الفصل 144

الفصل 144: استمرار القتال

تألّق النصل بضوءٍ أخضر ساطع بينما كان أليكس يستعد لإطلاق الضربة الثانية من سيف السماء المراوغ. عندما رأت منغ يون ذلك، تجهّزت بجدّية واضحة، فقد أدركت أن الضربة القادمة ستكون قوية جداً.

غيّرت نغمة نايها فجأة، لتتحول إلى لحنٍ أكثر حِدّة وعدوانية. تجمعَت طاقة الـ”تشي” أمامها بسرعة، مهددةً بالانفجار في أي لحظة.

تقدّم أليكس خطوة واحدة فقط، ثم أطلق الطاقة من سيفه في ضربة أفقية واحدة، فانطلقت شريحة من الضوء الأخضر باتجاه منغ يون. وفي الوقت ذاته، أطلقت منغ يون الطاقة التي كانت قد خزّنتها، لتتصادم الموجتان في منتصف الطريق.

كما هو متوقّع، دوّى انفجارٌ هائل في المنتصف، باعثاً موجات صدمة قوية نحوهما.
تمكّن أليكس من الثبات في مكانه، بينما اضطرت منغ يون للتراجع خطوة إلى الوراء.

“هل هو أقوى مني؟” فكّرت منغ يون بصدمة. كانت تظن أن تفوّقها في مستوى الزراعة سيجعلها أقوى، لكنها فوجئت بأن خصمها يقف نداً لها.

عندها ازدادت عدوانيتها أكثر، فبدّلت لحن الناي فجأة، لتُطلق منه قذيفة طاقة صغيرة وسريعة كالطلقة نحو أليكس.
تمكّن أليكس بالكاد من تفاديها، لكن سرعان ما جاءت قذيفة ثانية، فحرّك جسده ليتجنبها أيضاً، ثم ثالثة، ثم رابعة…

تتابعت القذائف الطاقية الواحدة تلو الأخرى، بينما كان أليكس يزداد مهارة في تفاديها بفضل حركات القدم المراوغة الخاصة بسيف السماء المراوغ.

“اللعنة…” فكّر وهو يصدّ إحداها. “سيفي من درجة منخفضة، لذا لا أستطيع إطلاق تقنياتي بكامل قوتها.”

حتى الآن، كان أليكس يقاتل خصوماً أضعف منه أو في نفس مستواه تقريباً، وكان سيفه من الدرجة الفانية كافياً لذلك.
لكن أمام منغ يون، التي كانت في مستوى أعلى منه — ولو بفارق بسيط — أصبح السيف عبئاً أكثر مما هو سلاح.

على الجانب الآخر، كان ون تشينغ ولوه مي يشاهدان المعركة بصمت، يتأملان سير القتال باهتمام.

سألت لوه مي مستخدمةً حاسة الوعي الروحي:
“هل تعتقد أن أخي الصغير قادر على الفوز يا معلّمي؟”

أجاب ون تشينغ بعد تفكير قصير:
“همم… صعب القول. يبدو أن مهاراته غير كافية لاختراق هجماتها المرتدة. حتى الضربة الثالثة من سيف السماء المراوغ لن تكون كافية لزعزعة توازنها، خاصةً أنه لا يمتلك جذر روحٍ من نوع الخشب.”

ثم أضاف بعد لحظة:
“لكن، لو كان يمتلك سلاحاً من نفس درجة نايها، لكان الفوز من نصيبه بسهولة. إلى جانب ذلك، هناك عدّة تقنيات لم يستخدمها بعد، ولو فعل، لامتلك أفضلية واضحة. يمكنك القول إنه يقاتل وكأن يديه مقيدتان خلف ظهره.”

اتسعت عينا لوه مي بدهشة:
“هاه؟ ألم تُعطه سلاحاً لائقاً بعد؟”

أجاب ون تشينغ وهو يهزّ رأسه:
“لقد اقترحت ما رونغ أن أعلّمه القتال دون الاعتماد على أي مساعدات خارجية. لذا أعطيته سيفاً عادياً من الدرجة الفانية، وأخفيت علاقته بي. هذا أيضاً حماه من الوقوع في مشاكل مع تلاميذ الشيوخ الآخرين.”

قالت لوه مي بعبوس:
“ليس تماماً. ابن التاجر هوو الثاني يلاحق أخي الصغير منذ فترة.”

رفع ون تشينغ حاجبيه وقال متعجباً:
“ابن هوو زيمين؟ هوو تو، أليس كذلك؟ ما الذي يريده من يو مينغ؟”

أجابت لوه مي:
“بحسب ما أخبرني به أخي الصغير، حاول هوو تو شراء حبوبه بعشر أحجار روح فقط، وعندما رفض، غضب. ومنذ ذلك الحين، أرسل بعض أتباعه لمضايقته، لكن أخي الصغير تمكّن من التعامل معهم بسهولة.”

تنهد ون تشينغ وقال:
“لم يخبرني بأي شيء عن ذلك.”

ابتسمت لوه مي وقالت:
“لم يكن هناك داعٍ لذلك يا معلّمي. لو احتاج المساعدة، كنتُ سأتدخل بنفسي.”

قال ون تشينغ بأسى:
“ربما. لكن السماح لأي شخص بشراء ما يشاء داخل الطائفة مقابل أحجار الروح يسبب مشاكل أحياناً. نحصل على قمامة مثل هوو تو، الذي لا يعرف سوى التباهي بأموال والده وجمع الأتباع لخدمته. على الأرجح لم يُرفض في حياته من قبل في أي شيء. لو كان الأمر بيدي، لطردته من الطائفة فوراً.”

ثم أطلق تنهيدة طويلة وأكمل:
“لكن للأسف، بسبب تجارتنا مع مجموعة التجار ثلج النصر، لا يمكنني ذلك. لا أفهم كيف أنجب هوو زيمين ولدين مختلفين تماماً في الشخصية والموهبة.”

حاولت لوه مي تغيير الموضوع قائلة:
“دعنا نترك هذه الأمور يا معلّمي. أخبرني أكثر عمّا قلته بشأن أخي الصغير.”

سألها ون تشينغ:
“بشأن يو مينغ؟ أي جزء تحديداً؟”

“الجزء الذي قلت فيه إنه لا يستخدم عدداً من تقنياته بعد، هل هذا صحيح؟”

أومأ ون تشينغ وقال:
“نعم. من بين التقنيات الخمس التي علمته إياها، لا يستخدم سوى اثنتين فقط. كما أنه لم يستخدم أيّاً من التقنيات التي تعلمها في طائفة هونغ وو. بعض تلك التقنيات كانت ستحسم المعركة في ثوانٍ لو استخدمها، لكنه على ما يبدو لا يريد ذلك، بل يحاول القتال بشكل طبيعي.”

هزّ رأسه قائلاً:
“لكن إن لم يبدأ باستخدام تقنياته الأخرى قريباً، فقد يخسر هذه المعركة. آمل ألا يفعل ذلك.”

أعادت لوه مي نظرها نحو المعركة الدائرة بين أخيها الصغير ومساعدتها المخلصة منغ يون، وهمست لنفسها:
“هل يمكنه فعلاً الفوز عليها؟”

وسرعان ما ستحصل على الجواب.