430

الفصل 430: القوانين تنمو على الأشجار

بعد أن ارتقى شيانغ يوي إلى المرتبة الحاكمة، حصل على قدر هائل من الفوائد.

أولاً، جميع قدرات سلالاته الأصلية تعززت مرات عديدة، وأصبحت قوية إلى درجة مذهلة.

ومن الفوائد الأخرى أنه أصبح قادراً أخيراً على نقش سلالاته الدموية داخل روحه أيضاً.

إلا أنه لم يكن قادراً على فعل ذلك في الوقت الراهن، لأن روحه لم تكمل بعد إنشاء الجسر الذي يربطها بجسده. وبالحديث عن ذلك، أدرك أن مهنته كـ«مهندس» كانت مفيدة للغاية؛ فقد استخدمها في اليوم السابق لتصميم جسر داخل بحره الروحي لدمج روحه. وبما أنه كان قريباً من بلوغ قمة «عالم الاندماج»، فقد قرر أن يبدأ باكراً.

كان متحمساً للغاية لفكرة دمج روحه. فقد كان يعتقد أنه إذا تمكن من ذلك، فلن يحتاج نظامه بعد الآن إلى وجود جسده دائماً. حتى لو مات وأُعيد تجسيده، فسيكون متأكداً أن النظام سيتبعه. وحتى إن لم يفعل، فإن سلالاته الأربع ستتبعه على الأقل إذا قام بنقشها في روحه. ورغم أنه لم يكن ينوي الموت في أي وقت قريب، إلا أن وجود «تأمين» كهذا كان أمراً رائعاً.

بالنسبة لسلالة العنقاء، فقد ازدادت قدرته على التجدد بدرجة ملحوظة، رغم أنه لم يستطع تحديد مقدار الزيادة بدقة نظراً لقوتها الكبيرة أصلاً. لكن الآن، أصبح التجدد يشمل الروح أيضاً. فقد تسارعت سرعة تعافي روحه مرات عديدة. ورغم أنها لم تصل إلى مستوى التجدد الفوري مثل جسده، إلا أنها كانت سريعة جداً.

كانت إصابات الروح هي الأصعب في الشفاء، ولسوء الحظ لم يتغير ذلك حتى بعد تقدم الروح.

بل في الحقيقة، أصبح الأمر أسوأ. ولهذا السبب كانت «الإمبراطورة» غير قادرة على استعادة روحها إلى «العالم الأبدي» فوراً. كان شيانغ يوي متحمساً لذلك حقاً. كان يأمل أن تصل روحه في المستقبل إلى مستوى التجدد الفوري.

وحينها… سيصبح حقاً لا يُقهر.

فإذا اكتمل جسر الروح، ستظهر قدرة أخرى لسلالة العنقاء — القدرة على تجديد الجسد بلا نهاية طالما بقيت الروح موجودة. ليس من قطرة دم فحسب، بل من الروح نفسها. كان هذا مذهلاً حقاً.

وبحسب ما سمعه من الإمبراطورة، فهذه القدرة هي السمة المميزة لروح المستوى الأبدي — القدرة على إعادة تجسيد الجسد فوراً طالما الروح ما زالت موجودة. ورغم أنها قد لا تضاهي القدرة الأصلية للروح الأبدية، إلا أنها كانت رائعة بحق.

لقد كان بحاجة إلى إكمال بناء الجسر في أقرب وقت ممكن.

قدرة أخرى حصل عليها من سلالة العنقاء كانت ترقية مجال النار إلى «قانون» مباشرة. لم يكن هذا الأمر يثير إعجابه كثيراً، لأن سلالة التنين قد رقّت جميع العناصر إلى قوانين أيضاً. ومع ذلك، فقد اعتبره أمراً جيداً، إذ إن عنصر النار بدأ الآن يكتسب خبرة وافرة في عالم القوانين.

أما سلالة التنين فقد منحته نوعاً من الهيبة التنينية، وهي قدرة قائمة على التخويف تسمح له بإصدار أوامر للآخرين أو بث الرعب في قلوبهم. شعر أن هذه القدرة قد تكون للاستعراض أكثر، إذ لا يمكن استخدامها إلا على من هم أضعف منه، وبشكل محدود على من يماثلونه في القوة.

ومع ذلك، لم تكن سيئة تماماً.

أحد الأسباب التي جعلته لا يوليها اهتماماً كبيراً هو حصوله على سلطة حاكمة من جميع السلالات الأربع. لكنه لم يفهم بعد كيفية استخدامها. لقد شعر بأنها قوية للغاية، لكنها أيضاً عصيّة على الفهم في الوقت ذاته.

قرر أن يسأل الإمبراطورة.

…

«سلطة حاكمة من نوع ما؟» سألت الإمبراطورة.

«نعم، هذا صحيح»، أجاب تجسيد شيانغ يوي.

قالت: «أفهم… لعلها قوة حاكمة».

«قوة حاكمة؟» سأل بدهشة.

«نعم. عندما تخترق إلى عالم الحاكم، تحصل على قدر معين من القوة الحاكمة. فكّر فيها كنسخة متفوّقة من «الاستحقاق السماوي». إنها تساعد الناس على ترقية مواهبهم والقيام بأمور أخرى. يمكن استخدامها في القتال، لكن يُعتبر ذلك تبديداً لها. أغلب الناس يستخدمونها مباشرة بعد الاختراق لترقية مواهبهم، أو حتى رفع سلالاتهم إلى المرتبة الحاكمة. في الواقع، هذه هي الطريقة الوحيدة المعروفة لترقية السلالات إلى مرتبة الحاكم».

صُدم شيانغ يوي من هذه المعلومات. لم يكن يتوقع أن تكون بهذه القوة. وبعد قليل من التفكير، قرر أن يحتفظ بهذه القوة الحاكمة لوقت لاحق. فإذا وصل إلى مرتبة أعلى، ربما يحصل على جولة أخرى منها. وربما يمكنه تخزينها لاستخدامها لترقية موهبته إلى ما بعد مستوى «الداو».

فكّر في أن مستوى الداو هو على الأرجح الحد الأقصى للمواهب الطبيعية، وقد لا يستطيع اكتساب أي نقطة خبرة بعده. لذا كان عليه أن يبدأ بادخار القوة الحاكمة إذا أراد الوصول إلى مستوى إدراك المصدر وفهم «المصدر المطلق الأصلي».

لم تبدُ سلالة التنين وكأن لديها فوائد أخرى كبيرة، لذا انتقل إلى فحص البقية.

في الواقع، كانت لها فوائد إضافية، لكنها تركزت أساساً على الجسد والقوة البدنية. ورغم أنه قدّر ذلك كثيراً، إلا أنه لم يجدها مثيرة للاهتمام بنفس الدرجة. وأثناء تفكيره في هذا، لاحظ شيئاً كان على وشك أن يفوته.

كان قانوناً آخر… «قانون القوة». لم يكن يتوقع وجود شيء كهذا — قانون القوة بحد ذاته. كان هذا القانون بسيطاً ومباشراً، يسمح له بمضاعفة قوته مرات عديدة تبعاً لمستوى إتقانه له. وكما هو متوقع من سلالة التنين، لم تخيّب ظنه إطلاقاً.

انتقل بعدها إلى سلالة النمر الأبيض، والتي منحته القدرة الفطرية على الضرب عبر الفضاء — أي زيادة كبيرة في قدرته على التحكم بالمكان. لكن هذا لم يكن كل شيء؛ فقد رقّت أيضاً مجال الفضاء إلى قانون، ومنحته قدرة مرتبطة بـ«نية القتل». كانت شبيهة بالهيبة التنينية من حيث أنها تعتمد على الترهيب، وتمكّنه من قتل أي خصم أضعف منه فوراً بمجرد إظهار نيته في القتل.

وكما في حالة الهيبة التنينية، لم يجد هذه القدرة مثيرة كثيراً، لأن معاركه كانت في الغالب ضد خصوم أقوى منه. لكنها كانت قدرة مثيرة للاهتمام على أي حال. أما بقية الفوائد، مثل سلالة التنين، فقد ارتبطت بالجسد والسرعة.

وبالحديث عن السرعة، لاحظ أنه حصل أيضاً على قانون آخر مثل التنين — «قانون السرعة». كان شبيهاً بقانون القوة، لكنه يركّز على السرعة.

«انتظر، إذا كانت هذه السلالة تملك قانوناً آخر… فهذا يعني أن سلالة العنقاء…» أسرع ليتحقق من الأمر:

«قانون التقمص».