر

نظام ملاحة تمت زيادة قدرته على مقاومة التداخل قليلًا، يستطيع بدقة استخدام المجال المغناطيسي للأرض لتحديد خط السير، وهو مساعد كفء لقبطان السفينة التائهة

المستوى: 3

تتطلب الترقية: حجر بلوري بحري متقدم ×3، خام الحديد ×30، مغناطيس ×30

قطّب شي مِنغ جبينه

تحسّن طفيف فقط

هذا لا يكفي

فالحيّز المغناطيسي في هذه المنطقة قوي للغاية. وما لم تُرفع قدرة مقاومة التداخل بدرجة كبيرة، فلن تكون هناك وسيلة للعثور على طريق دقيق للمغادرة. ولا بد من مواصلة الترقية

ولا يزال هناك متسع من الوقت

ومع مرور الوقت كان يسمع بين حين وآخر رَشّات مائية لكائنات مجهولة قريبة

كانت الضبابية على سطح البحر قد بلغت الآن حدًّا كثيفًا، بالكاد تصل الرؤية إلى ثلاثين مترًا. وحتى لو وقف بقرب غرفة القيادة فمع بصر شي مِنغ نفسه سيصعب رؤية أي شيء على صفحة الماء

كما خفّض أفراد الطاقم قليلًا سرعة تشغيل الآلات كي لا تُحدِث ضوضاء مفرطة فتجذب ضيوفًا غير مرغوب فيهم من البحر

خلال ذلك أخرجت معدات إنتاج الطاقة حجرين بلوريين بحريين متقدمين آخرين

لكن وضع السفينة التائهة لم يكن يبدو حسنًا

إذ كان شيء ما يطوّقهم

غَرغرة

غَرغرة

تطلّع شي مِنغ إلى الماء الذي يكتنفه الضباب، وقد غدا تعبيره قاتمًا إلى حد بعيد

فقد أحاطت بالسفينة قناديل بحر صغيرة معلّقة في الماء، وقد لفّت بدنها. لم تكن كبيرة الحجم؛ ويبدو أنها لا ترقى حتى إلى وحوش بحر من الرتبة D

لكن أعدادها هائلة

وكانت أجسامها الشفيفة تُطلق خيوطًا من الضباب تمتزج بالضباب الكثيف المحيط بها

هذه صغار قناديل الضباب. الضباب الذي تنتجه ذو أثر مُنوِّم أيضًا، والضباب من حولنا يزداد كثافة

أقلِعوا، غادروا هذا المكان أولًا وتخلصوا منهم

وما إن أصدر شي مِنغ الأمر حتى دوّى صوت اندفاق عظيم من الماء. فقد طفت على السطح قنديلة بحر ضخمة بلون أزرق ياقوتي تحيط بها أعداد كبيرة من القناديل الصغيرة

كأن سحابة فطر انبثقت فجأة من البحر، قبتها الشفافة مستديرة تمامًا، تمتلك مسحة لطيفة لا تشبه كائنًا من لحم ودم

وكانت الخيوط المشابهة للفطر المتدلّية من حافة القبة تتمايل وتلتوي ببطء في الماء العميق

كأنها أفاعٍ بحرية هائمة

الرتبة D

هذه قنديلة ضباب من الرتبة D

ألم يُقل إن هذه الكائنات قد صِيدت كلها

فما بال هذه الأعداد من الصغار، وهذا الشيء العملاق مثل حجر الرحى

ومع حركة القنديلة اتّحد الضباب الهائم، كدخان من منارة، بسرعة مع البيئة. وكانت عيناها الزرقاوان المختبئتان تحت القبة تحدّقان ببرود في ذلك الجسم الهائل أمامها، كأنهما تنظران إلى فريسة مقدَّرٍ لها أن تُقتنص

أوقفوا «كبح الأمواج»، أقلِعوا بسرعة

ومهما يكن من إمكان الخروج أو لا، فالأَولى أن نتخلّص أولًا من هذا الحشد الكثيف من قناديل الضباب

وعلى الرغم من أن شي مِنغ لم يكن يخشى وحوش البحر من الرتبة D، فإن وسائل هجومه البعيدة المدى ضعيفة للغاية — فلا يمكنه أن يخوض قتالًا قريبًا مع هذه الكائنات، ومن يدري لعلها سامة

ومع ذلك، إن كانت قناديل الرتبة D كبيرة كحجارة الرحى، فكم ستكون مُبالغًا فيه حجم قنديلة الضباب من الرتبة A التي اصطادها «يلوستون»

زأرت السفينة التائهة إذ أقلعت، ومضت في اتجاه عشوائي لمسافة نحو 3 أميال بحرية، فتخلّصت مؤقتًا من تلك الكائنات الكثيفة

غير أن كثيرًا من القناديل الصغيرة كانت لا تزال تتشبّث بالبدن كأنها دويدات بحرية مقززة

ويبدو أنه لا فكاك منهم

لكن، وبحساب الوقت، ينبغي أن يُنتج الحجر البلوري البحري المتقدم الثالث عشوائيًا. وقد أمل أن تمنح هذه الترقية جهاز الملاحة قدرة على مقاومة الحقل المغناطيسي هنا

قبطان، خبر سيئ

هممم

تُظهر أجهزة الرصد أن قاع السفينة التائهة يتعرض لتآكل بفعل القناديل. والتآكل شديد إلى حد ما. وإن لم نُعالِجه فأخشى أن سفينتنا لن تصمد يومًا آخر

ماذا

قبطان، لقد أنتجت المعدات حجرًا بلوريًا بحريًا متقدمًا آخر

تصلّب تعبير شي مِنغ

حسن جدًا، وصل أخيرًا

وبهذا الحجر البلوري البحري المتقدم تكتمل مواد ترقية جهاز الملاحة إلى المستوى 3. وسيتوقف قرار القتال أو الانسحاب تالياً على نتيجة ترقية دماغ الخلق لنظام الملاحة

فإن أمكن الانسحاب، فلا يرغب شي مِنغ في قتال هذه الكائنات المتكاثفة

وإن لم يمكن، فسنرى أأسرع شفرة شي مِنغ أم أسرع رَشّ ضباب هذه الكائنات الصغيرة