3

الفصل الثالث: نظام اللصّ الأسمى!

«هل أنا أتوهّم؟ هل ما أراه حقيقي؟ هل خُدعتُ أم ماذا؟ ما هذا بالضبط؟ أليس هذا نفس نظام الألعاب الذي كان صديقي زاك يحدّثني عنه؟ كيف أراه في العالم الحقيقي؟»

كان ليون يفكّر بذلك وهو يحدّق في اللوحة الزرقاء المتوهجة التي كانت تطفو في الهواء، ويلمع ضوؤها الخافت على جذوع الأشجار من حوله. كانت تحوم في سكون، كأنها مقتطعة من لعبة خيالية—اللعبة التي طالما سخر منها مع زاك، ولم يكن يتوقع يوماً أن يعيشها بنفسه.

«لا تقلق يا سيدي. سأرشدك، وسرعان ما ستستعيد ذاكرتك»، أجابته البلورة بصوتها الهادئ الذي يرنّ في أعماق عقله.

«أنا سيدك؟! لم أتذكّر قط—»

«لا تُجهد نفسك بالتفكير.»

ليون لم يفهم ما الذي يحدث حوله. هذا الانقلاب المفاجئ في واقعه جعله في حالة ذهول، وكلمات البلورة الهادئة لم تزد الأمر إلا غموضاً.

┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓

[نظام اللصّ الأسمى]

─────⋅☾ بيانات المستضيف ☽⋅─────•

[الاسم: ليون غريمفيل] [اللقب: اللصّ الأسمى] [السمعة: 56 (في هذا العالم)] [البنية الجسدية: بنية لصّ خارق] [المستوى: 1] [نقاط الحياة HP: 100] [نقاط الطاقة MP: 10]

•─────⋅☾ الإحصاءات ☽⋅─────•

[القوة: 10] [التحمّل: 10] [الرشاقة: 10] [الدفاع: 5] [الذكاء: 10] [الإدراك (غريزة الصياد): 10] [الحظ: 5]

(النقاط المتاحة للتوزيع: 0)

•─────⋅☾ المهارات ☽⋅─────•

[المهارات: لا يوجد]

•─────⋅☾ الزنزانة ☽⋅─────•

[الزنزانة: اسرق الأرواح لترتفع بالمستوى] (اضغط، أو تحدّث، أو استدعها ذهنيًا للدخول.)

•─────⋅☾ المتجر ☽⋅─────•

[المتجر: مغلق (افتحه عند الوصول إلى المستوى 15)]

•─────⋅☾ قاعة المهام ☽⋅─────•

[المهمة اليومية: احصل على حبّة الكيمياء من المتجر لوالدتك الليلة.] (المكافأة: مهارة اللصّ الخارق + 10 نقاط إحصاء)

┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛

تذكّر ليون إحدى الروايات الشبكية التي قرأها مع زاك على هاتفه، حيث يُمنَح الناس أنظمة خارقة تغيّر الواقع وتسمح لهم بالارتقاء فوق الجميع.

«إذن… لقد مُنحتُ نظاماً؟ هل كانت تلك البلورة الماسية السبب؟» تمتم ليون، مع تضييق عينيه وهو يسترجع ذكرى الجوهرة المتوهجة.

«نعم، كنتُ أنا. هذه هي موهبتك، وهي أعظم من أي شيء عرفه هذا العالم. أنت فريد. الآخرون لديهم موهبة، أمّا أنت فتسرق المواهب. بهذا النظام يمكنك الحصول على مواهب من رتبة SSS، وأُلفيات، وحتى سرقة الزراعة نفسها. كل ما تقع عليه عيناك سيصبح ملكك ما دمت تتحرك نحوه. لكن قوتك الآن ضعيفة جداً، فاستعد لتصبح أقوى! هناك أشياء كثيرة مخفية عن هذا العالم، والموهبة الأعلى من SSS ليست سوى البداية. حين تصبح قوياً كفاية، ستعرف المزيد.»

«لهذا يُسمّى نظام اللصّ… كأنك تعرف رغباتي…» فكّر ليون مخاطباً البلورة، وابتسامة شيطانية تتكوّن ببطء على شفتيه.

قال بصوت خافت ممزوج بالغضب: «انتظروا فحسب… سأنتقم لموت أبي وأسرق كل ما هو عزيز عليكم. زوجاتكم، أموالكم، سلطتكم، زراعتكم—حتى حياتكم ستكون تحت رحمتي. سأجعلكم تندمون على كل لحظة عرفتموني أو عرفتم أبي فيها! انتظروا…»

قبض قبضتيه بقوة حتى ابيضّت مفاصله.

لو سمعه أحد الآن لقال إنه مجنون، أو إنه يبحث عن حتفه بنفسه.

«واو! يبدو أن لديك حقداً عميقاً… تماماً مثل المرة السابقة. اجعل قوته هدفك ولا تدعها تسيطر عليك!»

«…»

«أي مرّة سابقة يتحدث عنها هذا الشيء؟»

في الوقت الراهن، لم يكن لديه وقت ليغوص في أسرار ما يسمّى بـ«حياته السابقة». كان لديه مهمة—أول مهمة له. كان عليه أن يسرق تلك الحبة. حبّة الكيمياء… الحبة القادرة على شفاء أي مرض في جسد بشري. مهما كان المرض خطيراً أو مزمناً، خلال خمس دقائق من ابتلاعها يعود المريض معافى تماماً.

انشغل عقله بالتخطيط. كانت خطة بسيطة لكنها ذكية: يتسلل إلى المتجر مرتدياً حذاءً يمكن تتبّع آثاره بسهولة، يقتحم بصمت، يسرق الحبة ويهرب. يقود أي مطاردين إلى مكان مليء بآثار أقدام كثيرة ومشوّشة، ثم بعد عدة منعطفات ملتوية يعود إلى منزله.

وسيرتدي قناعاً—يصنعه بنفسه من القماش، لا الخشب. وقبل أن يرتديه سيمسح مسحوقاً على وجهه، حتى لو التقطته كاميرا المتجر، ستظهر الصورة مشوّشة ولن تتمكّن من رؤية ملامحه الحقيقية.

ثم تذكّر والدته. ماذا سيقول لها؟

«سأقول إن زاك أعطاني إياها. نعم! عليّ أن أصنع ذلك القناع بسرعة.» قال لنفسه بصوت مسموع وهو يخطو خارج الغابة.

كانت الغابة مملوءة بأشجار كثيفة شاهقة. بعضها مائل والآخر شامخ. المدهش أنه لم يكن هناك وحوش مفترسة كبيرة—فقط أرانب وحيوانات عشبية صغيرة تتنقل بين الأعشاب. كانت الشمس تقترب من المغيب، ترسم ألواناً ذهبية على أوراق الشجر. وبدأت أصوات الصراصير تعلن قدوم الليل.

رغم كل ذلك، لم يتشتّت تركيز ليون.

فكّر في زاك—ذاك الشاب الثري من المدينة المجاورة. كانا صديقين منذ أيام عزّ عائلة ليون، وعلى خلاف الآخرين لم يتركه زاك حتى بعد أن فقدوا كل شيء.

كان ليون يفكّر في طرق عديدة لكسب المال. أحدها كان لعبة واقع افتراضي ذكرها له زاك. لم يكن يعرف الكثير عنها بعد، لكنه إن سأل، سيخبره زاك بكل التفاصيل.

أما هذا النظام… فما زال يجهل إمكانياته الكاملة. حتى الآن يبدو أنه يكافئه على السرقة، لكن لا بد أن هناك المزيد.

ربما كان سؤال النظام مباشرة هو الخطوة الأذكى حالياً…