23

الفصل 23: لماذا العصا!

ظلّ ليون متراخياً، رغم أنه لم يستطع إنكار أنّ جزءاً منه بدأ يحكّه نفاد الصبر. لقد مرّت ثلاث ساعات كاملة… وما زال أمامه المزيد. كان يريد إنهاء كل هذا بسرعة.

“انظر تحتك.”

فعل ليون كما أُمر، وخفّض بصره.

ما رآه كان… عصاً.

سوداء. طويلة. نحيلة.

هشّة المظهر.

كانت بائسة بحق. لمحة واحدة كافية ليعرف أنّها من النوع الذي يتفتّت إلى غبار لو أمسكها بقوة. التقطها بحذر، وما إن فعل حتى شعر بها—رخوة، ضعيفة، وواهية. بل وحتى بدا عليها أثر نخر الأرضة.

“ما الذي يمكن أن أفعله بهذه العصا الضعيفة عديمة الفائدة؟” تمتم ليون بعصبية، وعينه ترتجف. لم يستطع منع الكلمات من الإفلات من فمه.

لم يكن الأمر منطقياً.

لم يفهم.

ما الغرض من هذا؟

لماذا يُعطى شيئاً بهذه السخرية؟

لقد نسي حتى أنه هو نفسه كان قد عومل بنفس الطريقة من قبل—ملعوناً، منبوذاً، منسيّاً… تماماً مثل هذه العصا.

زفرت الكريستالة.

ثم تكلّمت من جديد، بصوت أكثر جدّية هذه المرة:

“ليون، هل تعلم… أنّ هذه العصا الصغيرة قادرة على تغيير نتيجة معركة بين اثنين من المزارعين الأقوياء؟”

رمش ليون بدهشة.

“كيف؟ أليست مجرد عصا؟ تبدو وكأنها ستنكسر من ضربة واحدة. كيف يمكن أن…؟”

“هكذا لا تسير الأمور في هذا العالم،” أجابت الكريستالة بهدوء وصبر. “حتى أضعف الأشياء في الوجود قادرة على تغيير مجرى القدر—معركة، مملكة، أو حياة. ما سأعلّمك إياه الآن أمر يتجاهله حتى ممارسو طاقة الـ(تشي). إنه مبدأ أساسي—بسيط، لكنه غالباً ما يُستهان به. سيأتي يوم تظن فيه أنه بلا قيمة. لكن لا تنسَ… قد يكون هو الشيء ذاته الذي ينقذ حياتك.

طاقات الأكوان المتعددة تختلف في طبيعتها، لكنها أيضاً تتشابه. كثير منها يتبع المبادئ الأساسية للتشي. إن أدركت ذلك… فبواسطة المانا، يمكنك تحقيق ما لم يتصوّره أحد.”

ظلّ ليون صامتاً.

لقد لامست الكلمات شيئاً داخله.

لقد تسرّع في الحكم مجدداً. وهذا هو مشكلته—نفاد صبره.

ربما… كان في العصا ما هو أكثر من مجرد ضعف. تماماً كما كان فيه هو نفسه أكثر من كونه “عديم الموهبة”. ربما كان هذا هو المغزى.

ومع ذلك، ظلّ يكره كيف تدور المنظومة دائماً حول الهدف وتتفلسف. لماذا لا تستطيع أن تتكلم بوضوح مرة واحدة فقط؟

وحين شعرت الكريستالة أنّ المماطلة قد تؤدي إلى تصعيد، قرّرت أن تدخل في صلب الموضوع هذه المرة:

“حاول أن تفتح مسامك. استدعِ المانا داخلك. اجعلها تتدفّق للخارج. ثم حاول أن تدمجها مع العصا. مجرد دفقة بسيطة… وستصبح العصا سلاحاً قوياً. إذا فقد المزارع سلاحه، حتى العصا قد تقلب الموازين—لو أُشبعت بالطاقة. تذكّر هذا.”

أضاءت عينا ليون.

هذا… منطقي.

وبّخ نفسه في داخله على تسرّعه السابق. رغم أنّه، في الحقيقة، لم يكن كل اللوم عليه—فالمنظومة كانت بارعة في إثارته بأسلوبها الغامض.

وبما أنّ طاقة المانا خاصته أقوى من التشي العادي في هذا العالم، فقد كان من الطبيعي أن تكون النتائج أوضح وأقوى.

أخذ نفساً عميقاً وبدأ.

اتّبع التعليمات.

ثم—

اكتشف شيئاً.

إن كان الإحساس بالمانا داخله صعباً…

وإن كان التلاعب بها داخل جسده أصعب…

فإن هذا؟ هذا كان الأصعب على الإطلاق.

إخراج المانا من الجسد ثم دمجها في شيء خارجي؟

أصعب مئات المرات.

بدأ العرق يتصبّب من جبينه على الفور.

كان تركيزه الآن موجهاً—لا إلى الداخل، بل إلى سطح جلده، حيث توجد المسام. كان الأمر أشبه بمحاولة مدّ عقلك على كامل جسدك والتحكّم فيه دفعة واحدة.

لكن ليون استمر.

ضغط.

ركّز.

وأخيراً… نجح.

دمج المانا في العصا.

ولمفاجأته… بدأت العصا الهشّة تتغيّر.

لم تتوهّج أو تتحوّل بشكل سحري—لكن بنيتها… أصبحت متينة. صلبة. مدعومة بالمانا الخام. حتى سلاحاً من الرتبة D سيجد صعوبة في قطعها.

“ما زالت الشوائب داخلك كثيرة،” شرحت الكريستالة. “لذا فإن المانا لديك غير مكرّرة. لكن مع ازدياد قوتك، ستصبح المانا أنقى. وأقوى. وعندها… حتى هذه العصا قد تتجاوز قوة سلاح من الرتبة A.”

اتّسعت عينا ليون.

“واو…”

لم يكد يصدّق.

عصا ضعيفة تحتضر… أقوى من سلاح من الرتبة A؟

هذا يغيّر القواعد كلها.

وإن كان هذا ممكناً… فماذا عن السيوف؟ الخناجر؟ الرماح؟ إن ضخّ المانا في أسلحة حقيقية؟

ذلك سيكون تحدياً للسماء ذاتها.

كان يرغب في التجربة أكثر—لكنّه أدرك أنّ الأمر سيستغرق وقتاً.

فبحسب المنظومة، لن يتمكّن من إتقان هذه الأمور فعلاً إلا عند بلوغه المستوى 150.

وقبل أن يتعمّق أكثر في أفكاره، دوّى صوت مألوف في أذنه:

<تنغ!>

┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓

تمت إضافة قاعة المهارات إلى نظام المضيف

المهارات (أساسية):

• استشعار المانا – المستوى 1

• التلاعب بالمانا (مهارة مركبة): – تكثيف المانا – المستوى 1 – دمج المانا – المستوى 1 – تحريك المانا – المستوى 1

┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛

┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓

تمت إضافة 10 نقاط إحصائية لإنشاء مهارة.

20 نقطة إحصائية لإكمال مهمة مخفية في وقت قياسي.

تمت إضافة نقاط مهارة أيضاً إلى نظام المضيف.

للترقية من المستوى 1 إلى 2، يلزم 100 نقطة مهارة.

ومن المستوى 2 إلى 3، يلزم 200.

سيتم فتح المزيد من التفاصيل مع تقدّم المضيف.

┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛

شهق ليون.

حدّق في الإشعارات بعينين متسعتين. كان متحمّساً. سعيداً.

كل هذا… من مجرد تدريب؟

أدرك الآن مدى أهمية نقاط الإحصاء—وأصبح يعلم أيضاً أنّه يمكنه استخدام نقاط المهارة لترقية مهاراته.

لكن كيف يحصل على نقاط المهارة؟

ذلك… لم يعرفه بعد.

مقرراً مراجعة حالته الحالية، استدعى الشاشة بإرادته:

┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓

[نظام اللص الأعلى]

─────⋅☾ تفاصيل المضيف ☽⋅─────•

[الاسم: ليون غريمفايل]

[اللقب: اللص الأعلى]

الشهرة: 56 (في هذا العالم)

[البنية: بنية اللص الأعلى]

[المستوى: 4]

[نقاط الحياة HP: 1500]

[نقاط المانا MP: 2500]

─────⋅☾ الإحصاءات ☽⋅─────•

[القوة: 25]

[التحمّل: 25]

[الرشاقة: 25]

[الدفاع: 20]

[الذكاء: 25]

[الإدراك (غريزة الصياد): 25]

[الحظ: 5]

(النقاط المتاحة للتوزيع: 30)

─────⋅☾ قاعة المهارات ☽⋅─────•

[المهارات: 5]

[نقاط المهارة: 0]

─────⋅☾ الزنزانة ☽⋅─────•

زنزانة (أنت بداخلها حالياً)

[المس، أو تكلّم، أو فكّر للدخول.]

─────⋅☾ المتجر ☽⋅─────•

[مغلق. سيفتح عند المستوى 15.]

─────⋅☾ قاعة المهمات ☽⋅─────•

[المهمة اليومية:]

• أحضر حبة الكيمياء من المتجر لوالدتك (المكافأة: مهارة اللص الأعلى + 10 نقاط إحصائية)

[المهمة الأولى:]

• استخدم ساقيك ويديك كأسلحة. (المكافأة: ضعف الخبرة، +2 عملات ذهبية، +10 إحصاءات) (العقوبة: نصف الخبرة، بلا عملات، بلا إحصاءات)

┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛

بعد مراجعة كل ذلك، سأل ليون:

“أيها النظام… هل يمكنني إضافة نقاط الإحصاء إلى HP وMP؟”

“نعم. 1 نقطة إحصاء تعادل 100 HP أو 100 MP.”

أومأ برأسه.

لقد فهم الآن.

ورغم أنّه كان متحمّساً لتوزيع النقاط فوراً، فقد قرّر أن ينتظر. أراد أن يُنهي تدريبه الحالي أولاً.

“والآن… تعلّم كيف تُكثّف المانا إلى شكل صلب.”

أومأ ليون وبدأ المحاولة فوراً.

لكن ما إن بدأ، حتى تجمّد.

هذه المهارة كانت على مستوى آخر تماماً.

حتى الكريستالة نفسها اضطرت للاعتراف—أن هذه المهارة… تفوق قوّة ليون الحالية.