الفصل 36

الفصل 36: الهدف: القتل وإعادة التدوير

ترقية

نعم

وهو يستشعر الذرات البلورية والخامات أمامه وهي تذوب وتتمازج، ازداد شي مينغ دَهشةً من سحر «دماغ الخلق». هذه القوة القادرة على تحويل الفساد إلى عجب مذهلة بحق

بعد انتظار 5 دقائق كاملة، أشار النظام إلى أنّ «معدات إنتاج الطاقة أيه-3» قد رُقّيت بنجاح

معدات إنتاج الطاقة أيه-3

المستوى: 2

جهاز لاستخلاص الطاقة تحسّن أداؤه بشكل ملحوظ وتضاعفت كفاءته. بوسعه إنتاج 200 من حجر البلور البحري يوميًا في المناطق البحرية العادية، مع احتمال 1% لإنتاج بلور بحري متقدّم. في الوقت نفسه ارتفع استهلاك طاقة الجهاز بنسبة 30%

متطلبات الترقية: حجر بلور بحري ×300، خام حديد ×200، بلورة دم وحش بحري ×30

لا بأس، لا بأس

نظر شي مينغ إلى النتيجة وهزّ رأسه بسرّية

شحذ الفأس لا يؤخر قطع الحطب. كل استثمار له عائد. انظر، بعد هذا التعديل تضاعفت كفاءة معدات إنتاج الطاقة مباشرة

بالطبع كان السبب في إمكانية هذا الارتفاع الكبير هو أنّ الأداء الأساسي لهذا الجهاز كان ضعيفًا أصلًا، إذ بدأ من مستوى أول فقط، ما ترك مجالًا واسعًا لرفع القدرة الإنتاجية

وماذا عن الترقية مجددًا

بالطبع

إنه استثمار مضمون

تتطلب الترقية الواحدة 300 من حجر البلور البحري، وبعد تحسّن الكفاءة يمكن استرداد الكلفة خلال بضعة أيام فقط

والأهم أنّ لدى شي مينغ قدرًا كبيرًا من «بلورات دم الوحوش البحرية» اللازمة لهذه الترقية

سابقًا على «جزيرة السلحفاة» كان أول موقع يزوره مع قائد فريق الاستكشاف السابق «البرج» نقطةَ تعدين على ظهر السلحفاة. ذلك الموضع كان جرحًا في ظهرها تراكمت عنده بلورات دم كثيرة. بعد ذلك نقل «البرج» وفريقه إلى السفينة ما لا يقل عن 15 صندوقًا، كما جمع شي مينغ سرًا كمية لا بأس بها

والآن تراكمت هذه الموارد كلها في مخزن السفينة، وكل نفعها عائد إلى شي مينغ

كان يظن في الأصل أنّ هذه البلورات لا تصلح إلا للتبادل مع محتاجين مستقبلًا، ولم يتوقع أن تنفع بهذه السرعة

ترقية أخرى

كانت الطاقة الذهنية المستهلكة لترقية المعدات أقل بكثير من ترقية السفينة التائهة كلها، لذا لم يشعر شي مينغ بأي عبء جسدي. وبعد تجهيز مواد الترقية فعّل مجددًا قدرة «دماغ الخلق»

تبخّرت البلورات الدموية وهي تشعّ حمرةً خفيفة، ودارت حول الآلة الضخمة، فأضفت على الحديد جمالًا عصيًّا على الوصف

كان الزمن المستغرق للترقية من المستوى الثاني إلى الثالث أطول بكثير من الترقية من الأول إلى الثاني

انتظر شي مينغ 12 دقيقة قبل اكتمال الترقية

كما استُنفدت تمامًا فرصه الثلاث لليوم

فرك رأسه المثقل قليلًا بالدوار، وألقى تركيزه على معدات الإنتاج، ففهم فورًا تغيّراتها واستشعر التحسينات التي جاءت بها الترقية

معدات إنتاج الطاقة أيه-3

المستوى: 3

جهاز إنتاج طاقة معزَّز الأداء على نحو فائق. وبسبب اندماج قوة وحوش بحرية قويّة، انقلبت كفاءته إنتاجيًا انقلابًا هائلًا. في المناطق البحرية العادية يمكنه إنتاج 300 من حجر البلور البحري يوميًا. وفي الوقت نفسه ارتفعت احتمالية إنتاج البلور البحري المتقدّم إلى 2%، وفي المناطق الغنية بالطاقة قد تُنتِج المعدات أحيانًا نواتج جانبية مدهشة

متطلبات الترقية: حجر بلور بحري ×500، بلور بحري متقدّم ×10، خام حديد ×300، بلورة دم وحش بحري ×100

حقًا الاستثمار يجلب عائدًا دائمًا

بعد ترقيتين، تضاعفت كفاءة هذه الآلة العتيقة ثلاث مرات مباشرة. بات بوسعها إنتاج 300 من حجر البلور البحري يوميًا، ووفق احتمال إنتاج البلور البحري المتقدّم يمكنه أيضًا احتساب 6 بلورات متقدّمة كل يوم

بهذا المعدّل لن يحتاج إلى أقل من 200 يوم بقليل لتجميع 1000 من البلور البحري المتقدّم

ومع أنّ المدة ما تزال طويلة قليلًا، صار لدى شي مينغ على الأقل قناة لإنتاج البلور البحري المتقدّم

وكثير من العناصر في المراحل اللاحقة، حين تحاول ترقيتها بقدرة «دماغ الخلق»، لا مفرّ فيها من البلور البحري المتقدّم. لذا فوجود مصدر مستقر أمر ضروري

العَيب الوحيد أنّ عدد الأفراد المطلوبين للصيانة ازداد بعد ترقية المعدات

كانت السفينة تعاني نقصًا في الأيدي حاليًا، لكن إنتاج حجر البلور البحري كان أيضًا أولوية قصوى لشي مينغ، لذلك أعاد توزيع بعض أفراد الطاقم من مواقع أخرى إلى قسم الطاقة كي يضمن بلوغ الكفاءة هنا حدّ الإشباع

وبطبيعة الحال رفع «البدلات» لهؤلاء الأفراد

وفي الوقت نفسه فرض بدقّة تسجيل كل حجر بلور بحري متقدّم يتم الحصول عليه هنا والإبلاغ عنه وتسليمه إليه يدويًا

وأيّ اكتناز خاص سيُعاقَب بشدة

…

بعد معالجة سلسلة المتابعات الخاصة بمعدات إنتاج الطاقة أيه-3 كما ينبغي، غادر شي مينغ الطابق السفلي الثاني للسفينة التائهة، وعاد إلى مقصورة القبطان، واستراح قليلًا، ثم بدأ تدريبَه اليومي البدني والقتالي

كانت هذه عادةً واظب عليها لأكثر من عقد

وفي حياته السابقة، باستثناء فترات المهام، لم يتكاسل يومًا واحدًا

تركّزت أولوياته الحالية في التدريب القتالي على ثلاثة محاور: الاشتباك القريب، وفنون الشفرة، والرماية. فالاشتباك القريب يركّز على الانفجارية والتناسق، وفنون الشفرة على القوة والاندفاع، والرماية على السرعة والدقة

سواء للأشخاص العاديين أم للمستيقظين، فهذه هي المهارات الأكثر أساسية

وبعد أن تمرّن طويلًا عاريَ الصدر مسح العرق الناعم عن جسده، واغتسل بماء عذب من السفينة، ثم انزلق إلى «كبسولة النوم الإصلاحي»

وحان وقت استرخاء طال انتظاره

وبينما يشعر بخلايا جسده تصحو بحيوية، سمع أيضًا طرق «العجوز يانغ» على الباب

من دون أن ينتبه كان موعد الغداء قد حلّ

لقد أعدّ الطاهي الدؤوب غداء اليوم فعلًا، وكان تراوت أزرق مطهوًّا بإتقان، ثلاثة أطباق وحساء مع أرز بحري، وقد أُحضر في حافظة حرارية

بعد التدريب يكون الوقت مثاليًا لتعويض الكربوهيدرات والبروتين

كل قطعة سمك كانت مطهوة على القدر الصحيح، سواء كانت مقلية في المقلاة، أو مشوية، أو رأس السمكة في الحساء، وكلها لذيذة على نحو استثنائي. وهذا جعل شي مينغ أكثر رضا عن العجوز يانغ؛ فطاهٍ يتقن ذائقة القبطان طاهٍ جيّد حقًا

بيب

بيب بيب

ما إن ابتلع شي مينغ آخر قطعة سمك حتى رنّ جهاز الاتصال على مكتبه مجددًا بعد يوم كامل

تناوله بلا اكتراث

همم لقد بدّلوا حتى طريقة التشفير

هل كان ذلك ضروريًا

بعد فكّ طويل للشفرة ظهرت الرسالة الجديدة أخيرًا أمام عيني شي مينغ

مرحبًا أيتها القائدة الجديدة

هذه رسالة تحذير ودّية. لقد عَلِم دا هوانغ يه بموت ابن أخيه «تشون يي»، وقد أرسل 3 سفن تائهة من الدرجة الفضية تحت إمرته تحمل «رادارات بحث عن السفن» من الرتبة الذهبية لإجراء تمشيط شامل في منطقتك البحرية

أهداف هذه السفن اثنان فقط القتل والاسترداد

ستصل إلى منطقتك البحرية خلال 3 أيام على أبعد تقدير. غادري بسرعة

حليفك المحتمل

قطّب شي مينغ حاجبيه

حليف محتمل

من تكون

لم يكن قلقًا من انتقام «الجمعية السوداء»

ففي اللحظة التي تولّى فيها هذه السفينة التائهة أعاد تفكيك جميع أنظمتها بعنف وأعاد ضبطها، بما في ذلك نظام التموضع البعيد، مستعينًا بمفتاح السفينة التائهة من الرتبة الذهبية

المحيط الذي لا ينتهي بلا ضفاف، ولتعثر الجمعية السوداء عليه فذلك يتطلّب أكثر من مجرّد حظ

أمّا سبب تمكّن «ساكورا» من «التقاط الفتات» في اليوم التالي فكان ببساطة أنهم خطّطوا منذ زمن، وحتى إحداثيات «جزيرة السلحفاة» التي كُشفت لتشون يي في ذلك الوقت لم تكن إلا طُعمًا

وحتى لو عثرت الجمعية السوداء عليه حقًا، فبين يديه أوراق رابحة تُمكّنه من الفرار بنجاح

كان فضوله منصبًا على دافع مُرسل التنبيه

أهو أحد جماعة «ساكورا»

أم خصم سياسي لدا هوانغ يه