الفصل 96: التحليق فوق
أنتم الآن تقرؤون رواية مُترجَمة بالذكاء الاصطناعي الخاص بموقع مركز الروايات.
النظام ما يزال في مرحلة التعلّم، لذلك ستلاحظون تحسّنًا مستمرًا في الترجمة.
🔔 نرحّب بأي اقتراحات لتحسين الترجمة، خصوصًا حول المصطلحات الدينية الكفرية التي لا ترضي الله عز وجل، مع اقتراح البدائل المناسبة لها.
للتواصل: استخدموا خانة "DISCORD" الموجودة في القائمة الرئيسية للموقع.
مقاطعة لونغمن
على جانب طريق وطني
انتصبت بعض المباني
كانت الكثافة منخفضة، فلا يظهر إلا بيت أو بيتان منخفضان كل عشرات الأمتار
أمام بيت سكني من ثلاث طبقات كانت تقف حافلة صغيرة وحافلة كبيرة، لكن المركبتين كانتا مهترئتين، وقد ظهر الصدأ في مواضع كثيرة
كانت في أجزاء من الحافلة الصغيرة ثقوب صغيرة تكشف داخل المركبة
كان الطريق الوطني هادئًا جدًا؛ وتحت ضوء الشمس لم يُرَ زومبي هائم واحد
حينها
وووش، وووش، وووش—
هدير عظيم يقترب من بعيد ويفتت سكون المكان
كانت مروحية
من سطح المبنى الصغير المجاور للحافلة الصغيرة اندفع عدة أشخاص بسرعة
لوّحوا بذراعيهم بحماس وصرخوا بجنون كأنهم يحاولون لفت انتباه المروحية في السماء
واصل ناجون آخرون، رجالًا ونساء، الاندفاع من الدرج خلفهم، يقفزون ويهتفون بحماسة
لكن لخيبتهم
إما أن المروحية في السماء لم ترهم، أو أنها لم تكن تنوي إنقاذهم
لم تُبطئ سرعتها وواصلت الطيران في اتجاهها الأصلي
وما هي إلا برهة حتى ابتعدت عن المبنى الصغير وغابت عن أنظار الجميع
وتركت على السطح مجموعة من الناجين الخائبين
كانت شابة بشعر أشعث قد بدأت تبكي، فَقَرْفَصت على الأرض تضم ركبتيها وتنتحب
«يا آ تشن، لا تبكي بعد الآن»
«ما داموا ليسوا هنا لإنقاذنا فسننقذ أنفسنا. سيكون الجميع بخير»
تقدّم رجل آخر، كانت ثيابه متسخة ومبعثرة، يبدو في الثلاثينيات ووجهه مكسوّ بشَعْر قصير، وربت كتف الشابة ليواسيها
لم يكن هذا سوى الأخ لي الذي أنقذه فريق قتال الأصل الأخضر عند حدود مدينة شِن من قبل
وأما الآخرون فكانوا بلا شك رفاقه السابقين
وفي هذه اللحظة تقدّم مزيد من الناس لمواساة آ تشن التي كانت تقرفص وتبكي
«آ تشن، ما زلنا جميعًا معك. سنبقى إلى جانبك ونجد مكانًا آمنًا لنعيش معًا»
عند سماع مواساة الرفاق هدأت آ تشن بعض الشيء، ومسحت دموعها ومخاطها بكُمّ داكن متّسخ، ثم نهضت ووجهها مخطّط بالدموع وشكرت رفاقها
«شكرًا لكم جميعًا، وجودكم نعمة. لقد خذلت نفسي للحظة ولم أتمالكها»
لم يلمها أحد
لأن قلوب الجميع امتلأت هي أيضًا بالخيبة
في ذلك اليوم حاصرهم الزومبي عند حدود مدينة شِن، فأنقذتهم قافلة قوية غامضة، لكن أفراد القافلة لم ينووا اصطحابهم
ولم يكن بوسعهم إلا إصلاح مركباتهم والمغادرة سريعًا
وتابعوا التقدم نحو وجهتهم الأصلية، مدينة غوانغيوان
وفي الطريق واجهوا صعوبات ومخاطر كثيرة من جديد، ولحسن الحظ لم تكن حدّتها كالسابق، فتجاوزوها بلا خطر كبير
ولم يعد الأخ لي يجرؤ على دخول الممرات الضيقة التي يعسر فيها الالتفاف؛ فقد صار لديه رهاب
وبعد عناء معظم اليوم بلغوا موقعًا في مقاطعة لونغمن التابعة لمدينة غوانغيوان
بعد وصولهم إلى مقاطعة لونغمن—لا يُدرى أكان حظًا حسنًا أم سيئًا—بدأت الحافلة الصغيرة المتهالكة تتعطّل
وبالكاد ساقوها قسرًا حتى هذا الطريق الوطني، وهناك تعطّلت تمامًا في الطريق
وصادف أنهم قرب هذا المبنى الصغير، فتكاتفوا ودفعوا الحافلة الصغيرة وأوقفوها أسفله
ولمّا رأوا أن الوقت تأخر قرروا المبيت في هذا المبنى الصغير ليلةً
ولحسن الحظ، بعد أن كسروا الباب، لم يجدوا بشرًا ولا زومبيًا داخله، ما جعل الجميع، وقد استعدّوا للقتال، في غاية السرور
أعادوا إحكام الأبواب والنوافذ في الطابق الأول واستقروا مؤقتًا هنا
وبعد تفقد الحافلة الصغيرة المتضررة فهم الأخ لي على نحو تقريبي موضع العطل
ولم يكن بالإمكان إصلاحها
فالمكان وإن لم يكن مقطوعًا تمامًا، إلا أنه ناءٍ إلى حد كبير
وإلى جانب عثورهم على بعض الطعام في المبنى الصغير اقترح الأخ لي أن يستقروا هنا أولًا، ويتخذوه قاعدة مؤقتة، يخرجون نهارًا للبحث عن المؤن والمركبات، ويختبئون ليلًا هنا للراحة
نال هذا الاقتراح موافقة الجميع بالإجماع
فالمباني هنا متباعدة والسكان قلّة، وبالمقابل عدد الزومبي ليس كبيرًا، ما يضمن قدرًا من الأمان
وفي الليلة الماضية اختبأوا في المبنى الصغير ولم يصادفوا زومبيًا واحدًا يزعجهم
خططوا لتبديل المركبات، لكن تبديلها بسيارات عادية لم يمنحهم شعورًا بالأمان مطلقًا
وفوق ذلك كانوا أكثر من عشرة أشخاص، ولن يتّسع لهم إلا بثلاث أو أربع سيارات، وكل منهم يحمل كومة كبيرة من الأمتعة
في تلك الأيام استقرّوا في هذا الجو الآمن نسبيًا
وخلال هذه الفترة وجدوا سيارة أولًا ببطء، ثم فتّشوا بحذر حولهم، وأخيرًا أمضوا يومين حتى عثروا على حافلة كبيرة ملطخة بالدماء في مكان بعيد، وقادوها عائدين من غير تذمّر
لكن وقود الحافلة الكبيرة كان قليلًا، فقاد الأخ لي بعض الناس لجمع الوقود من المركبات المهجورة، وأمضوا يومًا كاملًا آخر لملء خزان الوقود الكبير سعة 400 لتر
وجعلتهم هذه الأيام المستقرة نسبيًا هنا يدركون مجددًا أهمية الموقع
فالأماكن منخفضة الكثافة السكانية ألطف كثيرًا من المناطق الحضرية
وبينما تراودهم مشاعر التعلق والتردد حول مغادرة هذا المأوى المؤقت جاءهم الزلزال
وقبيل الزلزال ليلة بلا ضوء شمس، ثم مطر حمضي
دوّختهم الضربات جميعًا
العالم ما يزال هو العالم، لكنه لم يعد الذي يألفونه
ولحسن الحظ لم يدم المطر الحمضي طويلًا، فتوقف بعد نصف يوم، لكنهم ذاقوا تلك الليلة مجددًا طعم مضايقة الزومبي ليلًا
ظهر أكثر من عشرة زومبي لا يُعرف من أين تجمعوا أسفل المبنى
وانهارت مرة أخرى فرضية الأمان في مأواهم
وما زال عليهم تغيير المكان
بصعوبة تمسّكوا حتى اليوم التالي، وطلعت الشمس في موعدها، لكنهم لم يجرؤوا على الخروج، إذ لم يتأكدوا هل سيهطل ذلك المطر الحمضي المرعب مرة أخرى أم لا
وبعد انصراف الزومبي نهارًا نزل الأخ لي ومعه بعض الناس ليتفقدوا المركبات في الأسفل
فإذا بالحافلة الصغيرة الأصلية قد انتهت تمامًا
وأما الحافلة الكبيرة التي عثروا عليها قريبًا، فعدا تآكل إضافي وصدأ، فبخير عمومًا، وبعد التشغيل والفحص لم تظهر مشكلات
أي إن وسيلة الرحيل ما تزال متاحة
لكنهم قرروا بالأمس الانتظار يومًا آخر ليتأكدوا من أن المطر الحمضي لن يعود حقًا
وجاء بعد ذلك يوم صحو كامل
فالتقطوا أنفاسهم ارتياحًا
وخطة الرحيل كانت بعد ليلة أخرى
ثم جاء اليوم
وما إن استيقظوا وبدؤوا يحزمون الأمتعة حتى جاءهم من السماء صوت مروحية
فأسرعوا إلى السطح بأقصى ما يستطيعون، يريدون لفت انتباه المروحية الغامضة ومعرفة مزيد من الأخبار
لكن المشهد الذي حدث كان ما رأوه للتو
فقد لم تتوقف الطائرة وابتعدت طائرةً
وبخيبة أمل لم يكن أمامهم إلا العودة إلى الأسفل ليواصلوا حزم الأمتعة. ووفق الخطة عليهم اليوم أن يغادروا ويواصلوا البحث عن ذلك المكان الغامض ذي الأسوار العالية
«آ تشن، لنبذل جهدًا معًا»
وأثناء حمل الأمتعة ابتسمت امرأة طويلة القامة جميلة لآ تشن التي كانت تبكي قبل قليل
«شكرًا لك يا أختي لي، سأبذل جهدي أنا أيضًا»
وبعد أن قالت ذلك عانقت المرأتان بعضهما برفق
«يا لي تساي، بعد أن تُتمّي نقل هذه الأشياء ادخلي السيارة، أما الأشياء الكبيرة في الخلف فندعها للرجال»
ومرّ الأخ لي في هذه اللحظة وهو يحمل حقيبتين ثقيلتين من الأمتعة، وقال مبتسمًا للمرأة التي تكلّمت للتو
«لا داعي يا أخي لي، أستطيع حملها. دعني أساعد أيضًا»
أجابته لي تساي مبتسمة
كانت ترى أن هذه أمور في حدود قدرتها، وعليها أن تقوم بما تستطيع. فالأخ لي والرجال الآخرون يخرجون كثيرًا ويتحملون مخاطر كثيرة
وخطر ببالها خاطر: في المستقبل، حين يخرج الأخ لي والآخرون، لِمَ لا تخرج معهم لتساعدهم