439

الفصل 439: الصعود إلى مقام الحاكمية

بعد ساعة، عضّ شيانغ يوي على أسنانه وأحرق عشرة نجوم أخرى.
تساءل إن كان حقًا سيضطر إلى حرق جميع نجومه، فلم يتبقَّ له سوى حوالي أربعين نجمًا الآن.

نظر إلى عملية تكوين العالم، فبدت وكأنها قد وصلت إلى منتصف الطريق، ومع ذلك فقد تم استهلاك أكثر من نصف النجوم بالفعل.

بعد بضع دقائق، أحرق شيانغ يوي نجمًا آخر. هذه المرة، شعر براحة أكبر مما سبق. بدا وكأنه كان يبالغ في رد فعله سابقًا. الجزء الأول من العملية استهلك طاقة أكبر لأنه شكّل ثلاثة آلاف مفهوم. أمّا الآن وقد تكوّنت المفاهيم، فلم تعد هناك حاجة إلى طاقة كبيرة لنسجها معًا وتشكيل العالم.

استمر على هذا المنوال، يحرق نجمًا كل بضع دقائق. وبعد مرور ساعة إضافية، أحرق النجم الخامس والأخير، إذ كان العالم قد أوشك على الاكتمال والتصلّب.

خرجت روحه من الجسد المؤقت، فعاد هذا الأخير واندَمَج فيه من جديد.

ظهرت روحه داخل البحر الروحي، وهي تتأمل العالم الذي أمامها. كان حجمه يقارب ضعف حجم العالم البشري الذي يعيش فيه حاليًا. ابتسم راضيًا.

فتح نظامه، فرأى القوانين الجديدة — عددها يقترب من ثلاثة آلاف قانون.
كان لكل قانون نقطة خبرة واحدة، وكانت النسخ البحثية منه قد بدأت بالفعل بدراسة هذه القوانين للعثور على أفضلها من حيث الأولوية في التطوير.

اقتربت الروح من العالم أكثر. وفكّر في نفسه أن فهمه المتزايد لهذه القوانين سيجعل العالم أكثر اكتمالًا تدريجيًا، حتى يصبح في النهاية غير قابل للتمييز عن أي عالم حقيقي.

حتى في هذه اللحظة، كانت القوانين التي أتقنها بمستويات عالية — مثل الفراغ، والفضاء، والزمن، والفوضى، والخَلق، وغيرها — تتدفّق تلقائيًا إلى العالم، موجهةً إياه نحو الاكتمال.

وكان هناك أمر غريب شعر به… لقد كان قانون الطريق السماوي.

في العالم الحقيقي، كان كلما حاول استخدام قانون الطريق السماوي، يختفي فورًا في اللحظة التي يستدعيه فيها. وقد توقّع حدوث شيء كهذا.

في السابق، كان يعتقد أن الـ«داو السماوي» وشجرة العالم يمتلكان نوعًا من قوة المصدر، ولعلّ هذا هو ما منعه من استخدام قانون الطريق السماوي الخاص به.
بما أن الـ«داو السماوي» هو من خلق الفوضى، فيمكن القول إنه يمتلك السيطرة على كل ما يوجد داخلها. وبما أنه مصدر قانون الطريق السماوي، فبوسعه أن يمنع الآخرين من استخدامه.

في الحقيقة، الأمر لا يتعلّق بكونه المصدر بقدر ما يتعلّق بدرجة الإتقان. فقد تعلّم شيانغ يوي أنه إذا كان لدى أحدهم مستوى إتقان أعلى لقانون معيّن من شخص آخر، فيمكنه أن يقيّد استخدام الطرف الآخر لذلك القانون إلى حدٍّ ما. والـ«داو السماوي» يمتلك على الأرجح الفهم الأعمق لقانون الطريق السماوي في الوجود كله، لذا كان من المنطقي أن يتمكّن من منع الآخرين من استخدامه.

تساءل شيانغ يوي في نفسه: لماذا يفعل الـ«داو السماوي» ذلك؟ هل يخشى شيئًا ما؟
تنهد. لم يكن هذا سوى افتراض، لذا لم يكن أمامه سوى الانتظار ومراقبة ما سيحدث.

أما داخل البحر الروحي، فقد تمكن من استخدام قانون الطريق السماوي بسهولة تامة، ما جعله يعتقد أن بحره الروحي لا يخضع لسيطرة الـ«داو السماوي».

وأثناء تفحّصه للعالم الجديد، اكتشف شيانغ يوي أمرًا مثيرًا للاهتمام.
كان يعرف أن الـ«داو السماوي» يعمل وفق قانون الطريق السماوي، لكنه لم يكن يعرف الكيفية التي تعمل بها شجرة العالم. غير أنه بعد أن راجع كل المفاهيم التي استُخدمت في خلق العالم، أدرك الحقيقة أخيرًا:

شجرة العالم تعمل وفق قانون الحياة.

وللتأكد من ذلك، حاول استخدام هذا القانون في العالم الحقيقي، لكن كما حدث مع قانون الطريق السماوي، لم يتمكن من تفعيله. كانت شجرة العالم، مثل الـ«داو السماوي»، تمنعه من استخدام هذا القانون.

ألقى شيانغ يوي نظرة على هذين القانونين.

داخل البحر الروحي، يمكنه استخدامهما بحرية تامة. لكن في العالم الحقيقي، كانت هناك مشكلة. جرّب استخدام جميع القوانين الأخرى في العالم الحقيقي ليتأكد إن كانت هناك قيود مشابهة، فاكتشف أن المشكلة كانت فقط مع هذين القانونين.

قرر أن يُطلق عليهما اسم القوانين العليا.

وبينما كان يفكر في ذلك، لاحظ أن نقيض هذين القانونين كان يعمل دون أي عوائق.
فنقيض الحياة — وهو الموت — كان يعمل جيدًا في الخارج. وكذلك الحال مع قانون التعالي، وهو النقيض التام لقانون الطريق السماوي. لذا قرر أن يطلق عليهما اسم القوانين المعكوسة.

“انتظر… قانون التعالي؟”
في تلك اللحظة تذكّر أمرًا كان قد نسيه تقريبًا.

جسد التعالي الداووي هو مسار تطور خاص بـ«داو التعالي». وبما أنه فتح هذا القانون الآن، فالجسد سيبدأ باللحاق بالمستوى الذي وصل إليه.
بعد إعادة الضبط، كان جسد التعالي الداووي قد وصل إلى المستوى الرابع، ولم يتقدّم بعد ذلك بسبب التحولات الجسدية التي كان يمر بها. والآن… سيبدأ في التقدّم بسرعة من المستوى الرابع إلى المستوى السابع.

في العالم الحقيقي، شعر شيانغ يوي بالطاقة في جسده وهي تبدأ بالاضطراب، ثم تتحول وتدور داخل جسده بأنماط جديدة. وبعد تحوّل الطاقة، بدأ الجسد نفسه يُعاد ترتيبه استعدادًا للتحول إلى شيء أعظم.

راقب شيانغ يوي هذا التحوّل، وهو يفكر في نفسه:

“اليوم حقًا قد أرتقي إلى مقام الحاكمية مع كل هذه الترقيات المتتالية… وأنا لم أصل حتى إلى هيئتي النهائية بعد.”

كانت قطعة الروح داخل الوريد الروحي في المراحل النهائية من بناء الجسر.
كان على وشك أن يندمج مع الوريد الروحي، ثم يمتصّه ومعه الروح المندمجة داخله. وكان يعتقد أنه عند فعل ذلك، سيحصل على جوهر دم بمستوى حاكم من شجرة العالم.

ابتسم ابتسامة عريضة. صحيح أنه سيفقد وريدًا روحيًا، لكن لا بأس، يمكنه ببساطة الذهاب إلى القارة المركزية والحصول على وريد آخر هناك بسرعة، ورفعه إلى مرحلة الخلود.
بعد حديثه معهم في اليوم السابق، بدا أنهم أشخاص ودودون للغاية، وقد قرر مكافأتهم بالسماح لهم بالاحتفاظ بحياتهم.

يا لكرمه العظيم.

“موهاهاهاهاهاهاها!”