الفصل 2
الفصل الثاني: الدرس التمهيدي
صوتٌ غامضٌ دوّى داخل رأس أليكس، ففتح عينيه ببطء ليرى أمامه بياضاً لا نهائياً يمتدّ في كلّ اتجاه.
“أين أنا؟ هل هذه اللعبة؟”
ظهر أمامه فجأةً قائمة لتخصيص الشخصية، مليئة بخياراتٍ كثيرةٍ أربكته. لمح في الأعلى زرًّا مكتوباً عليه “اختيار عشوائي” فضغطه من دون تردد.
تكوّنت شخصية جديدة: شعرٌ أسود ناعم طويل، وجسدٌ نحيل، وعينان زرقاوان.
“ليس سيئاً أبداً”، قال في نفسه.
ضغط على موافق.
لم يرد أن يجعل اسم المستخدم “أليكس”، لكنه لم يستطع التفكير باسمٍ مناسب، فاختار العشوائي مجدداً.
“يبدو جيداً”، تمتم وضغط موافق.
في لحظةٍ، تلاشى كلّ شيء إلى البياض مجدداً.
ثم وجد نفسه وسط غابة، تحيط به الأشجار من كلّ جانب، والألوان من حوله زاهية نابضة بالحياة إلى درجةٍ مذهلة.
“هل هذه حقاً لعبة؟”
نظر إلى نفسه، فوجد أنه يرتدي رداءً بسيطاً وسروالاً يشبه ما اختاره لشخصيته.
“إذن هكذا تبدو لعبة الواقع الافتراضي… مدهش.”
كلّ حواسه كانت تخبره بأنه في مكانٍ حقيقي.
“ما الذي عليّ فعله الآن؟”
بدأ يتلفّت حوله، فلم يجد خريطة ولا شريط حياة كما في الألعاب المعتادة. وبعد قليل، لمح كيساً صغيراً مربوطاً بحزام خصره. ما إن أمسكه حتى ظهرت أمامه لوحةٌ هولوجرافية.
كانت تحتوي على عدة خانات، امتلأت منها خانتان فقط.
“ما هذا؟”
لمس الخانة الأولى، فظهرت تعليمات:
[الدرس التمهيدي]
“تعمل هذه اللعبة في الغالب عبر الأوامر الصوتية. قُل «الإعدادات» أو «الحالة» لفتح قائمة الإعدادات أو معلوماتك الشخصية. مهمتك الأولى هي إظهار شريط الوقت والطاقة الحيوية في واجهة العرض. قُل: «الإعدادات».”
“الإعدادات.”
ظهرت أمامه شاشة جديدة مليئة بخياراتٍ عديدة. لم يفهم معظمها، لكنها احتوت على خيارَين يخصّان شريط الطاقة وشريط الوقت. فعّل كليهما.
وفوراً، ظهر في الزاوية اليسرى العليا شريطٌ أخضر يمثل مستوى طاقته الحيوية، وفي الزاوية اليمنى العليا أرقامٌ تشير إلى الوقت، الذي بدا مطابقاً للوقت الحقيقي خارج اللعبة.
[الدرس التمهيدي]
“أحسنت. يمكنك لاحقاً تعديل الإعدادات كما تشاء. الآن، لمعرفة معلوماتك الشخصية، قُل: «الحالة».”
“الحالة.”
ظهرت شاشةٌ زرقاء جديدة تحمل تفاصيل كثيرة:
[معلومات اللاعب]
اسم اللاعب: يو مينغ
الزراعة: بشري (1 طاقة حيوية: 100%)
الجسد: جسد الين المقدّس لحاكم الشمس
الموهبة: حاكم
الجذور الروحية: جذور العناصر الخمسة يِن-يَانغ
طريقة الزراعة: لا توجد
الطاقة الحيوية: 0
“أوه، هذه معلوماتي؟”
تأمّل أليكس الشاشة بدهشة. لم يفهم معظم ما ورد فيها. ثم ظهرت شاشة التعليمات من جديد:
[الدرس التمهيدي]
“الزراعة: هي مستواك الحالي، وتُظهر مقدار الطاقة الحيوية التي تحتاجها للترقية وفرص اختراقك للحدود.
الجسد: يحدد مدى قدرتك على التقدّم في طريق الزراعة، وقد يمنح خصائص إضافية.
الموهبة: تحدد سرعة التقدّم في الزراعة.
الجذور الروحية: تمثل ميولك الطبيعية تجاه العناصر. يمكنك استخدام العناصر التي تملك ألفةً روحيةً معها بسهولة أكبر.
طريقة الزراعة: التقنية التي تستخدمها لجمع الطاقة الحيوية واستعمالها للترقية.
الطاقة الحيوية: مصدر قوتك. كلما ازدادت، أصبحت أقوى، وسرعة جمعها تعتمد على موقعك وطريقتك في الزراعة وموهبتك.”
ازدادت حيرة أليكس أكثر فأكثر. لم يكن يفهم نصف ما يقرأ. لقد دخل اللعبة فقط لأن أصدقاءه الجدد أخبروه بأنها أفضل لعبةٍ حالياً، لا ليواجه هذا السيل من المعلومات المعقدة.
ضغط على التالي، فظهرت مجموعة تعليمات جديدة:
[الدرس التمهيدي]
يمكنك استخدام الأوامر التالية:
تسجيل الخروج: للخروج من اللعبة.
طرق الزراعة: لرؤية الأساليب التي تعلمتها.
الحبوب: لعرض قائمة الحبوب التي تملكها.
التقنيات: لعرض المهارات التي تتقنها.
المخزون: لفتح قائمة الأغراض التي تملكها (من جميع الحقائب أو الخواتم الفضائية).
وأخيراً، تهانينا! لقد أنهيت الدرس التمهيدي. يمكنك الآن فتح الصندوق في مخزونك للحصول على تقنية وسلاح وحبة وطريقة زراعة عشوائية.
أغلق أليكس نافذة الدرس بالضغط على علامة X في الأعلى، وبدأ يجرب جميع الأوامر بصوته، باستثناء “تسجيل الخروج”. وكما توقّع، عملت كلها.
كانت كل اللوحات فارغة باستثناء المخزون.
“حسناً، لنرَ ماذا سيمنحني الصندوق. أتمنى أن تكون الجائزة جيدة.”
ضغط على الصندوق، فظهرت نافذة تأكيد، ثم اختار فتح.
أول ما فحصه كان السلاح.
[سيف فولاذي]
المرتبة: بشريّة
“ما معنى مرتبة بشرية؟ هل هذا جيد أم سيّئ؟ ولماذا لا توجد زيادة في الهجوم أو أي خصائص أخرى؟ كيف تكون لعبة بلا أرقام وإحصاءات؟”
كل ما يعرفه من الألعاب العادية لم ينفعه هنا.
ثم فحص الحبة:
[حبة مانحة للطاقة: 10%]
تمنحك 10 طاقة حيوية.
“ليس سيئاً! ألم تقل الحالة إنني أحتاج طاقةً واحدة فقط للترقية؟”
ابتهج أليكس، لكنه لم يعرف كيف يستخدمها. لم يجد أي زرٍّ لذلك.
“ربما عليّ أكلها مثل الدواء؟”
قالها ووضع الحبة في فمه، فذابت فوراً وانزلقت إلى حلقه.
“نجحت!”
فتح صفحة الحالة مجدداً، فوجد أن طاقته أصبحت 10 Qi فعلاً.
ظهر الآن خيار جديد اسمه [اختراق].
“إذن أستطيع أن أصبح زارعاً الآن؟”
ضغط عليه، لكن رسالة جديدة ظهرت: “تحتاج إلى طريقة زراعة.”
“أوه، لنرَ طريقة الزراعة إذن.”
فتح صفحة طرق الزراعة، فوجد رمز كتابٍ في قسم “جاهزة للتعلّم”.
اختار “الوصف”:
[طريقة امتصاص طاقة السماء المرصّعة بالنجوم]
المرتبة: سماوية
تمتصّ 20 طاقة حيوية في الدقيقة، وتضاعف الكمية أثناء الليل.
“يا للعجب! 20 طاقة في الدقيقة؟ هذا جنون. مهلاً… هل يعني هذا أن الحبة التي أكلتها كانت عديمة الفائدة؟”
بدأ يندم على استعجاله، لكنه قرر أن يتعلم الطريقة فوراً.
اختار “تعلّم”، ثم عيّنها كطريقة الزراعة الأساسية لديه.
“رائع! الآن أستطيع الاختراق، أليس كذلك؟”
ضغط على زر [اختراق] بحماسٍ كبير…