الفصل 92

الفصل 92: حديث بسيط عن المال

كانت القطع التالية في قائمة المزاد تُباع بوتيرةٍ مماثلة. فبمجرد أن يُعلن عن بدء المزايدة، تتعالى الأصوات من القاعة السفلية، وغالبية المشاركين كانوا من هناك.

بدأت الأسعار ترتفع تدريجياً، حتى وصلت قيمة السيف الأخير الذي بيع إلى 18 حجراً روحياً عند بدء المزايدة عليه.

وبعد أن أُخذ السيف، أُحضرت علبة أخرى مغطّاة بقطعة قماش. تقدّمت «تساي بينغ» بخطواتٍ مسرحيةٍ مبالغٍ فيها، وسحبت القماش بحركةٍ درامية.

كان العنصر الجديد درعاً أثرياً، لونه أزرق لامع، ورقيق المظهر للغاية. قالت بفخر:
«هذا الدرع مصنوعٌ باستخدام جلد وحيد القرن الأزرق شديد الصلابة كمكوّنٍ أساسي. إنه درع من الدرجة الأرضية العادية، يتميّز بالقوة والمرونة معاً. دعونا نُريكم مدى صلابته».

أشارت بيدها، فصعد إلى المنصّة رجلان؛ أحدهما في المستوى الثامن من صقل الذهن، والآخر في عالم السيد الحقيقي.

ارتدى صاحب عالم السيد الحقيقي الدرع، وسحب طاقته حتى لا توفر حماية إضافية له، ثم هجم الرجل ذو المستوى الثامن موجهاً ضربة مباشرة دون أي تقنيةٍ خاصة.
لكن الدرع لم يتأثر إطلاقاً — لا خدش ولا أثر.

«واو!» تعالت أصوات الدهشة في القاعة.

تابعت تساي بينغ بابتسامةٍ واسعة:
«كما ترون، الدرع قادرٌ على صدّ هجومٍ مباشر من شخصٍ في المستوى الثامن من صقل الذهن. وبحسب قياساتنا، يمكنه صدّ تقنيةٍ أرضيةٍ كاملةٍ لمزارعٍ في المستوى السادس من صقل الذهن».

«إذاً، سيبدأ المزاد عند 20 حجراً روحياً، مع زيادةٍ دنيا مقدارها حجر روحٍ واحد لكل عرضٍ جديد».

بمجرد أن أنهت كلامها، انفجرت القاعة بالمزايدات. لم يكن أليكس قد استوعب بعد مدى جودة الدرع حتى تجاوز السعر 40 حجراً روحياً.

بل إن الأصوات بدأت تصدر من الغرف الفاخرة في الطوابق العليا، حيث كان يجلس كبار الشخصيات. وكانت الأصوات الخارجة من تلك الغرف مشوّهةً تماماً، لا تشبه أصوات أصحابها الأصلية إطلاقاً.

استطاع أليكس تمييز صوت رئيس التجار السمين من خلال إحساسه الروحي، لكنه حين سمعه بأذنيه، فوجئ بمدى اختلافه.
«يبدو أنهم يفعلون ذلك لأسبابٍ تتعلق بالخصوصية. أتراهم يستخدمون تشكيلاتٍ خاصة لهذا الغرض أيضاً؟» فكّر في نفسه.

ثم جاء صوت معلمته تقول:
«50 حجراً روحياً!»

التفت إليها بدهشةٍ وقال:
«يا معلمتي، هل تحتاجين إلى هذا الأثر؟ إنه بلا فائدةٍ لكِ، أليس كذلك؟»

ردّت بابتسامةٍ خفيفة:
«بالطبع ليس لي أيها التلميذ الغبي، إنه لك».

«لي؟!» اتسعت عيناه من المفاجأة.
«لا أحتاج إليه يا معلمتي، لا داعي لأن تنفقي هذا العدد الكبير من حجارة الروح من أجلي!»

ضحكت وقالت:
«عدد كبير؟ إنها فقط خمسون حجراً روحياً، هذا لا يُعدّ كثيراً أبداً».

صاح مذهولاً:
«هاه؟ خمسون حجراً روحياً ليست كثيرة؟! لكن هذا يعادل حصص 50 شهراً من حجارة الروح لتلاميذ القسم الخارجي يا معلمتي!»

قالت وهي تلوّح بيدها:
«ما الذي تقوله؟ هذا فقط لأنهم من القسم الخارجي ونحن نعطيهم تلك الحصة المحدودة. لو صنعوا الحبوب وباعوها، لجمعوا هذا المقدار في أقل من 3 أشهر. أمّا تلاميذ القسم الداخلي فيحصلون على 10 حجارة روح شهرياً، أي يمكنهم جمع 50 حجراً روحياً خلال 5 أشهر دون عملٍ إضافي. ولو صنعوا الحبوب بأنفسهم، فسيستطيعون كسب هذا المبلغ في أقل من شهر».

ثم تابعت:
«ولا تنسَ التلاميذ النخبة في القسم المركزي الذين يحصلون على 50 حجراً روحياً كل شهر. إن بذلوا بعض الجهد، يمكنهم تحضير عشرات الحبوب النادرة أو المفيدة وبيعها بنفس المبلغ، ولن يستغرق ذلك منهم أسبوعاً واحداً حتى».

أصيب أليكس بالذهول مما سمعه. لم يكن يعلم أن حصص حجارة الروح تختلف بهذا الشكل بين مراتب التلاميذ، لكن ما أدهشه أكثر هو مدى قلة تقديرهم لقيمة ما كان يراه هو كنزاً ثميناً.

«خمسون حجراً روحياً تعادل 500 دولار تقريباً، أي أن تلاميذ القسم المركزي يحصلون على 500 دولار كل شهر…»
فكّر قليلاً ثم ابتسم بخجل.
*«لا، هذا ليس العالم الحقيقي. عليّ أن أتوقف عن مقارنة الأشياء هنا بما أعرفه هناك. هذا عالم المزارعين، ومن الطبيعي أن يكونوا أثرياء». *

ارتفع صوت معلمته مجدداً:
«55 حجراً روحياً!»

وببطءٍ بدأت المنافسة تنتقل من قاعة الأسفل إلى الغرف العليا، حيث لم يبقَ سوى ثلاثة مزايدين: معلمته «ما رونغ»، ورئيس التجار السمين، وشخصٍ ثالث مجهول الهوية بسبب تغيّر الأصوات.

استمرت المزايدة بينهم حتى فاز رئيس التجار بالدرع مقابل 85 حجراً روحياً.

قالت تساي بينغ بصوتٍ واضح:
«السيد في الغرفة B3 قد فاز بدرع الدرجة الأرضية العادية، تهانينا!»

ثم دخل بعض العاملين وحملوا الدرع بعيداً، ووضعوا بدلاً منه قطعةً أخرى مغطاة بقماشٍ رقيق.

لكن هذه المرة، بدا اهتمام الجميع أكبر — فقد كان حجم القطعة صغيراً للغاية، حتى إن القماش استقر مسطحاً تقريباً على الطبق الذي وُضعت عليه.

ولولا النتوء البسيط في منتصف القماش، لظنّ الحاضرون أن الموظفين نسوا إحضار العنصر التالي.

ابتسمت تساي بينغ وهي تلاحظ الحيرة في وجوه الحضور، ثم تقدمت وكشفت القماش لتظهر جسيمٌ أخضر صغير مستدير يشبه الحبيبة.

«حبّة؟ لكنها ليست في زجاجة!»
تفاجأ أليكس، وشعر بشيءٍ خافت في داخله — ذلك الإحساس الذي ينتابه كلما رأى مكوّناً له علاقة بعلم الكيمياء الروحية. غير أن الشعور هذه المرة كان ضعيفاً جداً، مما جعله يشك في أن العنصر ليس مكوّناً كيميائياً بحد ذاته.

قالت تساي بينغ بصوتٍ رسمي:
«أيها السادة والسيدات، العنصر التالي في قائمتنا هو — هذه البذرة».