14
الفصل 14: القتل الأول!
لم يجرؤ ليون على البقاء في مكان واحد على الإطلاق، فبينما كان يتحرك، ظلّت غريزته تحذّره من خطر وشيك، وكان جسده يستجيب تلقائياً.
بالنسبة للِّص، إن كان هناك شيء يثق به أكثر من أي شيء آخر—فهو حدسه. إحساسه الداخلي. غرائز الصيّاد. أو أياً كان ما تريد أن تسميه.
لقد وثق بها إلى حدّ أنه حتى لو لم يعالج دماغه المعلومة بعد، فإن جسده كان يتحرك بالفعل لحظة اقتراب الخطر—فقط لأن غرائزه كانت تصرخ فيه.
لم يفهم ذلك تماماً أبداً… لكن والده فهم.
فخلال تدريبهما، منذ ثمانية أو تسعة أعوام تقريباً، في عصر استشعار الطاقة الروحية، كان والده أول من لاحظ ذلك. قال إن ابنه يمتلك غرائز مفترس بالفطرة—صيّاد، جندي، شخص عاش تجارب لا تُحصى بين الحياة والموت.
كان جسد ليون أشبه بكاشف خطر—يستشعر التهديدات ويهرب منها قبل لحظات من وقوع الكارثة.
هكذا بدت غريزة اللص الحقيقية.
كان الناس غالباً يقولون إن قوة اللص الوحيدة هي الفرار. لكن ليون لم يكن أي لص عادي.
لقد كان اللص الأعظم—ذلك الذي يستطيع مواجهة الخطر وجهاً لوجه والخروج سالماً.
كان والده أحياناً يتساءل إن كانت غرائز ليون هي بالفعل قدرته الفطرية، ومهارته الأساسية. لكنه لم يحب أبداً هذه الفكرة. فماذا لو استطعت استشعار الخطر؟ إذا لم تكن قادراً على الرد، أو الجري بسرعة كافية، أو حتى التصرف مثل “شخص طبيعي”، فما الفائدة؟
ولهذا، وبعد كثير من التفكير، أخضع ابنه لتدريب قاسٍ بينما كان عقله ما يزال يافعاً وقابلاً للتشكيل.
وقد أثمر ذلك.
فغرائز اللص لدى ليون تطوّرت الآن إلى درجة أصبح معها قادراً على “رؤية” الخطر حتى بعينيه مغمضتين. لقد وثق بها أكثر من أي شيء آخر—حتى بحياته نفسها.
لكن هناك شيء واحد أخطأ فيه والده.
ليون لم يكن “شخصاً طبيعياً”. كان طريقه مختلفاً. منطقه، ردود أفعاله، قدره—كلها كانت تسير عكس المعتاد.
لذلك، وبينما كان ليون يتفادى الضربات وينسج طريقه بين الهجمات، كانت عيناه معلّقتين على الدجاجة. توقف عن المراقبة لبعض الوقت، وركّز بدلاً من ذلك على قتلها بأسرع ما يمكن.
كان جسدها مشبعاً بالدماء. ريشها الأحمر أصبح داكناً، متكتلاً بالرطوبة، وفي بعض المواضع جفّ الدم وأعطاها لمعاناً باهتاً. انعكاس الضوء عليها جعلها أشبه بمرآة مشوّهة مائلة إلى الحُمرة. ولو أطال أحد النظر إليها، لرأى ظله مشوهاً يحدّق به.
كان ذلك مشوشاً بعض الشيء.
ومع حشد الطيور الأخرى المهاجمة، كان يمكن لذلك أن يكلّفه حياته.
كان عليه أن يركّز. كلياً. بحدة.
هزّ التعب المتصاعد عن جسده، بينما يتطاير شعره الفضي مع الريح كالخيوط المنصهرة، وعاد ليون إلى مهمته.
كانت الدجاجة قد استُهلكت بالغيظ حتى نسيت حدود جسدها.
وهذا كان سيكلفها غالياً.
أو… هل كان كذلك؟
فجأة، حدث تغير.
قبل أن يتمكن ليون من إدراك ما يجري، دخلت الدجاجة في وضع الهيجان.
تحولت عيناها إلى قرمزيتين. انتصب ريشها كأنه عرضٌ من الغضب، أشبه بذيل الطاووس. قشور ساقيها لمعت كأنها برونز متصلّب، ومنقارها أصبح أكثر حدة وشراسة.
بدأت تستهلك قوّة حياتها نفسها.
كل ذلك مقابل لحظة قصيرة، لكنها مرعبة من القوة.
لقد بدت مروّعة. وحشية.
وهذه الظاهرة لا تحدث إلا عندما يتجاوز الغضب حدّاً معيناً. كأن مفتاحاً بدائياً يُقلب—فيسلّم المرء كل شيء في سبيل القوة.
هبط قلب ليون.
ثم—
┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓ الدجاجة المتحوّلة (هيجان)
•─────⋅☾ الإحصاءات ☽⋅─────•
المستوى: 1 النقاط الحيوية: 1 القوة: 20 التحمل: 20 السرعة: 20 الدفاع: 10 الذكاء: 3
•─────⋅☾ المهارات ☽⋅─────•
مهارات جديدة مكتسبة!
[هجوم المنقار العاصف:] يطلق وابل ضربات مدمّر لمدة 60 ثانية. ترتفع القوة بنسبة 10%، وتبلغ سرعة النقر ثلاث مرات سرعة نقار الخشب. يمكن دمجها مع مطاردة المخلب الشبحي لأقصى فتك.]
[المطاردة الغاضبة:] ترفع السرعة والرشاقة بشكل كبير، مما يسمح بالمطاردة المستمرة للهدف أثناء استخدام المهارة الأولى.
┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛
تسمرت شفتا ليون قليلاً من الصدمة.
لم يكن لديه وقت للتحليل. كان عليه أن يتحرك.
الآن.
قبل أن تهجم الدجاجة، كان عليه أن يوجّه ضربته. لم يكن هناك أي فرصة للتعامل معها بقوة غضبها الكاملة. ذلك الهجوم العاصف سيحوّله إلى أشلاء.
أما الدجاجة، فكانت مبتهجة. لم تفهم مصدر هذه القوة المفاجئة، لكنها لم تهتم. كانت تعلم فقط أنه يجب استغلالها بسرعة. لم يكن ذلك دائماً.
لكن قبل أن تتمكن حتى من الاندفاع—
انهالت عشر ضربات سريعة متتالية.
كلها استهدفت نفس الموضع بالضبط: العنق.
كان الخنجر يرقص كالهمس المميت—سريعاً، صامتاً، دقيقاً.
وعند الضربة العاشرة—
بدأ العالم بالدوران.
انثنى عنقها بزاوية غير طبيعية.
ثم بدأ رأسها بالدوران.
ارتطم بالأرض بوقعٍ مكتوم، وتذبذب عرفها مع الصدمة.
كان الألم لا يُطاق. حتى وهي تنزف حتى الموت، كان غضبها يشتعل كالنار. تشوّشت رؤيتها… ثم اتّضحت من فرط الكراهية وحدها.
التفتت بعينيها نصف الميتتين—بما تبقى منهما—نحو قاتلها.
ليون.
وماذا كان يفعل ليون؟
كان يرقص بلا مبالاة كأنه يتفادى الريح نفسها. شعره الفضي يتطاير كضوء القمر.
ولم تكن عيناه على الدجاجة أصلاً. بل على الخنجر في يده—الدم الذي يكسوه، يلمع ويتقطر.
لم يشعر بشيء. فقط… فراغ.
وبالطبع—من ذا الذي سيشعر بشيء عند قتل دجاجة؟
ثم… حلّ الظلام.
تلاشت وعيها. هكذا ببساطة… انتهى الأمر.
موت الدجاجة.
وبداية لشيء جديد.
تفادى ليون اندفاع طائر آخر، وهو يحدّق بجثة الدجاجة.
تساءل… هل سيحدث شيء ما؟
ثم—حدث.
اختفى الجسد. ذاب إلى شرارات كأنه لم يكن موجوداً.
سقطت قطعتان من النقود الفضية.
وسلاح؟
“ما هذا؟” تمتم ليون، منحنياً لالتقاطه.
وما إن لامست أصابعه المقبض، حتى ظهر أمامه شاشة مألوفة.
┏━━━━━━༻❁༺━━━━━━┓ الخنجر المسنّن
قوة الهجوم: +1 السرعة: +1 الرتبة: E ┗━━━━━━༻❁༺━━━━━━┛
ملاحظة: قوة الهجوم والسرعة لا يتم تتبعهما بشكل منفصل في نظام ليون. بل تُضاف إلى الإحصاءات الأساسية أو تُوزّع على الفئات المرتبطة.
قوة هجوم ليون الأساسية = 1
إذن، ضربة واحدة على وحش من نفس المستوى ستُنقص نقاطه الحيوية بمقدار -1.
تجهيز الخنجر يزيدها إلى 2.
تجهيز خنجرين = 4 قوة هجوم إجمالية.
ملاحظة المؤلف: الأمر غير مربك، أليس كذلك؟