الفصل 11
الفصل 11: السمكة على الخطّاف
سار شي مينغ ومجموعته إلى الموقع المتفق عليه عند البحر وانتظروا بصبر القارب الصغير الذي سيُقلّهم
لم تكن السفينة التائهة ترسل قاربًا صغيرًا لالتقاط الناجين إلا إن رأت أحدًا منهم، أمّا إذا لم ينجُ عبدٌ واحد فكان إداريّو السفينة التائهة يعتمدون خطة أخرى ويجدون أفرادًا أقوى ليستكشفوا من جديد
لم تمضِ ربع ساعة حتى رأوا قاربًا صغيرًا يقترب سريعًا من البعيد
على متن السفينة التائهة في الأفق أنزل القبطان المنظار من عينيه
ما زال هناك 4 باقين، يبدو أن أخطار الجزيرة ضمن نطاقٍ مقبول، تلك نايلويه جبانة حقًا، لم تجرؤ حتى على الحضور بنفسها
سحب القبطان سيجارة من جرابه عند الخصر وأشعلها
كح كح، تف، هذه الدفعة من البضائع رديئة فعلًا، بعد أن ننهب كل الموارد في الجزيرة سأشتري بضائع من أعلى درجة
وبعد سعالٍ قليل نادى القبطان أحد أفراد الطاقم
ذهب البرج الحديدي إلى الجزيرة ليلتقط هؤلاء العبيد، خذ مكانه واجمع كل أفراد فريق الاستكشاف، بعد عودة العبيد وتقديم تقريرهم بالمعلومات، إن كانت درجة الخطر قابلة للسيطرة فرتّب فورًا خطةَ إنزال لتجنّب التأخير الطويل
لم يكن القبطان عجولًا بقدر ما كانت «جزيرة جديدة» بضاعةً رائجة حقًا
فالطائر المبكر يظفر بالدودة، وحتى يوم واحد من الانتظار كان أقصى ما تسمح به قلة الحيلة
إن طال الأمر أكثر فقد تصل فصائلُ سفنٍ تائهة أخرى ويزيد العناء
حاضر
نفث القبطان حلقة دخان، ونفَض الرماد عن ثيابه، ثم نهض وحدّق إلى الجزيرة البعيدة
لقد صبرتُ طويلًا، لا بد أن يكون هنا وحشٌ بحريّ يساعدني على التطور والاستيقاظ
يا عمّاه، لقد قاتلتَ من أجلي لهذه السفينة التائهة من قبل، فكيف لي أن أخيّب ظنك مرارًا
مهارة بدرجة D لا تزال غير كافية، أحتاج إلى درجة B، أو حتى درجة A
…
عند حافة الجزيرة اكتشف شي مينغ والآخرون أن من جاء لاصطحابهم عائدين لم يكن سوى قائدِ فريق الاستكشاف
هذا القائد القوي الرشيق، القصير الشعر والكثيف الحاجبين، ما إن ترجل حتى حدّق في الناجين وفحصهم، وتوقّف نظرُه خصوصًا عند شي مينغ
لم أتوقع أنك نجوت فعلًا، وبدون إصابات، آمل أن تُرضي معلوماتك القبطان
سيفعل تابعكم ما بوسعه
وأرجو أيضًا أن يكسب فريقي عضوًا رسميًا آخر
سيكون ذلك شرفًا لتابعكم
لوى وجهَ الندبة الواقِفُ إلى الجانب زاوية فمه
اللعنة، يعرف كيف يغتنم الفرصة ليرتقي
حسنًا، اصعدوا إلى القارب بسرعة، القبطان بانتظار تقريركم
لم يسأل قائد فريق الاستكشاف عن تفاصيل ما لقيه شي مينغ، ولم يأتِ على ذكر ما إذا كان الخمسة الغائبون قد ماتوا، بل حثّ الأربعة على ركوب القارب ثم أدار دفّته عائدًا في الطريق نفسه
بالنسبة إليه لم تكن تلك الأشياء مهمة
تنفيذ أوامر القبطان هو الأهم
طوال الطريق لزم قائد فريق الاستكشاف الصمت واقفًا بصلابة
كان شي مينغ هو الذي بادر بالحديث
تحت أنظار العبيد الآخرين، اقترب من القائد ووقف إلى جانبه
قبطان، هذه السفينة التائهة كبيرة حقًا
قبطان، نحن عادةً نمكث في الغرفة المعتمة وكبائن السفينة، فلا نشعر تمامًا بضخامتها
قبطان، هل كل السفن التائهة بهذا الكِبر
عمومًا، وبمزاج القبطان، لم يكن ليتبادل الأحاديث العابرة مع العبيد
لكنه عرف كفاءة شي مينغ، فهذا الشاب الرشيق أقوى فعلًا بكثير من المتدرّبين الذين درّبهم على متن السفينة التائهة
وإذ راق له هذا المعدن، ولم تكن أسئلة شي مينغ في غير موضعها، أجابه على مهل
أولم ترَ سفنًا تائهة أكبر
أحجام السفن التائهة متفاوتة، وأكبرها في العالم—وعددها 7—بحجم مدن صغيرة وتنتمي إلى 7 أممٍ قوية مختلفة
وسفينتنا هذه تركها عمّ القبطان له، وتُعدّ من نوع السفن التائهة الصغيرة
أهكذا تُعدّ كبيرة ومع ذلك صغيرة
واصل شي مينغ بأسئلةٍ لا تعكس وعيَ عبد
يقال إن أصغر السفن التائهة بحجم زورقٍ مجوّف فقط
زورقٌ مجوّف؟ أيمكنه الصمود في البحر
أنت تُكثر الكلام، إن سألتَني فمَن أسأل أنا؟ لم أرَ واحدًا منها أيضًا
انقطع التواصل فجأةً من طرفٍ واحد
لكن في بضع جُملٍ فقط استخلص شي مينغ ما أراد من إجابات
أحجام السفن التائهة متفاوتة، وأصغرها لا يتعدّى حجم زورقٍ مجوّف
أفيمكن أن يكون ذلك الزورقُ المجوّف المدفون بين صخور الشاطئ—الذي بدا قديمًا ومعه دفتر باحث—سفينةً تائهة صغيرة مهجورة أيضًا
…
مع أن طريق العودة كان عكس الريح، إلا أن القارب الصغير كان سريعًا
لم تمضِ ربع ساعة حتى قطع أكثر من 30 ميلًا بحريًا وبلغ بأمانٍ جوارَ السفينة التائهة
أنزل أحد أفراد الطاقم السُلّم، فتسلّق القليلون الدرج
وما إن ثبت شي مينغ على سطح السفينة حتى رأى القبطان والمساعد الأول والمساعد الثاني وسائر الإداريين وبعض أفراد الطاقم
كانوا متجمّعين عند مقدّمة السفينة كأنهم في اجتماع
قبطان، أُعيد 4 عبيد ناجين جميعًا
أحسنتُم
اقترب القبطان، وثبّت عينَيه الحادّتين كعينَي صقر على شي مينغ ومجموعته
شعر شي مينغ وكأنه مُستهدَفٌ من صيّاد
أنتم، قدّموا تقريرًا على التوالي، احكوا بالتفصيل ما اختبرتموه في الجزيرة والمعلومات التي جمعتموها
أنت أولًا
أشار القبطان إلى العبد الأصلع
هاه
لم يتوقع العبدُ الأصلع أن يكون أولَ من يقدّم تقريره، فبادر يتكلّم بارتباك
بل تمتم قليلًا وهو يسرد كل شيء من لحظة النزول إلى الجزيرة وحتّى الاستكشاف، مهما صغر التفصيل: ماذا فعلوا فور الوصول، وأين أشجار الفاكهة في الجزيرة، وأيّ الثمار كان أطيب مذاقًا
وبعد أن أصغى طويلًا إلى هذرِه عَقَد القبطان حاجِبَيه
يمكنك أن تتكلم لاحقًا، التالي
تنهد شي مينغ سرًّا
هذه عاقبةُ من لا يُحسن تقديم التقارير
وكان التالي وجهُ الندبة
قبطان، لم نواجه شيئًا غير معتاد نهارًا، لكن بعد حلول الليل هاجمتنا مخلوقات من نوعٍ ما
أوه؟ أيُّ مخلوقات؟ وما قوّتها؟ فصّل
ارتعش حاجبا القبطان
فهذا هو الموضوع الأهم لديه
الفواكه والنباتات وسرد النزول إلى الجزيرة… قد يهتم بها غيره، أما هو فلا
هو لا يهتم إلا بالوحوش البحرية
وإذ رأى وجهُ الندبة اهتمام القبطان زاد قائلًا
قوية، وكان منها كثير، إنها مخلوقات شبيهةٌ بالعُثّ، لكنها بحجم طَستٍ غسيل، لها أنيابٌ ومخالب حادّة وخطِرة جدًا، وقد جلبنا جثةَ واحدٍ منها
وهنا نظر وجهُ الندبة إلى شي مينغ
لقد كان شي مينغ هو من جلب جثةَ «العُثّة المتعطّشة للدم»
وتعمّد أن يؤكد قلنا «جلبنا» ليتقاسم الفضل عمدًا
رمق القبطان شي مينغ قائلًا
سلِّم الجثةَ إلى فريق الاستكشاف، وتابع
لم يبدُ على وجه شي مينغ أيّ تعبير، ودفع الورقةَ الكبيرة التي لفّ بها جثةَ العُثّة إلى أحد أفراد الطاقم الواقفَين بجانبه
ثم نظر وجهُ الندبة إلى شي مينغ ثانية وأكمل دون أن يتغيّر وجهُه
وأثناء استكشاف الجزيرة اكتشفتُ بالصدفة عُشَّ هذه العُثّات
اعتدل القبطان في وقفته
عُشّها يقع في أقصى الجهة الغربية من الجزيرة، وبعد مراقبة وجدت أنها ليلية، تنام نهارًا ولا تتحرك، ولا تصحو وتصيد إلا ليلًا، لذا فالنزول إلى الجزيرة نهارًا أكثر أمانًا
حدّق العبدُ الأصلع في وجه الندبة بدهشة وهو يقول في نفسه: كيف تذكر المعلومات التي اكتشفها قائد الفريق
ظل شي مينغ بلا تعبير
في تلك اللحظة كان صيّادًا
وفوق ذلك، في ذلك العشّ توجد حشرة أمّ عملاقة
جيّد، لقد عَلِقت السمكة بالخطّاف