413
الفصل 413: أعشاب من رتبة خالدة
«حسناً، لم أتوقع هذا أبداً»، فكّر شيانغ يو وهو يضغط بقدمه على لي ياو، مثبتاً إياها على الأرض.
لقد بدا أن جسده قد خضع لتحوّل هائل بعد دخوله الطبقة الخمسين وتشكيله للنواة الداخلية.
أعاد تشغيل المحاكاة، واختار عشوائياً خصماً من رتبة خالدة أرضية. تُرى، هل يمكنه فعلاً أن يهزم خالداً حقيقياً الآن؟
الخالِد الأرضي الذي اختاره كان يتحكم في «قانون الفضاء».
تفادى شيانغ يو بشق الأنفس نصلَ فضاءٍ قاتلاً، بينما كانت أفكاره تتسابق. كان هذا خصماً خالداً بحق، والفرق بينه وبين لي ياو كان هائلاً، كالفارق بين السماء والأرض. لقد كانوا محظوظين جداً حين تمكنوا من النجاة من «حاكم الوحوش»، الذي كان على الأرجح أقوى حتى من هذا الخالِد.
أما من حيث إتقان القوانين، فالفارق كان لا يُقارن. فلو أراد وصف ذلك، لقال إن لي ياو لم تكن تملك سوى فهماً غامضاً لقوانين الطبيعة، بينما هذا الخالِد الأرضي كان يمتلك فهماً حقيقياً لها، ويستطيع توظيفها بمرونة لتحقيق أهدافه.
ومع ذلك، لم يكن شيانغ يو متراجعاً أمامه.
استخدم الخالِد قانون الفضاء لتقييد الحيز من حوله، لكن شيانغ يو استدعى قوته الجسدية الجبارة، فحطّم الفضاء من حوله كما لو كان زجاجاً هشّاً. حاول استخدام مجال الجاذبية لسحب الخالِد نحوه، لكنه فشل.
«فشل، كما توقعت»، فكّر. حتى في أقصى مستوى من إتقان المجال، يبقى هذا أدنى من إتقان القوانين الحقيقية. لكن بفضل قوته الجسدية وحدها، لم يكن بحاجة إلى المجال أصلاً لإلحاق الضرر.
تحرك بسرعة جنونية، اختفى وظهر خلف الخالِد في لحظة. أعاد الخالِد تثبيت الفضاء من حوله بسرعة، مكتشفاً موقع شيانغ يو، فأنشأ حاجزاً فضائياً كثيفاً. ابتسم شيانغ يو، ثم لكم الحاجز مباشرة، محطّماً إياه وموجهاً ضربة مباشرة للخالِد، أطاحت به أميالاً عدة قبل أن يتمكن بالكاد من استعادة توازنه، ليجد شيانغ يو قد ظهر أمامه مجدداً.
قال بابتسامة متغطرسة: «دعني أجرّب عليك مهارتي الجديدة».
تحوّل جسده إلى كتلة ضخمة تشبه وحشاً لزجاً، وابتلع الخالِد بالكامل.
في الداخل، وجد الخالِد نفسه محاصَراً داخل وحشٍ غريب مكوَّن من مادة لزجة ومعتمة. ثم بدأت جدران الوحش تطلق آلاف الكفوف الفراغية، تمطره بلا توقف حتى تلاشى وجوده تماماً.
عاد جسد شيانغ يو إلى هيئته البشرية.
فكر في نفسه: «هذه التقنية فعالة حقاً. مع صلابة جسدي المذهلة، أستطيع حبس خصمي تماماً ثم سحقه حتى العدم».
ورغم أن التقنية بدت ماكرة نوعاً ما، إلا أنه لم يهتم.
«سأسميها مؤقتاً الفراغ اللامتناهي»، قال في نفسه.
قرر بعد ذلك اختيار خصم آخر، فخاض العديد من المحاكاة ضد مختلف الخالدين الأرضيين.
ولم يكن يتوقع أن تكون قواهم مختلفة إلى هذا الحد. فبينما كان قادراً على سحق خالِد أرضي في بداياته، بالكاد كان يجاري خالداً في منتصف المرحلة. أما المتأخرون في هذه الرتبة… فلم يكن يصمد أمامهم حتى لثانية واحدة.
لقد كان الفارق بين المراحل هائلاً، يعادل تقريباً فارق رتبتين كبريين من المراتب السابقة.
فتح عينيه في العالم الحقيقي، وتنهّد قائلاً في نفسه: «يبدو أنني ما زلت ضعيفاً».
…
همس شيانغ يو في أذن لي ياو، التي كانت تتمارض بالنوم: «انتهيت، يمكنك التوقف عن التمثيل الآن».
وأضاف بصوت منخفض: «إن لم تنهضي الآن، فقد أفعل شيئاً سيئاً». لكنها لم تفتح عينيها.
قال مبتسماً بخبث: «هل أنت نائمة فعلاً؟ كنت أظنك مستيقظة لنمارس تدريب الازدواج، لكن طالما أنك ما زلت نائمة… فلنؤجله للغد إذن».
في تلك اللحظة فتحت عينيها على الفور وقالت مرتبكة: «الأخ الكبير… لا يمكنك…».
ابتسم شيانغ يو قائلاً: «إذن كنتِ تتظاهرين طوال الوقت».
أجابت بتلعثم: «أمم… لا، لقد استيقظت للتو فقط».
قال: «حسناً، لكنك على الأرجح ستتمنين لو أنك لم تستيقظي». ثم نهض وحملها بين ذراعيه.
احمرّ وجهها وهي تهمس: «أيها الأخ الكبير… أنا، لي ياو، لم أخشَ العواقب يوماً. آمل أن تجعلني أندم على أفعالي». ثم نظرت إليه مباشرة وأضافت: «لكن إن لم تستطع… فلا تلومن إلا نفسك على ضعفك».
ضحك قائلاً: «يبدو أنني لم أؤدّ دوري جيداً كأخٍ كبيرٍ يؤدّب تلميذته». ثم اختفى داخل الفضاء.
…
في نطاق الخلق داخل عرق الروح، كانت أربعة عشر نسخة منشغلة بالعمل.
إحداها كانت النسخة الزراعية، وثلاثٌ أضافها شيانغ يو في اليوم السابق، أما العشر المتبقية فكانت نسخاً جديدة أنشأها بعد تطوّر جسده النجمي. أصبح قادراً الآن على تكثيف جوهر دمه عشر مرات في اليوم. وكانت هذه النسخ الجديدة تمتلك جميع سلالاته الأربع، إضافةً إلى صقل الجسد حتى الطبقة الخمسين، ونواة داخلية كذلك.
كانت قوتها القتالية في مستوى نصف خالِد.
أمر لا يُصدَّق حقاً. ففي اليوم السابق فقط، كان بالكاد يستطيع مجاراة لي ياو، أما الآن فيمكنه أن يصنع نسخاً تضاهيها قوةً.
قُسِّمت النسخ الأربع عشرة إلى مجموعتين. سبعٌ منها كانت تعمل على إنشاء مواد من رتبة خالدة، وقد تمكّن بالفعل من جمع نصف المواد اللازمة لصناعة سلاحٍ من رتبة خالدة.
أما السبع الأخريات، ومن ضمنها النسخة الزراعية الأصلية، فكنّ يعملن على هندسة الأعشاب وراثياً. وقد تمكنّ بالفعل من إنتاج بعض الأعشاب الخالدة ذات التأثيرات المدهشة.
لكن الآن، كان يعمل على مشروع آخر. فبعد ترقيته إلى «باحث الحقيقة»، اكتشف كيفية تحفيز الجذر الروحي ليدخل في حالة نشاط مفرط، وكيفية دفع الوعي إلى حالة استنارة.
وبهذا الفهم، كان ينوي تطوير أعشابٍ تمتلك هذه الخصائص لتحفيز تلك الحالات عند تناولها.
وكان يخطط أيضاً لدمج هذا التأثير مع تأثير يشبه «الولادة من جديد». فإذا أضاف خاصية البعث إلى تحفيز الجذر الروحي، فربما يتمكن من إجبار الجذر على الترقية.
كان يمتلك النظرية بالفعل، لكنه لم يكن متأكداً من نجاحها.
قرر أن يبدأ بعشبة من الدرجة السابعة. فإذا تمكن من هندسة عشبة بهذه الدرجة تحمل تلك الخاصية، فيمكنه حينها تنقية حبوبٍ منها وتجربتها على أحد التلاميذ ذوي الجذر الروحي الضعيف.
وإذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيتمكن من ترقيته إلى الجذر من الدرجة المتوسطة. بعدها يستطيع تعديل المعايير لإنتاج حبوب تناسب الدرجات الأعلى. ومع حبة من الدرجة الأولى، سيتمكن من رفع الجذر الروحي المقدس إلى الجذر الإلهي.
وبعد التأكد من نجاح هذا المشروع، سينتقل إلى دراسة ترقية حالة الاستنارة، فهي تختلف عن الجذر الروحي، إذ لا تعتمد على تجدد الجسد، بل على عمق الفهم والإدراك.