الفصل 17
الفصل 17: شي مينغ ضد قائد الفريق الاستكشافي!
شَقَّ شي مينغ طريقه عبر الأحراش عميقًا داخل الجزيرة
فجأةً شعر بهالة مألوفة
كان قائد الفريق الاستكشافي على متن السفينة التائهة، الملقّب بـ«البرج الحديدي»، يتجوّل في الجزيرة منفردًا وهو يحمل خنجرًا قصيرًا؛ فقد مضى أفراد فريقه الأصليون منذ زمن، بعضهم بقي في السفينة وآخرون قضوا تحت مجسّات العثّ الشره للدماء
لاحظ «البرج الحديدي» شي مينغ هو الآخر
«أنت… ما زلت حيًا»
«الجميع مات، ولم يبقَ سواك»
«كيف أفلتّ من حصار تلك الحشرات الغريبة»
ضيّق «البرج الحديدي» عينيه وهو يتفحّص شي مينغ بابتسامة نصفية
ردّ شي مينغ: «وأنت أيضًا ما زلت حيًا يا قائد، فلماذا لا أكون حيًّا أنا»
«صحيح، لكن ما يهمّني أكثر من نجاتك من تلك الحشرات هو: من أين حصلت على سلاحك»
كان القائد قد رأى سيفه العريض ذو الحافة الأفقية
أسلوب هذا السيف ليس من صناعة السفينة التائهة، وليس من مقتنياتها ولا من غنائمها
ثم إن كل عبد يخضع لتفتيش صارم قبل صعود السفينة؛ فلا يمكن لأي سلاح أن يُهرَّب إليها
هذا الفتى مريبةٌ حالُه
«أتريد أن تعرف إذن تعال واسأله بنفسك»
كانت سرعة شي مينغ وقدرته على التحمل الآن لا تُقارن بالسابق، وحتى من دون استيقاظه كان واثقًا من قدرته على هزم القائد، قبض على السيف العريض وانقضّ بسرعة فهدٍ متفجّرة حتى صار أمام قائد الفريق الاستكشافي الشبيه ببرج من حديد، ثم شقّ بسيفه أفقيًا
«همف»
في لمح البصر كان «البرج الحديدي» قد صدّ الضربة بخنجره القصير
صدّها، لكن شي مينغ باغته بساقه اليمنى رافعًا ركلةً نحو خاصرته اليمنى
وبحسب ملاحظاته السابقة وتخمينه، فمسدس القائد مخبّأ تحديدًا في ذلك الموضع
طَقّ
طار مسدس نظاميّ من مكانه ليصطدم بشجرة غير بعيدة
وبعد أن نُزِع سلاحه الفتّاك الوحيد لم يغضب القائد، بل أثنى عليه مرارًا
«أحسنت يا فتى حركات رائعة من أين تعلّمت مهارات القتال هذه»
وكان جواب «البرج الحديدي» ذلك السيف في يد شي مينغ
طنطنطنطن
وفي غمضة عين جرت مناوشات أخرى
رومانسية الأسلحة البيضاء تأتي من شررها الساطع عند التصادم، وقد منح ذلك شي مينغ نشوة تنفيذ المهمات في حياته السابقة، كما أن سجال الهجوم والدفاع بين السيف والخنجر أعطى شي مينغ تقديرًا دقيقًا لقوة القائد
«يا قائد، لست نِدّي»
«أتريد أن تأخذ مكاني إذن»
«إن لم تكن نِدّي وأصررت على القتال فستقع قتلى»
«أوه فلنجرب إذن»
فالناس يفرطون بالثقة أمام المجهول
خصوصًا حين يواجهون عبدًا
لم يُرد شي مينغ إطالة الاشتباك مع هذا القائد، وقرّر إنهاءه بسرعة، مع أن القائد كان قد أبدى من قبل نية حسنة لتجنيده، بل أعطاه طعامًا كافيًا وعلبة لحم بقري حين كان شي مينغ لا يزال عبدًا
لكن المواقع لا تتبدّل
فضلًا عن أن كل فرد في طاقم السفينة التائهة تلطّخت يداه بديون دم لا تُحصى: سلب، وتعذيب، وقتل، وبيع وشراء للعبيد
تلك الجرائم قد لا تنال عقابًا في القيامة المأساوية للعالم
لكن القاتل، في لحظة القتل، ينبغي أن يضع في حسبانه أن سكين الجزار قد تعود يومًا إليه
وكان لدى شي مينغ هذا الوعي أيضًا
«ذراع القدرة»
قرّر شي مينغ حسم المعركة سريعًا
اندفعت ضربته بالسيف العريض كأنها سجن مطبق، وحدّق القائد في هذه الضربة المتفجّرة بعدم تصديق، ثم استخدم يديه كلتيهما وبذل كل قوته ليصدّها
وفي لحظة تصادم السيف والخنجر انكسر الخنجر الفولاذي الدقيق في يده شطرين وطار بعيدًا إلى الأرض، وبفضل هذا الصدّ بالكاد تفادى الضربة القاتلة
لكن في المقابل خَدِرَت يده اليمنى التي كانت تمسك الخنجر فجأة وفقدت الإحساس، وانشقّ لحم راحة يده عند مفصل الإبهام واندفعت الدماء
كانت قوة الضربة مرعبة
هسّ—
وقبل أن يلتقط أنفاسه كان السيف، لامعًا كدرب التبانة، قد اخترق صدره الأيسر مرة أخرى
«أأنت… مُستيقِظ حقًا»
سأل القائد غير مصدّق
«نعم»
وبقلب مثقوب لم يعد لـ«البرج الحديدي» أي فرصة للنجاة
«أن أموت… على يد مُستيقِظ… فهذا… ليس… خسارة»
«ولم أستخدم بعد أي مهارة من مهارات المُستيقِظين»
سحب شي مينغ سيفه
لقد تلقّى قائد الفريق الاستكشافي فعلًا تعليمًا قتاليًا جيدًا، لكنه كان أدنى كثيرًا من شي مينغ
وحتى بالمهارة وحدها لم يكن ليغلب
«لقد تسلّلت إلى السفينة… على أنك عبد… أتسعى أيضًا… وراء سرّ القائد…»
وقبل أن يتمّ كلامه هوى الجسد الشبيه بالبرج إلى الأرض فتناثرت الأوراق اليابسة
«أوه سرٌّ لدى القائد يستحق المطاردة ممتع، هل كنت أنت أيضًا خائنًا»
…
بعد أن تخلّص من ثاني أقوى قوة على متن السفينة التائهة، تابع شي مينغ غربًا نحو الجزيرة
كانت هجمات العثّ الشره للدماء قد تراجعت تدريجيًا، بل ورأى أفرادًا متفرّقين من الفريق الاستكشافي يختبئون في مواضع مستترة، فقد وطئت أقدامهم الجزيرة بصفتهم صيّادين، لكنهم الآن يكمنون في الظلال فرائسَ مذعورة
تبدّل الأدوار بين الصيّاد والفريسة يحدث أحيانًا بهذه البساطة
لم يُعرهم شي مينغ اهتمامًا، بل أسرع الخطى
فإن طال التأخير وعاد القائد إلى سفينته التائهة فربما لا يخسر عندها أمام شي مينغ في معقله
وفوق ذلك، يبدو أن لهذا القائد سرًّا
لم يسمع شي مينغ سوى أن له عمًّا ذا شأن، قويًا وذا نفوذ
ولمّا بلغ الجُرُف الوعر في غرب الجزيرة رأى مجموعة من الناس، كتلةً كثيفة، يهبطون من الجرف
كان الفريق الاستكشافي الأول الذي كان يومًا صاخب القوة قد بقي منه أقل من عشرة أشخاص، وكثير منهم مصابون، ووفق ملاحظة شي مينغ لم يظهر ذو الندبة
وإذا بالسلاح في يد شي مينغ قد تبدّل من غير أن ينتبه
مسدس 92-بي-2037
كان في هذا المسدس 7 طلقات متبقية
قبض شي مينغ على المسدس في الظلال، وصوّب نحو رأس القائد، ثم جذب الزناد بثبات
بانغ
تناثر الدم
هل أصابه
هاه
لا
لقد صوّب نحو القائد، لكن الذي مات هو الضابط الأول
كان الضابط الأول أقرب شخص إلى القائد، فجذبه هذا الأخير في لحظة واحدة ليتّخذ منه درعًا يصدّ الرصاصة اللامعة
اخترقت الرصاصة جبين الضابط الأول وخرجت من مؤخر رأسه وقد فقدت معظم قوّتها وانحرفت قليلًا، فحكّت فروة القائد حكًّا ضعيفًا ثم طنّت على جدار الصخر
«قوة السرعة العظمى»
هذه مهارة استيقاظ من الرتبة D منحت القائد سرعة رد فعل وقوة تتجاوز البشر العاديين
رمق القائد مصدر الطلقة بعينين باردتين
«شي مينغ»
«إذًا كان أنت فعلًا»
رمى القائد الضابط الأول من يده كأنه يتخلّى عن درع مكسور
«لم أتوقع قط أن أتلقّى هذه الضربة القاسية بسبب عبد حقير مثلك، وتجرؤ على الظهور أمامي أيضًا»
«قلت لك من قبل: المُستيقِظون والبشر ليسوا من النوع نفسه، فمن الذي أعطاك الجرأة لتواجه مُستيقِظًا»