25

الفصل 25: الضربة القاتلة!

وجه لكمته — اتسعت عيناه في ذهول من النتيجة.

أولاً، جسد الدجاجة الذي كان يُظن أنّه صلب، بدا كالـ “توفو” — طرياً، إسفنجياً، منهاراً تحت ضغط قبضته. كأنّه يلكم وسادة واهنة مرتخية. يده اخترقت بكامل قوتها، وانغرست عميقاً في صدر المخلوق. فجوة جوفاء بحجم قبضته تشكّلت فوراً، ثم—

تفجّر الدم الحار كالنافورة المكسورة، متدفقاً بعنف. العظام لم تُبدِ أي مقاومة، بل تكسرت كأغصان يابسة—تحطمت وتفتت—لتفسح المجال لكمّة ليون، كأنها لم تكن موجودة أصلاً.

الهيكل العظمي الذي كان يوماً غير قابل للكسر، لم يعد سوى عصيّ مكنسة جافة تحت قبضته.

«أهذه هي قوة المانا؟!»

أطلقت الدجاجة صرخة مرعبة—صوتها أجش وممزق، أشبه بصوت معدن يخدش معدن. أمعاؤها اندلقت للخارج، متدلية بشكل بشع كأنّ أحدهم قلب أحشاءها في مزاد علني. كان منظراً مقززاً، منفراً، مروّعاً.

لكن بالنسبة لليون… كان أجمل مشهد على الإطلاق.

النصر!

ابتسم ابتسامة عريضة.

قبل ست ساعات فقط، هذا المخلوق نفسه جعله يركض كطفل خائف، والآن—الآن لم يعد سوى كتلة دامية محطمة عند قدميه.

تجمد الوحشان الآخران في مكانهما. الصدمة قبضت عليهما. الآن فقط أدركا نذير الشؤم الذي أحسّا به مسبقاً. هذا الإنسان… أقوى منهما—رغم أنه أدنى منهما بمستوى كامل. لا يُصدَّق!

تبادلا إشارات ذهنية على الفور. كان عليهما التعاون معاً—لا مفر من ذلك. في الظروف العادية كانا سيفران بلا تردد، لكن هذه معركة حياة أو موت. لا عودة للوراء.

إن فرّا دون قتل ليون، فسيدفعان ثمن كسر القاعدة غير المكتوبة: القتال حتى الموت.

حتى أنهما بدآ يشكّان إن كان هذا هو نفس الفتى الذي واجهاه في البداية. لا يمكن أن يكون هو ذلك الضعيف الذي فرّ مذعوراً من مجرد وجودهما. لم يكن الأمر منطقياً. كيف يمكن لشخص أن يصبح بهذه القوة، بهذه السرعة؟

كبرياؤهما صار غباراً. شعور التفوق قد تبخر.

وما أرعبهما أكثر… أنه حتى الآن، ورغم اتحادهما، لم يعودا واثقين من الانتصار.

كيف يكون ذلك ممكناً؟

لقد كانا وحوشاً زعماء—مخلوقات متحولة متفوقة بإحصاءات تفوق الوحوش العادية. بل كانا يعادلان وحوش المستوى السادس في ذروته—دون أن يكونا زعماء أصلاً! وفوق ذلك، امتلكا مهارات الزعماء الفريدة—التي تضاعف قوتهما بشكل هائل!

ثم انتبهوا فجأة.

انتظروا! مهاراتهم…!

اتسعت أعينهم. لماذا لم يستخدموها بعد؟ تبادلا النظرات، وأدركا الحقيقة—

ليون خدعهم.

منذ البداية، حضوره، هالته، سرعته القاتلة ونية سفك الدماء لديه—كلها تآزرت لتزرع فيهم الخوف حتى العظم. لقد جعلهم يروْنه كإله موت، وفي ذلك الرعب… نسوا مهاراتهم الخاصة.

«مخادع ماكر…» هكذا فكرا.

وقد نجحت حيلته… حتى هذه اللحظة.

والآن، وقد استعادا وعيهما، فعّلا مهاراتهما فوراً.

في تلك الأثناء، تفحّص ليون شريط نقاط حياة الدجاجة الزعيمة التي قضى عليها، وما رآه كاد يُسقط عينيه من مكانهما.

┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓

الدجاجة المتحولة (الحمراء) (زعيمة الدجاجة الجماعية)

نقاط الحياة: 0/2820 (-2820)

ضربة قاتلة!

┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛

“اللعنة! كيف قفزت قوة هجومي لهذه الدرجة؟ لقد أسقطت وحشاً زعيماً بضربة واحدة… أهذه قوة المانا؟!”

أُصيب بالذهول—لكن الحماس غلب عليه.

حتى النظام اعترف بها كـ “ضربة قاتلة”.

«إن كانت المانا وحدها قادرة على إطلاق مثل هذه القوة من البداية… فكم سأصبح مرعباً حين أزداد قوة؟ لا—الآن، بما أنني حققت هذا، أستطيع مواجهة مزارع في مستوى امتصاص تشي وجهاً لوجه! من بين كل أولئك المزارعين المرسلين لاصطيادي… وحده ابن البارون قد يشكل تهديداً.»

لكن الوقت لم يكن مناسباً للإعجاب بنفسه.

غرائزه صرخت: تحرك!

اندفع للأمام—المانا تتدفق في ساقيه وجسده يتلاشى كخيط ضوء.

عيناه ثبتتا على الوحشين المتبقيين.

يجب أن أنهيهما قبل أن—

“اللعنة!”

فات الأوان.

لقد فعّلا مهاراتهما.

«هل كشفا خدعتي؟ لا! لقد تصرفت ببرود… مرعباً. خطتي كانت مثالية… ربما لم تنجح فحسب.»

ضغط أسنانه. عليه التفكير. بسرعة.

بعد كل ما مر به في هذا السجن، آخر ما قد يفعله هو الاستهانة بأعدائه الآن.

فهؤلاء لم يكونوا مجرد دجاج.

إنهم متحوّرون، هائجون، مزودون بقدرات ماصة للحياة. حتى نقرة واحدة قد تعني نهايته.

الهجوم قادم!

غرائزه صرخت بقوة لم يختبرها من قبل.

أدار جسده في اللحظة المناسبة بينما انقض هجوم غادر على ظهره. انخفض بسرعة، والهواء من منقار ضخم مرّ على بعد بوصات من رأسه.

كان رد فعله فورياً.

وجه لكمته—سريعة، قاسية، دقيقة—قبضته المشبعة بالمانا حطمت صدر الدجاجة المهاجمة قبل أن تتمكن من التراجع.

وفي اللحظة ذاتها، تدحرج جانباً، بالكاد متفادياً منقار الدجاجة الثانية الذي ارتطم بالأرض حيث كان رأسه قبل لحظة.

دووووم!

اندفع المنقار بقوة هائلة، ليغرس نفسه في جسد رفيقته.

الاصطدام مزق الوحش المصاب أصلاً—جسده تمزق تماماً في لحظة.

لم يتبقَّ سوى دجاجة واحدة.

زفر ليون ببطء، وقطرات العرق تنساب على جبينه.

«لو تأخرت ثانية واحدة… لكنت جثة الآن.»

زمجرت الدجاجة الزعيمة الأخيرة بغضب. التفتت لتنظر إلى رفيقتها الميتة—جثة محطمة، بلا حياة.

الغضب غلا بداخلها.

وضعها الهائج أعما بصرها، والآن فقط أدركت… لقد قتلت شقيقتها بنفسها.

صرخت بصوت مدوٍ.

صرخة هزت الميدان—وحشية، هائجة، ومليئة بعاطفة تكاد تبدو بشرية. غضبها اشتعل أكثر حين رأت ابتسامة ليون المتعجرفة.

ابتسامته كانت واسعة، واثقة، ومثيرة للحنق.

تستهزئ بها.

تدفقت قوتها—ريشها انتفش، وموجات من الحرارة انبعثت من جسدها. تحوّل غضبها إلى عنف محض، وقوتها أخذت تتضاعف مع كل نبضة قلب.

لم تعد تهتم بالنتيجة.

ليون… يجب أن يموت.

بعيداً، ارتجفت مجموعة الدجاجات الأضعف التابعة لها.

لقد استولت الآن على تابعي الزعيمة الثانية الميتة. لكن بدلاً من الشعور بالقوة، اجتاحها حزن عميق.

«بعد كل ما فعلناه… لماذا أنا الوحيدة التي أُجبرت على مشاهدتهم يموتون؟»

لم تستطع أن تترك موتهم يذهب سدى.

ليون كان أذكى—أذكى بكثير—من أن يعتمد على القوة الغاشمة فقط.

لقد تحرك وكأنه يعرف الهجوم قبل وقوعه.

وهذا ما كان مرعباً حقاً.

احتاجت إلى خطة أخرى.

لم يعد هناك مكان للقوة العمياء.

ضاقت عيناها.

بدأت خطة تتشكل.

خطة أكثر ظلاماً.

أكثر خسة.

أكثر… مكرًا.

ولو كان بإمكانها الابتسام… لابتسمت.

لنرفع الحرارة أكثر.