الفصل 87: صعوبات في إنتاج الطلقات

غادر تشين جين صالة الألعاب ووصل بعد وقت قصير إلى مستودع في القاعدة

كان المكان مليئًا بآلات متنوعة، من أدوات تشغيل كبيرة مجهولة إلى مفكات صغيرة ومفاتيح ربط

لقد كان بوضوح مكانًا مخصصًا للمعالجة والصناعة

وما إن دخل حتى رأى رجلًا يقف عند طاولة فولاذية يعبث بشيء ما

لي تشيون، قلتَ أمس إن عندك شيئًا تريد عرضه عليّ، ها أنا ذا

كان الرجل الواقف عند الطاولة هو لي شو الذي أُنقِذ في وقت سابق

وحين سمع الصوت من خلفه استدار، وبعد أن رأى من القادم سارع لاستقباله وقال

آه، السيد تشين، أخيرًا وصلت، تعال وانظر، هذا شيء صممته للتو

وأثناء كلامه قاد تشين جين الفضولي إلى الداخل أكثر

وتوقف عند الطاولة الحديدية، ثم أمسك بورقة كبيرة وأشار إلى بعض الرسوم عليها وهو يشرح

هذه بعض الأفكار التي خطرت لي مؤخرًا بعد أن تفحّصت أسوار القاعدة ومحيطها

انظر، هذا هو السور، أرى أن سورنا الحالي بسيط جدًا، ولا توجد مبانٍ كثيرة حول القاعدة، لذا يمكننا تمامًا تثبيت هذا النوع من التركيبات على الأرض أسفل السور

وأقرب الرسم ليكون أوضح أمام تشين جين

على الأرض نستطيع نصب كثير من هذه التركيبات من أسلاك مع دعامات ثابتة، فإذا دُقّت هذه الدعامات عميقًا في الأرض ستكون متينة جدًا، ويمكن شدّ حبال فولاذية أو أسلاك عليها، فتُصدّ الزومبيات الهادرة فورًا

حبل فولاذي واحد مشدود بين دعامتين يكفي لتحمّل صدمة عشرات الزومبيات لفترة قصيرة

وبهذه الطريقة حين تحاصرنا أعداد كبيرة من الزومبيات يمكن صرفها بدلًا من أن تتجمع كلها أسفل سور قاعدتنا

ثم إنك قلتَ إن القاعدة ستتوسع لاحقًا، لذا حين يخرج أفرادنا للعمل يمكنهم أيضًا استخدام هذه الطريقة لإقامة محيط دفاعي

إنه قادر بفاعلية على حجز الموجة قبل اندفاع الزومبيات، فالزومبيات بلا ذكاء، وإذا ضُبط ارتفاع السلك الفولاذي جيدًا فسوف تُصدّ بالكامل، وعلى الأقل سيقلّل سرعتها مانحًا أفرادنا وقتًا للتصرف والانسحاب

نظر تشين جين إلى المخطط في يده وهو يصغي لشرحه، وراح يومئ بلا انقطاع

لقد كانت طريقة جيدة فعلًا

فهذه الطريقة تكلفتها شبه معدومة ولا صعوبة فيها، ويمكن صنعها بمواد بسيطة

بل إن المواد اللازمة يمكن إيجادها ضمن مخزون القاعدة الحالي

وحتى لو خرّبتها الزومبيات فالأمر هيّن، تُستبدل وتُستعمل مجددًا

إنها فكرة صغيرة منخفضة التكلفة عالية العائد

أومأ تشين جين برضى وربّت بخفة على ذراع لي شو معبّرًا عن استحسانه

لا بأس، طريقتك جيدة، وحين تجهز المواد إن أحطنا قاعدتنا بها مرات عدة فستعزّز دفاعنا حقًا

لكن عليك تنقيح بعض التفاصيل، مثل ارتفاع السلك الفولاذي، يجب أن يصدّ الزومبيات وفي الوقت نفسه يتيح لأفرادنا المرور بسهولة، ومن الأفضل أيضًا تصميم آلية تشغيل عن بُعد من على السور، لنرفعه عند الحاجة ونسحبه عند عدمها لزيادة التخفي

عمومًا الفكرة ممتازة، واصل التعمّق فيها

سأزيد لك نقاط المساهمة لاحقًا، واصل العمل الجيد، هاها

كان في مزاج حسن

وقد خطرت بباله بخفة الكلمات التي نشرها في مجموعة البقاء سابقًا، فإذا بها تجذب أصحاب موهبة

لم تذهب جهوده سدى

موقع مركز الروايات يقدم هذه الرواية دون أي إعلانات مزعجة، ووجودك معنا هو دعم للمترجمين والقراء العرب.

حقًا قد يعادل دور الموهوب قيمة عدد كبير من الآخرين

وكان يأمل أن يواصل لي شو ابتكار مزيد من الأفكار الجيدة لاحقًا

للأسف لم يأتِ في ذلك الوقت سوى شخص واحد من مجموعة البقاء، وتساءل كيف حال الباقين الآن

وبعد أن اطلع على الأمر تحدث قليلًا مع لي شو ثم همّ بالمغادرة

في مبنى مصنع على طرف القاعدة، كان هذا بالأصل مستودعًا كبيرًا، وقبل زمن النهاية لم يُشَيَّد منه سوى الهيكل، ولم يُرتَّب لتجهيزه وإدخال أدوات كثيرة إليه إلا مؤخرًا

وصل تشين جين إلى هنا بعد توديعه لي شو

وكانت الآلات في المصنع في هذه اللحظة تزأر بلا انقطاع، وكأنها منهمكة بالفعل في إنتاج ما

وكان عدة رجال في الداخل يتناقشون بحماسة، ولم يلحظوا وصول تشين جين بسبب ضجيج المكان

ولم ينتبهوا إلا حين وقف بجانبهم وقال بصوت عالٍ

المدير دونغ، كيف الأمور عندكم

عندها فقط تنبّه هؤلاء إلى وصول السيد تشين إلى المصنع

فسارعوا بالتحية قائلين: أوه، السيد تشين، نعتذر، كنا في نقاش والأصوات هنا عالية فلم نلحظ قدومك

نعم، كان الموجودون في هذا المصنع هم دونغ هوي ووانغ بين وعدة مساعدين عُيّنوا لهما سابقًا

ومنذ أن أُنجزت مراحل إنتاج المتفجرات قبل مدة، طلب تشين جين من دونغ هوي أن يتحوّل مؤقتًا إلى أمور أكثر أهمية

أما هذه الأمور الأهم فكانت بطبيعة الحال تصنيع الطلقات

ولابد من القول إنها مسألة شاقة

فالطلقة صغيرة، لكن التقنية الكامنة فيها كبيرة

ومع أن دونغ هوي خبير تقني أيضًا، إلا أن تخصّصه في الكيمياء

والتخصصان بينهما فجوة واسعة

وبعد أن نقله تشين جين ليتولّى إنتاج الطلقات لم يُحرَز بعدُ تقدم جيد

المواد ليست مشكلة

النحاس الأصفر وخلائط شتى والبارود، كل ذلك متاح بوفرة

لكن بعد أيام من الضبط والإنتاج بقيت الطلقات التي ينتجها دونغ هوي وفريقه غير مُرضية

وقبل زمن النهاية كان تشين جين قد حصل عبر قنوات خاصّة على عمليات تفصيلية لإنتاج الطلقات ونقاط انتباه متعددة وحتى نسب خلط البارود

تبدو الطلقة بسيطة، لكن ما ينطوي عليه تصنيعها من تقنيات ومعارف واسع جدًا

فمجرد نسب خلط البارود يجب أن تكون دقيقة للغاية لضمان قدرة الانفجار وثبات البارود

أما عملية التصنيع فأعقد من ذلك

فعمومًا تمر بالمراحل التالية: كبس النواة ← كبس أولي للمخروط الخلفي ← كبس القاعدة السفلية ← تشكيل المخروط الخلفي ← تجاوز القطر الاسمي قليلًا ← درفلة الأخدود ← معايرة المقاس ← الوزن ← فحص المظهر

وأخيرًا لا تُعدّ الطلقة منتهية إلا بعد أن تجتاز جميع المراحل الفحص

وقبل زمن النهاية اشترى تشين جين كل أدوات التشغيل الصغيرة اللازمة، وجهّز خطي إنتاج

وبعد زمن النهاية جعل فريق القتال يركّز على البحث عن المواد المرتبطة وفق قوائم احتياجات

وبعد أن وجد دونغ هوي تلقّى هذا الأخير إرشادًا خبيرًا في البارود فتجاوز كثيرًا من العقبات مباشرة

وخلال الأيام الماضية أنتجوا طلقات وفق البيانات التي وفّرها تشين جين، لكن المشكلة كانت في نسبة المردود

السيد تشين، مهما ضبطنا الآلات في هذه الأيام، ومهما قارنّا الطلقات المعيبة بالجيدة، لم نستطع رفع نسبة المردود، نعتذر بشدة

اعتذر دونغ هوي بادرًا إلى السيد تشين

فهو بالطبع يعرف ما تعنيه الطلقات في زمن النهاية

ولذلك فمهما واجهتهم من صعوبات في مثل هذا الشيء فلا بد من حل

وكان تشين جين يتابع وضع إنتاج الطلقات في هذه الأيام

لكنه لم يتوقع أن دونغ هوي، وهو يقود مجموعة تتقن تشغيل أدوات العمل، لا يزال بعد أيام من البحث عاجزًا عن اكتشاف سبب ارتفاع العيوب

ما نسبة المردود الحالية، وهل لديكم اتجاه عام للمشكلة

سألَ مَن في المصنع، فالأمر مهم جدًا وكان يراقبه منذ أيام

نسبة المردود الحالية نحو 5% فقط، وهي منخفضة جدًا، وهذا يعني أنه من كل 1000 طلقة ننتجها لا تصلح سوى نحو 50 للاستخدام، والباقي فيها مشكلات متفاوتة ولا يُنصح باستعماله، فالقسر على استعمالها يحمل خطر فشل الإشعال أو حتى انفجار السبطانة

أما اتجاه المشكلة فنحن نشتبه الآن بأن دقة إنتاج هذه الآلات غير كافية، ليست مشكلة في الآلات نفسها، بل مشكلتنا نحن، أي نقص خبرتنا في إجراءات التشغيل وتشغيل الآلات، وهو ما يؤدي إلى عدم انخفاض نسبة العيوب

والطلقة تتكوّن من أربعة أجزاء: الظرف، والكبسولة، والبارود الدافع، والرأس، والعائق الآن أساسًا في جزء الرأس، فالرؤوس المنتَجة لا مشكلة في تركيبها، لكن الطلقات النهائية دائمًا تتجاوز الخطأ المسموح في الاختبارات، وما زلنا نحاول معرفة السبب

وبعد أن استمع قطّب تشين جين حاجبيه قليلًا

فقد كان قد حضّر قبل زمن النهاية كمًا كبيرًا من المعلومات المتعلقة بالطلقات، وظنّ في البداية أن الإنتاج لن يكون صعبًا، لكنه لم يتوقع أن تُعلَّق العملية على نسبة العيوب

وهذه مشكلة قد تكون كبيرة وقد تكون صغيرة

فمع خَطَّي الإنتاج المخصَّصين حاليًا لصناعة الطلقات في القاعدة، وبسبب مسائل تمويل سابقة واعتبارات أخرى، لم تُشترَ إلا خطوط صغيرة

وقد أحصى دونغ هوي والآخرون ذلك في اليومين الماضيين

ومع وفرة المواد يستطيع الخطان إنتاج نحو 30 طلقة في الدقيقة، أي 1800 في الساعة، ونحو 43,200 إذا جرى الإنتاج على مدار 24 ساعة

لكن وفق نسبة المردود الحالية لا يصلح منها إلا 2,160 طلقة

وهذا محرج للغاية

ولا تدع هذا الرقم يخدعك، فالمفروض أن هذا في الحالة المثالية، إذ يحتاج الناس إلى الراحة والطعام، وأحيانًا يتوقف الإنتاج للضبط بسبب مشاكل التغذية وغيرها

وفي النهاية لا يُنتَج فعليًا في اليوم إلا نحو ألف طلقة صالحة

وهذا بعيد جدًا عن الهدف المتصوَّر