440

الفصل 440: الاندماج

بعد فترة من الزمن، دخل جسد التعالي الداووي الخاص بشيانغ يوي أخيرًا إلى المستوى الرابع.
نال الفوائد المعتادة: زيادة في القوة الجسدية الأساسية، وتحسين شامل لبنية جسده لتناسب جميع أنواع القتال. كما اكتسب مقاومة أكبر لقيود الـ«داو السماوي».

بلغت زراعة جسده الآن الطبقة الرابعة والثمانين. كان قد اخترق مرتين أثناء اختراقه لعالم المحن، ومرتين أخريين بعد اختراق جسد التعالي الداووي.

كانت قوته الجسدية الأساسية الحالية مرتفعة للغاية، ما جعل قوته الجسدية الإجمالية تبلغ مستوى لا يُصدّق.

لكن الأمر لم ينتهِ بعد.

بعد بضع دقائق، دخل جسد التعالي الداووي إلى المستوى الخامس، فازدادت قوته الأساسية أكثر، وتلقّى تحسينًا إضافيًا في بنية جسده. كما ازدادت مقاومته لقيود الـ«داو السماوي» بدرجة أكبر، وتقدّم صقل جسده بطبقتين إضافيتين.

تكرر هذا النمط مرة أخرى عندما وصل إلى المستوى السادس بعد فترة وجيزة.

وحينما بلغ جسد التعالي الداووي المستوى السابع، ازدادت قوته الجسدية الأساسية بشكل هائل، وحصل على تحسينات إضافية أكثر. شعر وكأن جسده المادي قد تطوّر بالكامل.

تضاعفت سرعة تجدد جسده بشكل مذهل، كما أن تجدد روحه أصبح أخيرًا مساويًا لشفاء جسده الفوري. بالإضافة إلى ذلك، اكتسب مقاومة جزئية لبعض ظواهر الـ«داو السماوي». لم يفهم هذه القدرة الجديدة تمامًا، لكنه افترض أنها شكل متقدم من أشكال القيود السماوية.

بلغ جسده الآن الطبقة التسعين من مراحل صقل الجسد.

بدأ يشعر بقوته وهي تنفلت من عقالها مرة أخرى. ويُرجّح أن هذا بسبب الزيادات المتتالية في قوته الأساسية، والتي تضاعفت مرات عدة من خلال عمليات الصقل.

وفي الوقت نفسه، بدأ جسد حرب الحاكم فجأة في الترقية.

كان قد نسي أمر هذا الجسد تقريبًا. وبما أنه حصل على القوانين الثلاثة آلاف، فقد نال معها أيضًا قانون القتال، مما يعني أن جسد حرب الحاكم يجب أن يلحق بالمستوى الجديد تمامًا كما فعل جسد التعالي الداووي.

سارع إلى تفقد نظامه ليرى ما إذا كان الأمر نفسه سيحدث مع جسد كوكبة النجوم أيضًا. فلو حدث ذلك فعلًا، لكان ارتقاؤه مؤكدًا. للأسف، لم يكن هناك أي تغيير.

“إذًا هذا لا يُعتبر من القوانين الثلاثة آلاف؟” تمتم متسائلًا.

بعد تفكير قصير، توصّل إلى تفسير.

في الحقيقة، القوانين الثلاثة آلاف ليست ثلاثة آلاف بالضبط، بل هي عدد غير محدود فعليًا.
القوانين الثلاثة آلاف ليست سوى القوانين الأساسية التي تولد منها القوانين الأخرى.

فعلى سبيل المثال، من قانون «اليين واليانغ» تولد العناصر العشرة، ومن «النظام» يولد «القدر». هذه القوانين هي المفاهيم الأولية الأساسية، وهناك العديد غيرها.

إذا أراد أن يُعيد إنشاء كل هذه المفاهيم، فسيحتاج إلى طاقة تعادل تريليونات المرات من طاقته الحالية. وإذا أراد ترقية جسد كوكبة النجوم، فعليه إما أن يكتشف المفهوم الذي يمثّله، أو أن يسلك المسار التقليدي.

وعلاوة على ذلك، كان الجسد يترقى بسرعة كبيرة أصلًا. بل إنه على وشك أن يتسارع أكثر بفضل الترقيات الأخيرة التي حسّنت الطاقة، والاستشفاء، والتعزيز، وكل شيء آخر.

في الواقع، كان قد استعاد بالفعل جميع النجوم التي أحرقها سابقًا، بل وخلق المزيد. حاليًا كان يمتلك 10,000 نجم.

أصابه الذهول من هذا الرقم، فسارع لتفقد نظامه.

اتضح أن عقله قد ارتقى إلى عالم الخلود دون أن ينتبه!

بسبب الضغط الهائل على عقله أثناء عملية تكوين العالم الحقيقي، تم دفعه إلى ما وراء حدوده، مما أدى إلى ترقيته. كانت المعاناة شديدة للغاية، لكنه كان مهووسًا باكتساب الخبرة من الألم لدرجة أنه لم يكترث لمصدره أصلًا.

كل ما كان يفكر به هو: “مزيد من الخبرة.”

بعد ترقية العقل إلى مستوى الخلود، توسّع الفضاء التخيلي في بحره الروحي من 100 مليون ميل إلى 100 مليار ميل.

قدّر أن حجمه أصبح الآن يقارب حجم عدة أنظمة شمسية — وهذا أمر مذهل بكل المقاييس. ومع هذا الاتساع الجديد، أصبح بإمكانه احتواء عدد أكبر بكثير من النجوم، لكنه اختار الاكتفاء بعشرة آلاف فقط، مفضلًا التركيز على الحجم لا العدد.

وبينما كان يفكر في هذا، أنهى جسد حرب الحاكم اختراقه.

منحه هذا الاختراق دفعة كبيرة في قوته الجسدية الأساسية، كما نُقشت أنماط قتالية متقدمة شديدة التعقيد في ذاكرته العضلية. في تلك اللحظة، كان قد وصل إلى الطبقة الحادية والتسعين من صقل الجسد. كانت الشمس قد أشرقت منذ بضع ساعات، وما زال لم ينتهِ بعد.

لقد كان هذا اليوم حقًا يوم الارتقاء المنتظر.

قرر أن يستخدم الطاقة التي استعادها لترقية قوانينه أولًا.

فعندما أنشأ القوانين الثلاثة آلاف، ورغم أنها منحت خبرة قليلة لأنها كانت تُخلق في أدنى مستوى، فإن مجموع الخبرة الناتج عنها كان هائلًا. نظر إلى شاشة نظامه:

[قانون المصدر المطلق: مرحلة الاندماج (10,000/1,000,000,000)]

لقد دخل بالفعل إلى مرحلة الاندماج في هذا القانون.

لم يكن يصدق ما يحدث.

قبل بضع ساعات فقط، كان لا يزال في مرحلة الاستيقاظ.

بدأ يحسب كمية الطاقة المطلوبة لرفع جميع القوانين الثلاثة آلاف إلى مرحلة الاندماج. لو تمكن من ذلك، فربما يقفز مباشرة إلى مرحلة التجلي.

لكن بعد الحساب، أدرك أنه حتى لو أحرق جميع النجوم العشرة آلاف، فربما لن تكون كافية. فكلما ارتفع المستوى، زادت متطلبات الطاقة بشكل خرافي. مجرد إيصال القوانين الثلاثة آلاف إلى مرحلة الاستيقاظ استهلك حوالي ستين نجمًا. أما مرحلة الرنين فستتطلب أكثر بكثير، وبالنسبة للاندماج فالأمر لا يُقارن أصلًا.

لذا قرر ترقية قوانين القتال أولًا، إذ لم يكن لديه سوى الطاقة اللازمة لترقية عشرة قوانين فقط. لم يرغب في حرق النجوم حاليًا، لأنه كان يتوقع حدثًا عظيمًا قريبًا، كما أن حرق النجوم كان يعيد جسد كوكبة النجوم إلى الوراء كثيرًا، وأراد تجنّب ذلك.

اختار القوانين التالية للترقية:
الفراغ، الجاذبية، الفضاء، الزمن، الخَلق، الفوضى، القوة، السرعة، الدفاع، القتال.
ورقاها جميعًا إلى مرحلة الاندماج.

[قانون المصدر المطلق: مرحلة الاندماج (16,000,000/1,000,000,000)]

نظر إلى مقدار الخبرة، فكانت نتيجة مذهلة، لكنه بالكاد أحدث خدشًا في الإجمالي المطلوب.

لقد كان بحاجة فعلية إلى ترقية جميع القوانين الثلاثة آلاف إلى مرحلة الاندماج إذا أراد أن يملك فرصة حقيقية لدخول مرحلة التجلي.

وبينما كان يفكر في هذا، شعر بجسديه يبدأان في التحرك من جديد.

كانا جسد الفوضى وجسد حرب الحاكم — فقد كانا يرتقيان إلى المستوى الثامن. تمامًا كما نظّر سابقًا، المستوى الثامن يُقابل مرحلة الاندماج. وبما أن قانوني الفوضى والقتال قد دخلا مرحلة الاندماج، بدأت الأجساد بمواكبة هذا التطور.