الفصل 13
الفصل الثالث عشر:
كان الحجر الأبيض بحجم يقارب 3 سنتيمترات طولًا و2 عرضًا و1 سماكة. قطعة مستطيلة شفافة من الحجر، يغلب عليها اللون الأبيض، غير أنّ داخلها بدا كأنه سُحب دقيقة متجمدة في أعماقها.
لم يسبق لأليكس أن رأى شيئًا كهذا من قبل.
“هل يُعقل أن يكون هذا أيضًا نوعًا من الحبوب؟” تساءل في نفسه، ثم ركّز نظره على الحجر قليلًا، فظهرت أمامه لوحة مضيئة تحمل ثلاث كلمات فقط:
[حجر الروح العادي]
“حجر الروح العادي؟ ما هذا؟” ازدادت حيرته أكثر فأكثر. كان قد استعجل في تعلم أساسيات اللعبة حين بدأ، ولم يتعمق في التفاصيل الصغيرة التي اعتبرها غير ضرورية آنذاك.
رفع الحجر بين أصابعه وسأل التلميذ قائلاً:
“ما هذا بالضبط؟”
أجاب التلميذ من الطائفة الداخلية على الفور:
“ذلك حجر روح.”
“حجر روح؟” كرّر أليكس باستغراب.
نظر إليه التلميذ بدهشة وقال:
“ألم ترَ حجر روح من قبل؟”
“لا، هذه أول مرة أسمع عنه وأراه.” أجاب أليكس بصراحة.
ابتسم التلميذ وقال بنبرة خفيفة:
“هذا حجر روح عادي. في داخله طاقة حيوية يمكنك امتصاصها أثناء الزراعة لتقوية مستواك. كما يمكنك استخدامه كعملة للتبادل، فغالبية المزارعين لا يتعاملون إلا بحجارة الروح في تجارتهم.”
بدت على وجه التلميذ ملامح تسلية واضحة، وكأنها المرة الأولى التي يصادف فيها مزارعًا يجهل أمرًا بديهيًا كهذا.
ثم أشار بيده نحو الباب قائلًا بفتور:
“هيا، لا تُضِع وقت الآخرين. يمكنك العودة بعد شهرٍ كامل لتستلم حبّة شفاء صغرى وحبّة تعزيز الطاقة وحجر روح آخر.”
لم يُجب أليكس، بل وضع الأشياء الثلاثة في حقيبته بهدوء، ثم انحنى بخفة شاكرًا وغادر الغرفة.
الآن بعد أن حصل على لوحة الاسم، بات بإمكانه الذهاب إلى المكتبة للحصول على كتاب. فغادر قاعة التلاميذ متجهًا نحوها.
وبينما كان في طريقه إلى الخارج، لفت انتباهه الحجر الأسود الضخم الذي كان يحمل تصنيفات جميع تلاميذ الطائفة. حتى الجهة الخلفية منه كانت تحتوي على قائمة أخرى من الأسماء، تتبدّل وتتغير كل ثانية كما في المرة الأولى، بنفس السحر والغموض.
لكن ما أثار انتباهه هذه المرة هو أنّ التصنيف لم يعد يُسمّى “نقاط المساهمة”، بل أصبح يُدعى “إنجازات الكيمياء”.
اقترب بسرعة ليتأكد، فوجد أنّ الجهة الأمامية ما زالت تحمل تصنيف المساهمات، بينما الجهة الخلفية تخصّ إنجازات الكيمياء. بدا أن الحجر يعرض تصنيفين مختلفين في الوقت نفسه، وكان قد فاته أحدهما بسبب استعجاله سابقًا في الدخول إلى القاعة.
نظر إلى الأسماء المنقوشة على الجهة الخلفية.
كان وان لي لا يزال في المركز الأول، وتشو مي في المركز الثاني، لكن فان رُووقانغ لم يعد في المركز الثالث بل في الرابع، بينما احتلّ الثالث شخصٌ يدعى سونغ زون.
لم يكن اسم سونغ زون ضمن العشرين الأوائل في تصنيف نقاط المساهمة، مما زاد من ارتباك أليكس.
“‘إنجازات الكيمياء’… مصطلح غامض جدًا. على أي أساس يُحسب هذا التصنيف؟” فكّر، ثم قال لنفسه:
“سأعرف ذلك لاحقًا.”
وقبل أن يبتعد، لفت نظره شيء آخر… اسمه.
كان مكتوبًا في أسفل القائمة: يوي مينغ.
توقّف لحظة يتأمل الاسم، ثم ابتسم بخفة وغادر.
عاد إلى المكتبة، حيث كان الشيخ المسؤول يقف عند المدخل يتسلّم لوحات الأسماء من التلاميذ ويناولها لآخرين.
تقدّم نحوه وهو يحمل لوحته الجديدة في يده.
قال الشيخ دون أن يرفع رأسه:
“لوحة الاسم.”
ناول أليكس لوحته. تناولها الشيخ تلقائيًا ورفعها إلى جبينه، لكن ما إن نظر إلى محتواها حتى عقد حاجبيه وقال بنبرة متفاجئة:
“أيها الفتى، لماذا لا تملك نقطة مساهمة واحدة؟”
توتّر أليكس وأجاب سريعًا:
“أيها الشيخ، لقد انضممت إلى الطائفة اليوم فقط، لذا لم تتح لي الفرصة بعد لكسب أي نقاط.”
تنهّد الشيخ وقال بصرامة:
“إن لم تملك نقاط مساهمة، فلا يمكنك الدخول. كل كتاب في الداخل يحتاج إلى نقاط لاستعارته. وكلما ارتفع مستوى الكتاب، ارتفع الثمن. حتى أرخص الكتب يتطلب مئة نقطة على الأقل.”
ثم أضاف:
“اذهب إلى قاعة المساهمات، تسلّم بعض المهام، اجمع نقاطك، ثم عد لاحقًا. أي محاولة غير ذلك ستكون مضيعة لوقتك.”
ناول الشيخ لوحة الاسم إلى أليكس مجددًا، لكن هذا الأخير لم يأخذها مباشرة، بل قال بهدوء:
“أيها الشيخ، صحيح أنني لا أملك نقاط مساهمة الآن… لكن لديّ هذا.”
وأخرج من حقيبته الرمز المعدني الفضي الذي كان بحوزته.
“قيل لي إن بإمكاني اختيار أي كتاب من درجة الأرض أو أقل مجانًا من المكتبة.”
تأمّله الشيخ بعينين ضيّقتين وقال متفاجئًا:
“رمز مكتبة فضي؟!”
لقد بدا عليه الذهول، فهو بالكاد يرى رموزًا نحاسية بين الحين والآخر، أما الرموز الفضية فكانت نادرة جدًا.
سأله باستغراب:
“من أين حصلت عليه يا فتى؟”
“الشيخ لانغ أعطاني إياه هذا الصباح.” أجاب أليكس بصراحة.
أومأ الشيخ برأسه وقال بإعجاب:
“تلميذ من الطائفة الخارجية يحصل على رمز فضي؟ لا بد أنك أبليت بلاءً حسنًا في اختبار الدخول.”
ثم أعاد إليه اللوحة والرمز قائلًا بابتسامة خفيفة:
“حسنًا، يمكنك الدخول. وبما أنك من الطائفة الخارجية، يمكنك الصعود حتى الطابق الخامس. اختر أي كتاب ترغب به من هناك، طالما أنه من درجة الأرض أو أدنى، يمكنك استعارته مجانًا لمدة أسبوع.”