الفصل 15
الفصل الخامس عشر: كتاب سيطرة اللهب
[كتاب سيطرة اللهب
المرتبة: فانية (نامية)
التحكم الكامل في النيران وفق إرادتك.]
قرأ ألكس اللوح الذي ظهر أمامه. فبينما كان الكتاب نفسه يشير إلى أنّ التقنية من المرتبة الفانية، إلا أنّ النظام كشف له معلومة إضافية، إذ أظهر أنها تقنية نامية كذلك.
لم يكن ألكس قد رفع مستوى تقنيته الأولى بعد، لذلك لم يكن يدرك تمامًا ما الذي يعنيه «النمو» في التقنيات. غير أنّه إذا ما قارن الأمر بتقنية «معرفة حاكم الكيمياء» المذهلة، فقد أدرك أن «كتاب سيطرة اللهب» سيكون بالتأكيد تقنية عظيمة الشأن.
كانت الساعة قد مضت منذ دخوله المكتبة، لذا حمل معه كتاب سيطرة اللهب وغادر الطابق الرابع، متوجهًا نحو المدخل.
تقدّم إلى الشيخ المسن وقال:
“أيها الشيخ، أرغب في استعارة هذا الكتاب.”
تناول الشيخ الكتاب ونظر إليه بتمعّن لبضع ثوانٍ، ثم رفع نظره إلى ألكس متسائلًا:
“أأنت متأكد من اختيارك هذا؟ إن كنت قد نفد وقتك، فيمكنك العودة غدًا والبحث عن كتب أخرى.”
لم يظن الشيخ أن ألكس سيختار تقنية من المرتبة الفانية وهو يملك الحق في أخذ تقنية من المرتبة الأرضية مجانًا.
ابتسم ألكس وقال بثقة:
“لا بأس يا شيخ، لم ينفد وقتي. أنا من اختار هذا الكتاب بنفسي.”
أومأ الشيخ برأسه وقال:
“حسنًا إذًا، يبدو أنّ اختيارك ليس سيئًا. فهو من أفضل الكتب في المرتبة الفانية، خاصة أنه يمكن استخدامه في الكيمياء وفي القتال أيضًا.”
ابتسم ألكس في نفسه:
“كنت أعلم ذلك، إذن يمكنني حقًا استعماله في كليهما.”
قال الشيخ:
“حسنًا، ناولني الرمز والبطاقة.”
فتح ألكس نافذة الجرد وأخرج الرمز المعدني والبطاقة وقدّمهما للشيخ. أخذ الشيخ البطاقة ورفعها إلى جبينه وأغلق عينيه، ثم أخرج تعويذة صغيرة ووضعها على جبينه أيضًا.
بعد لحظة، قال الشيخ:
“تمّ تسجيل معلوماتك لهذا اليوم. يمكنك الاحتفاظ بالكتاب لمدة أسبوع. بعد مرور الأسبوع، عليك إعادته في حالة ممتازة. وإن تأخّرت عن الموعد، ستُغرم بخمسين نقطة مساهمة عن كل يوم تأخير. أما إن تسبّبت في تلف الكتاب، فعليك دفع قيمته كاملة بالنقاط.”
أومأ ألكس باحترام وقال:
“شكرًا لك، أيها الشيخ.”
غادر المكتبة واتجه إلى الشوارع المزدحمة في وادي الطائفة.
أنت الآن تقرأ هذه الرواية على موقع مركز الروايات، أكبر مكتبة للروايات العربية، وبدون إعلانات مزعجة. مشاهدتك هنا تساعد المترجمين على تقديم المزيد.
رفع رأسه وقال متعجّبًا:
“همم… يا إلهي! إنها السابعة تقريبًا… هل أمضيت فعلًا ثلاث ساعات داخل اللعبة؟”
لم يكن يرغب في العودة إلى كوخه البعيد، خاصة أنّ الطريق صعودًا مرهق.
تساءل:
“ماذا لو خرجت من اللعبة هنا في الشارع؟”
لكنه تراجع سريعًا:
“لا، لا يمكنني أن أختفي فجأة أمام الناس ثم أظهر مجددًا وكأن شيئًا لم يكن. الأفضل أن أجد مكانًا خاليًا أولًا.”
توجّه نحو زقاقٍ مظلم بجانب أحد المباني. وبعد أن تأكد من خلوّه من الناس، خرج من اللعبة.
استيقظ ألكس من سريره وانتظر رفاقه حتى يسجّلوا خروجهم هم أيضًا. وبعد أن اجتمعوا، تناولوا العشاء ثم عادوا إلى غرفهم، وكلٌّ منهم أسرع إلى سريره ليلتحق بالعالم من جديد.
ما إن عاد ألكس إلى اللعبة حتى وجد نفسه في الزقاق ذاته الذي خرج منه. خرج إلى الشارع الرئيسي وفتح خريطته باحثًا عن وجهته التالية.
كان بحاجة ماسّة إلى نقاط المساهمة، فكل شيء داخل الطائفة يعتمد عليها. لذلك قرّر أن يبدأ بكسب بعض النقاط الآن.
بحسب ما قاله الشيخ في المكتبة، يمكن كسب النقاط من خلال تنفيذ المهام التي تصدرها الطائفة. وهكذا بدأ ألكس بالبحث على الخريطة عن «قاعة المساهمات».
وجدها بعد قليل، ولم تكن بعيدة عنه، فقط على بُعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام. فانطلق نحوها.
كان الليل قد أرخى سدوله، وبدت النجوم تتلألأ في السماء، بينما ارتفعت القمر قليلًا فوق الأفق. أضاءت الطائفة واديها بمصابيح صفراء دافئة علّقتها على المباني والشوارع، فغدت الليلة خلّابة لا تقلّ جمالًا عن النهار.
ورغم حلول الظلام، بدا أن عدد التلاميذ في الشوارع قد ازداد بدلًا من أن يقلّ. وأخيرًا، وصل ألكس إلى قاعة المساهمات.
كانت قاعة ضخمة ذات ممرات واسعة مكتظة بالتلاميذ. احتوت على ثلاث طوابق، خُصّص كلّ منها لمرتبة معيّنة من التلاميذ: الطائفة الخارجية، والداخلية، والنواة.
دخل ألكس عبر الممرات الواسعة ورأى على جانبي الجدران ألواحًا ضخمة كُتبت عليها نصوص كثيرة. ورغم أنها بدت كألواح خشبية عادية، إلا أنها كانت تتمتع بخاصية سحرية، إذ كانت الكلمات تظهر وتختفي عليها باستمرار تمامًا كما في صخرة التصنيفات.
اقترب ألكس وبدأ يقرأ التعليمات المكتوبة على الألواح:
[ساعد في تنظيف وادي الطائفة – 5 نقاط]
[اشترِ الطعام من المدينة – 3 نقاط]
[أنجز بعض المهام لتلميذ الطائفة الداخلية غو زان – 7 نقاط]
[ساعد في صناعة…]
وهكذا دواليك… آلاف المهام البسيطة التي يمكن للتلاميذ إنجازها مقابل نقاط مساهمة. أخذ ألكس يقرأها واحدة تلو الأخرى، باحثًا عمّا يناسبه ليبدأ رحلته نحو الارتقاء داخل الطائفة.