الفصل 145

الفصل 145: القبضة القوية

توقّفت أخيراً وابل القذائف الصوتية التي كانت منغ يون تطلقها. أنزلت نايها، تتنفس بصعوبة، وقطرات العرق تتلألأ على جبينها وهي تحاول استعادة أنفاسها.

كانت العزف المتواصل مرهقاً للغاية، والأسوأ من ذلك أن ذلك الرجل المزعج أمامها تمكن بطريقة ما من تفادي كل هجماتها دون أن تصيبه واحدة.

«إلى أي مدى تصل قدرته على المراوغة؟» تساءلت بدهشة.

أما أليكس، فكان في قمة هدوئه. فالتدريب لأكثر من ست ساعات كل ليلة أصبح عادة لديه في الأيام الأخيرة، ولم يشعر أن هذه المعركة مختلفة كثيراً.

والآن بعد أن انتهى هجومها، جاء دوره للرد.
لكنه لم يضخ طاقته في سيفه هذه المرة، بل أعاده إلى حقيبته.

تفاجأ الجميع في القاعة من تصرفه هذا.

وفجأة، دوّى صوت مألوف في ذهن ون تشينغ:

“استعد لاعتراض الهجوم القادم.”

عندها شدّ ون تشينغ انتباهه وتهيّأ فوراً، فقد شعر أن أليكس على وشك تنفيذ شيء خطير.

قبض أليكس يده، وبدأ بضخ طاقة الـ”تشي” فيها. توهّجت قبضته بضوءٍ أصفر، ازداد سطوعه لحظة بعد أخرى.

في الجهة المقابلة، رفعت منغ يون نايها من جديد وبدأت تعزف نغمة مختلفة، نغمة تُحيط بها بهالة من الطاقة، تدفع أي قوة قادمة بعيداً عنها.

لكن أليكس لم يتردد، فأطلق قبضته المضيئة مفعّلاً لكمة القبضة الحديدية. انطلقت موجة ضخمة من الطاقة على شكل قبضة ذهبية عملاقة نحو منغ يون.

استعدّت منغ يون لتلقي الضربة مستخدمةً تقنيتها الدفاعية، لكن فجأة ظهر شخص أمامها، فصُدمت عندما رأت ظهر زعيم الطائفة بنفسه.

مدّ ون تشينغ كفّه بخفة، ودفعها للأمام برفق.
وفوراً، اختفت الطاقة المندفعة تماماً، وكأنها لم تكن موجودة من الأساس.

قال ون تشينغ بهدوء وهو يسحب يده ويضعها خلف ظهره:

“لقد خسرتِ يا يون يون.”

تجمّدت منغ يون في مكانها، مدهوشة:

“خسرت؟ لكن… لم أتلقَّ الضربة حتى!”

تقدّمت لوه مي بسرعة، وقالت في حيرة:

“ما الذي حدث يا معلّمي؟ لحظة كنت تقف بجانبي، وفجأة ظهرت أمام منغ يون وتقول إنها خسرت!”

أجاب ون تشينغ بنبرة جادة:

“لو لم أتدخل قبل قليل، لكانت منغ يون أصيبت إصابة خطيرة جداً.”

ثم نظر نحو أليكس بتأمل عميق. “تلك الضربة… كانت بالتأكيد في مستوى التهذيب الجسدي، المرحلة الرابعة! لكن… كيف أصبح قوياً إلى هذا الحد فجأة؟”

اقتربت لوه مي من أليكس بابتسامة مشرقة، وبدأت تربّت على ظهره:

“تهانينا على الفوز، يا أخي الصغير!”

“شكراً لكِ، أختي.” أجاب أليكس بخجل.

“ما هو مستوى زراعتك الآن؟ لا أستطيع أن أراه بوضوح.” قالت لوه مي.
عندها توقّف أليكس عن استخدام تقنية إخفاء الهالة الخالدة، فانتشرت طاقته في المكان.

شهقت لوه مي بدهشة وقالت:

“يا للعجب! ما زلت في مرحلة تهذيب العظام فقط، ومع ذلك تغلبت على يون يون التي وصلت إلى المرحلة الأولى من تهذيب الأعضاء! أنت حقاً موهوب، أكثر مني ومن أخينا الكبير في شبابنا!”

احمرّ وجه أليكس قليلاً ولم يعرف كيف يرد.

هذه الرواية منشورة حصرياً على موقع مركز الروايات

وفجأة قالت لوه مي وقد تذكّرت شيئاً:

“آه صحيح! قال المعلّم إنك لم تستخدم بعضاً من تقنياتك أثناء القتال، أهذا صحيح؟”

“نعم، صحيح.” أجاب أليكس بهدوء.

“ولماذا لم تستخدمها؟ هل كنت تستخدم يون يون كخصمٍ للتدريب فقط؟” سألت بفضول.

“بالطبع لا!” رد بسرعة، “لم أكن أحاول تقييد نفسي. فقط… لو استخدمت تلك التقنيات، لانتهت المعركة في لحظة واحدة.”

فتحت لوه مي فمها بدهشة:

“تقول إنك كنت ستفوز فوراً لو أردت؟!”

“نعم، تقريباً.” أجاب بثقة خفيفة.

قالت لوه مي بإعجاب ممزوج بالدهشة:

“واو… كم عدد التقنيات التي لم تستخدمها؟”

فكّر أليكس قليلاً وقال:

“ثلاث رئيسية.”

“رئيسية؟ ماذا تعني بذلك؟”

“أعني أن هناك ثلاث تقنيات قررت ألا أستخدمها أبداً في هذه المعركة، أما البقية… فلم أحتج إليها.” أجاب بهدوء.

اتسعت عينا منغ يون وهي تستمع. لم يكتفِ بالاعتراف أنه قيّد نفسه، بل ألمح أيضاً أنه كان قادراً على القتال بأقل من ذلك! شعرت بأن كبرياءها كمتبارزة تحطّم تماماً.

قالت لوه مي بإعجاب صادق:

“حقاً مذهل، أخي الصغير… إن واصلت بهذا المعدّل، ستصبح قريباً في مستواي!”

وبعد قليل من الحديث اللطيف، غادرت لوه مي ومنغ يون القاعة عائدتين إلى مسكنيهما.

حينها التفت ون تشينغ إلى أليكس وسأله بجدّية:

“ما الذي يحدث يا يو مينغ؟ كيف أصبحت ضربتك قوية إلى هذا الحد؟”

أجابه أليكس:

“كنت أريد إخبارك يا معلّمي، لكن لم أجد الوقت. بعد أن امتصصت جوهر الدم، ازدادت قوة لكمة القبضة الحديدية بشكلٍ هائل.”

أومأ ون تشينغ وقال:

“أشعر بذلك فعلاً. حسناً، أرني الضربة مرة أخرى.”

نفّذ أليكس التقنية مجدداً بكامل قوته. هذه المرة كانت الطاقة أقوى من ذي قبل، تلامس حدود المرحلة الخامسة من تهذيب الأعضاء.

قال ون تشينغ بدهشة:

“إنها أقوى بكثير من قبل… لم تكن بهذه القوة ليلة السبت الماضية، أليس كذلك؟”

“لا، يا معلّمي. والغريب أن هذه التقنية فقط هي التي تطوّرت، أما باقي مهاراتي فبقيت كما هي تماماً.” أجاب أليكس وهو في حيرة.

هزّ ون تشينغ رأسه وقال:

“يبدو أنه لا يمكننا فعل شيء الآن. غداً، اذهب إلى مكتبة الطائفة واقرأ السجلات هناك، ربما تجد شيئاً يفسّر هذا التغيير.”

ولم يكن لدى أليكس سوى أن يطيع الأمر، بينما ظلّت علامات الاستفهام تدور في ذهنه.