الفصل 5
الفصل الخامس: امتحان القبول
خرج أليكس من اللعبة ولاحظ أن جسده لا يشعر بالتعب إطلاقاً، بل كان مرتاحاً على نحوٍ غير متوقّع.
إذاً، النوم داخل اللعبة يعمل فعلاً! قال في نفسه بدهشةٍ ممزوجة بالإعجاب.
غسل وجهه واستعدّ، ثم جلس ينتظر رفاقه حتى يخرجوا من اللعبة. وخلال ذلك الوقت قرّر أن يبحث عن معنى الكيمياء.
بحسب ما قرأه على الإنترنت، فإن الكيمياء في لعبة الزراعة الأبدية هي عملية صناعة الحبوب الدوائية.
قرأ بصوت منخفض:
“إلى جانب الأدوات الروحية، تُعدّ الحبوب من أغلى العناصر في اللعبة الزراعة الأبدية.”
أغلق هاتفه عندما بدأ رفاقه يستيقظون، وذهبوا جميعاً لتناول الفطور.
بعد الإفطار، قرّر العودة مجدداً إلى اللعبة، ففعل. وما إن دخل حتى نظر إلى الوقت ليجد أنه لم يتبقَّ سوى 45 دقيقة على بدء اختبار القبول في طائفة هونغ وو.
أسرع بالنزول إلى الطابق الأرضي من النُزل وسأل صاحب المكان عن الاتجاهات. كانت إرشاداته بسيطة:
طائفة هونغ وو تقع في الشمال، وطائفة النمر في الجنوب من مدينة القرمزية.
وعندما سأله أليكس عن طائفة النمر، علم أنها الطائفة التي ينضم إليها المزارعون العاديون.
تمتم أليكس:
“إذن هناك طائفتان في هذه المدينة… لكن فكرة الانضمام إلى طائفة الكيمياء تعجبني أكثر من الطائفة العادية.”
اتجه شمالاً بخطى سريعة، يسأل المارة عن الاتجاه كلما تردّد.
وعندما وصل أخيراً إلى طائفة هونغ وو، فوجئ بما رآه.
كان يقف أمام بوابة ضخمة، ومن خلفها جبل شامخ تتناثر على سفوحه منازل كثيرة.
ذلك الجبل هو أرض الطائفة نفسها.
ولأن الوقت كان يداهمه، سارع بالتسجيل عند البوابة، فحصل على ورقة صغيرة تحمل رقم 174 واسمه يو مينغ وعمره 18 عاماً.
كان على وشك أن يقول اسمه الحقيقي أليكس، لكنه تدارك الأمر في اللحظة الأخيرة.
دخل الخيمة الكبيرة التي نُصبَت داخل البوابة وجلس على الأرض في مكانٍ خالٍ بين العشرات من المتقدّمين الآخرين الذين جلسوا بانتظامٍ مذهل.
بعد دقائق، دخل رجل يبدو في أواخر العشرينات، يرتدي رداءً أخضر مزخرفاً بخيوط فضية، ويبدو ذا مكانةٍ رفيعة.
تَبِعه عشرات الشباب والشابات الذين وقفوا على جانبيه.
قال الرجل بصوتٍ جهوري:
“أيها الجميع، استمعوا جيداً. أنا الممتحِن المسؤول عن اختباركم اليوم.”
وأشار بيده نحو من حوله قائلاً:
“سيقوم تلاميذي بتوزيع حقيبة تخزين وورقة تعويذة لكلٍّ منكم.”
وبالفعل، بدأ الشبان يدورون بين الصفوف، يسلّمون كل متقدّم حقيبة صغيرة وورقة.
قال الرجل:
“لديكم ساعة واحدة لتسمية المائة مكوّن الموجودين داخل الحقيبة. من يتمكّن من تسمية أكثر من خمسين مكوّناً يُعتبر ناجحاً.
تأكدوا أن تكتبوا على ورقة الإجابة رقم تسجيلكم واسمكم.”
ثم غادر الخيمة تاركاً تلاميذه يراقبون الامتحان.
فتح أليكس حقيبته وبدأ يُخرج المكوّنات ليراها، لكن كلّ مرة يظهر فيها اسم غريب على الشكل التالي:
[?????????]
فاللعبة لم تكن تساعده على الإطلاق.
“قالوا إن الاختبار صعب، ويبدو أنهم لم يبالغوا.”
تنهد بيأس، ثم صرف انتباهه وبدأ يعبث بإعدادات اللعبة ليُضيّع خمس عشرة دقيقة كاملة.
وفجأة خطر بباله شيء:
أليس من المفترض أن تُظهر نافذة الجرد كل ما أملكه؟ ماذا لو نظرت إلى المكوّنات من خلالها بدل أن أُخرجها؟
قال بصوتٍ منخفض: “الجرد.”
فانفتح أمامه لوح أزرق يحوي أكثر من مائة عنصر. اختار واحداً بشكلٍ عشوائي ليرى اسمه، لكنه ما زال يظهر كـ ??????.
تنهد مجدداً وكان على وشك إغلاق اللوح حين لاحظ شيئاً في أول خانة من الجرد — أيقونة صغيرة على شكل كتاب.
“طريقة زراعة جديدة؟” تساءل، وحاول أن يضغط على الوصف لكنه ضغط على تعلّم دون قصد.
وفجأة ظهرت أمامه عبارة:
[كيمياء؟]
تجمّد في مكانه، ثم قال:
“طرق الزراعة.”
فانفتح أمامه اللوح الخاص بطرق الزراعة، ولم يكن فيه سوى واحدة.
لكنها كانت على شكل كتاب…؟
تملّكه الحيرة للحظة، ثم تذكّر شيئاً.
هذه الرواية منشورة حصرياً على موقع مركز الروايات
صحيح، أليست الجائزة التي حصلت عليها من الصندوق تحتوي على تقنية؟ لقد نسيت تماماً! ربما هذه هي التقنية المقصودة.
فتح لوحة التقنيات، وهناك بالفعل، في قسم المكتسبات، ظهرت أيقونة كتاب.
ضغط عليها فظهر الوصف التالي:
[دليل حاكم الكيمياء – المستوى 1]
الرتبة: فانية (قابلة للنمو)
المهارات المكتشفة:
تمتلك معرفة بجميع المواد الكيميائية.
يمكنك تعلّم أي وصفة كيميائية فوراً.
احتمال بنسبة +50% لإنتاج حبّة إضافية أثناء عملية الكيمياء.
المستوى 2 مطلوب لفتح المزيد.
“قابلة للنمو؟ ماذا يعني ذلك؟ هل يمكن لهذه التقنية أن تتطور؟”
لكنه تجاهل الأمر مؤقتاً، إذ لفت انتباهه أول سطرٍ في القائمة:
«تمتلك معرفة بجميع المواد الكيميائية.»
“هل هذا يعني…؟”
بدأ الأمل يتسلّل إلى نفسه، فأخرج أحد المكونات من الحقيبة لينظر إلى اسمه.
[ورقة الشوكة الزرقاء]
ابتسم وقال بحماسٍ خافت: “نعم!”
[عشب جذر القرن]
[توت مائي]
لقد نجح الأمر!
أمسك بورقة الإجابة وبدأ يسجل الأسماء بسرعة. لم يكن هناك قلم، لكنه اكتشف أنه يستطيع الكتابة بمجرد التفكير بالكلمة التي يريدها، لتظهر أمامه رموز غريبة تمثلها.
استغرق منه الأمر بضع دقائق ليكتب أسماء جميع المكونات في الحقيبة.
وعند تمام الساعة 9:00 صباحاً، عاد الممتحن إلى الخيمة وهو يعلن بصوت مرتفع:
“انتهى الوقت! ضعوا أوراقكم داخل الحقائب وسلّموها إلى المراقبين.”
سلّم أليكس حقيبته وخرج من الخيمة. علم أنه يمكنهم العودة في الغد عند الساعة 8:00 صباحاً لمعرفة النتائج.
عاد إلى النُزل سيراً على مهل، وعندما وصل إلى غرفته سجّل خروجه من اللعبة. استغرق طريق العودة ساعةً كاملة، لذلك كانت الساعة تقترب من 10:00 صباحاً عندما خلع خوذته.
ما إن نهض من سريره حتى سمع لوغان يصرخ بفرح:
“نعم! فعلتها! اخترقت عالم الحقيقة!”
فسأله إيريك:
“هل استخدمت أي حبوب؟”
أجابه لوغان:
“لا، تلك الحبوب باهظة جداً. الكيميائيون يطلبون حوالي 50 دولاراً حتى لأدناها جودة. لن أهدر مالي عليها إلا للضرورة القصوى.”
لم يشارك أليكس في الاحتفال، بل التفت إلى هاتفه الذي أضاء بإشعار جديد — كانت رسالة من ابنة عمّه.