الفصل 18: تم الحصول عليه

الفصل 18: تم الحصول عليه

تعود وجهة السرد إلى تشين جين

مركز الشرطة، الطابق الثالث

تقدّم تشين جين وفريقه بحذر إلى أعلى من دون أن يصادفوا خطرًا

بعد يومين متتاليين من الطقس الضبابي، اتضح أنه لا ناجين هنا

ويبدو أن الزومبي قد استدرجتهم الضوضاء السابقة إلى الخارج، إذ لم يصادفوا واحدًا منهم في الطريق حتى وصلوا بسلاسة إلى الطابق الثالث من مركز الشرطة

وفق المعلومات التي جمعها قبل نهاية العالم، كانت مراكز الشرطة على النجم الأزرق عمومًا تخزّن الأسلحة والذخيرة في الطوابق العليا

أما الطوابق الدنيا فكانت عادةً مخصّصة لاحتجاز المجرمين واستقبال المراجعين، بينما يضمّ الطابق الثاني مكاتب الشرطة وغرف الاجتماعات

هذا ينطبق على المراكز الصغيرة فقط

إذ قد تحوي المراكز الكبيرة ميادين رماية، وسجونًا صغيرة، وساحات تدريب وغير ذلك

اختيار هذا المكان كهدف أول اليوم كان جزءًا من خطته أيضًا، فقد استكشفه قبل نهاية العالم

أليس هذا طبيعيًا

لقد وُلد من جديد، أفلا يخطط لأمر صغير كهذا

كان يعرف أنه سيحتاج إلى أسلحة في زمن النهاية، فكان من البديهي أن يحدّد مسبقًا الأماكن التي سيقصدها، أليس كذلك

تذكّر أنه عندما دخل هذا المركز آنذاك كان حارس البوابة لطيفًا، وموظفو الاستقبال متعاونين

ومع أنه لم يرَ مستودع الأسلحة والذخيرة مباشرة، فإنه عبر محاكاة التضاريس والمعمار، وتخيّل مواقع الأفراد، وبالاستعلام عبر الشبكة والمال، أمكنه استنتاج موقع مستودع الأسلحة على نحو تقريبي، أليس كذلك

عملية أساسية لا أكثر

حين وصلوا إلى الطابق الثالث امتدّ ممر طويل

وبالنظر حولهم كانت هناك غرف كثيرة، أبواب معظمها مفتوحة، وقلة مغلقة لا يُعلم إن كانت موصدة بالمفتاح أم لا

تقدّم فريق القتال خلف تشين جين ببطء، يفحصون كل غرفة بصريًا بحذر

نظرة واحدة تكفي للحكم، فإن لم تكن الهدف انتقلوا إلى التالية

اجتازوا معظم الغرف من دون أن يجدوا الهدف

حتى بابًا مقفلًا ركله تشين جين فتنحّى القفل، فإذا بالغرفة عادية أصلًا ولم يكلّف أحد نفسه إقفالها

ساد الفريق شيء من القلق، إذ بدا أن مهمتهم الأولى لا تنطلق على خير ما يرام

فجأة استوقفت تشين جين غرفة بلغوها للتو

كانت الغرفة فوضى عارمة، لطخات دماء في كل مكان وأوراق منقلبة هنا وهناك

وعلى الأرض بقعة دم كبيرة كأن أحدهم نزف حتى الموت فصبغ مساحة واسعة

ثبت بصره على كومة ثياب ممزّقة في زاوية البقعة، وبعد أن تأكّد من خلو المكان من الخطر أسرع نحوها

برأس سهم القوس والنشاب رفع الثياب فاكتشف تحتها مسدسًا كان مغطّى بها في معظمه

لقد لمحت عينه المقبض قبل قليل

أخيرًا وجد واحدًا

لم يأبه تشين جين لآثار الدم على المسدس، فالتقط الثياب ومسح المسدس بجزء نظيف منها سريعًا، وتأكد أنه من الطراز 64، ولا يزال بداخله 3 طلقات

ارتسمت بسمة خفيفة على طرف شفتيه وانفرج حاجباه

بداية موفّقة أخيرًا

ربما كان صاحب المسدس يقاوم الزومبي قبل موته، لكنه طُرح أرضًا قبل أن يفرغ ذخيرته فلم تتح له فرصة إطلاق المزيد

أمر فريقه بمتابعة تفتيش الغرفة

وبالفعل وجدوا تحت الطاولة مشطًا آخر، فيه 7 طلقات

علّق المسدس على خصره من غير تردّد، وغادر الغرفة لمتابعة التفتيش في أماكن أخرى، وأشار إلى الفريق ليتبعه

لم يقل أحد من الأفراد شيئًا، فمن الطبيعي أن يأخذ الزعيم أول سلاح يُعثر عليه

فريق لي بَوِن كان يفتّش أيضًا في الطابق الأول

الغرف في الطابق الأول هنا أقل نسبيًا

خلف صالة الاستقبال تقع الكافتيريا وبعض غرف الاحتجاز المؤقتة للمشتبه بهم

ولحسن الحظ، وأثناء تفتيش إحدى غرف الاستجواب، عثر فريق لي بَوِن على مسدس متروك بالطريقة نفسها التي عثر بها تشين جين على مسدسه

ومع المشط الاحتياطي بلغ مجموع الطلقات 17 طلقة

خبّأه لي بَوِن أولًا

كانوا جميعًا جنودًا سابقين فلا غربة بينهم وبين المسدسات، ويمكنهم استعمالها فورًا

لكن إن لم تدعُ الحاجة فمن الأفضل عدم استخدام المسدسات لأن صوتها عال وقد يجلب المتاعب

وبالحديث عن لي بَوِن

لم يخطر له بعد حصوله على المسدس أن يأخذ بعض الناس ليؤسّس فصيلًا خاصًا، أو يغتنم فرصة لقتل تشين جين ويصبح ملكًا على الجميع

ليس لأنه ساذج، بل بالعكس، لديه وعي ذاتي واضح

كان يعرف أن تشين جين شدّد مؤخرًا قبضته على القاعدة، حتى إنه رتّب أن تبقى عائلاتهم داخل القاعدة بينما يأخذهم للعمل معه خارجها

وكان يرى هذا طبيعيًا جدًا

فمنذ أن عثر عليهم تشين جين قبل أشهر ووظّفهم، كان متعمّدًا في تمييز علاقة الرئيس بالمرؤوس

الرفقة القديمة بقيت، لكنها لم تعد صافية كما كانت

وقد ناقش الأمر سرًا مع تشانغ تيانكاي وتشن جونتشي وليو ونهاو، واتفقوا جميعًا على أن تشين جين رجل ماضٍ إلى إنجاز أمر عظيم

ففي الأشهر الماضية ترك لدى الناس انطباع الحسم، فما يأمر به يجب أن يُنجز كما ينبغي

وكانت تلوح منه أحيانًا هالة قسوة، لا يدري إن كانت تُسمّى قسوة، لكنها تجعل شعر الجسد يقف وترسل قشعريرة في الأبدان

وحين يغلظ القول أحيانًا، كانت نظرته الباردة تبدو وكأنها ترى الآخرين جثثًا، وشعروا أن تلك هالة متفوّق

ورأوا جميعًا أنه ما لم يخرق السيد تشين القانون ويُقبض عليه، فسينتهي به الأمر إلى إنجاز عظيم

مع أنهم لا يعرفون ما الذي مرّ به رفيقهم القديم حتى صار هكذا، ومن أين له كل ذاك المال ليفتتح شركة ومصنعًا

غير أن استدعاءهم ومنحهم عملًا مجزيًا لم يكن كذبًا

طالما أنهم يعملون مع شخص قوي كهذا، فلم لا يكونون راضين

بل خمّنوا أنه ربما لم يغادر الفريق آنذاك بالكامل، بل انضمّ إلى وحدة نخبة غامضة

ربما خاض معارك دامية في مناطق مضطربة في الخارج لسنوات، وأضحى أسطورة المقاتلين، ثم تقاعد لظروف معيّنة وعاد إلى حياة المدينة

كانت مخيّلتهم خصبة حقًا

ولو علم تشين جين لرفع لهم إبهامه إعجابًا

ثم حلّت نهاية العالم واندلاع تحوّل الزومبي

وفي تلك الليلة في القاعة، أظهر السيد تشين مجددًا مبادرة وقدرة سيطرة استثنائية

ثم رتّب القاعدة كلها بنظام، لكل شخص دور جديد، يدور الجميع حول هدف واحد هو النجاة في هذا العصر الجديد

كان الشعور أقرب إلى زعيم حرب مولود للقيادة

سأل لي بَوِن نفسه، لو كان هو من يتولّى الترتيب، فهل سيبلغ حتى عُشر كفاءة تشين جين

ولم يكن وحده من فكر هكذا، فكثير من أفراد فريق القتال شاركوه الشعور

كانوا يتخيّلون تمامًا وضع الناجين في الخارج، ماذا لو كانوا مكانهم

لا بد أنها كانت ستكون كآبة ويأسًا

ومقارنةً بما رأوه على الإنترنت من بؤس، شعروا أنهم محظوظون

على الأقل لديهم الآن طعام يسدّ الجوع، ومأوى آمن، وأقارب بقربهم، ويعملون معًا لبناء قاعدة أكثر أمانًا

لقد أخذ تسليم طوعي يتكوّن في قلوب معظم الناس

ولا حرج في الخضوع لشخص قوي

وما دام هذا القوي قد أحسن إليهم من قبل، ازدادت قناعتهم صدقًا

ولو قال أحد الآن إنه يريد أذية السيد تشين أو فعل ما يضر القاعدة، لتقدّموا لإزالة المفسدين

لأنهم صاروا حقًا يعتبرون أنفسهم جزءًا من القاعدة

ومن يضر القاعدة فقد ضرّهم

وليس ما غيّرهم ثلاثة أيام منذ بداية النهاية فحسب، بل أشهر من التأثير الخفي

على الأقل، فمعظم الذين يبنون السور في القاعدة الآن ربما ليسوا على هذا النحو

فهناك غير قليلين يتذمّرون من الزعيم، ولم يُجبرهم تشين جين على أن يتغيّروا، إذ يكفيه أن يمسك بقوته الأساسية ثم يواصل البناء والتقوّي مستقبلًا

أما تشين جين نفسه فلم يكن مدركًا تمامًا لأثر بعض تعابيره وتصرفاته المعتادة

كان يتصرف على سجيته، وإن كان يحمل خبرة سنين عاشها في حياته السابقة، ولم يقتل كثيرين، نحو مئة لا أكثر

لقد صارت أشياء كثيرة عنده تصرّفات لا وعيية، ولا يدري أنها تؤدي دورًا قويًا

كانت هالته وأفعاله التلقائية تحمل نواة زعيم حرب في طور التشكل

وكيف ستتطور الأمور لاحقًا

من يدري

في الطابق الثالث، وبعد أن عثر تشين جين على ذلك المسدس، واصل تفتيش الغرف الأخرى

لكن لم يظفروا بشيء إضافي، ولم يتبقّ إلا غرفة واحدة

غرفة في نهاية الممر

وقف أمامها يتفحّص الباب الحديدي الكبير بعناية

ومع مرور الزمن بدا عليه بعض الاهتراء، وبقع صدأ متناثرة في الزوايا

وبخلاف الأبواب الأخرى التي تحمل لوحات تعريف، كان هذا الباب بلا أي إشارة

ومهما كان ما وراءه فعليه أن يفتحه

استخرج سلكًا من جيب ثيابه وبدأ يفتح القفل بمهارة

فهذا النوع من الأقفال قديم

ولا داعي للشك في مهارته بفتح الأقفال، فأي ناجٍ عاش في الحياة السابقة لا بد أن لديه بعض حيل فتح الأقفال

الفتح بالقوة والفتح بالمهارة مهارتان أساسيتان، وإلا ماذا يفعلون إذا واجهوا مكانًا لا يمكن اختراقه أثناء البحث عن المؤن

لا يمكنهم أبدًا التخلّي عن الطعام

وفي أقل من دقيقة صدر طقّ خفيف وأُخضع الباب

استنفر جميع أفراد الفريق، ودفع تشين جين الباب برفق وهو في المقدمة

زمجرة

قفز زومبي بزي الشرطة من خلف الباب

لكن تشين جين توقّع ذلك فتنحّى جانبًا وركله مباشرة في الخاصرة فتهاوى أرضًا

ثم رفع قوسه ونشابه وأطلق سهمًا إلى محجر عينه مباشرة

على الفور فقد الزومبي القدرة على الحركة واستلقى على ظهره بلا حراك

لم يترك هذا الموقف البسيط أي ضغط عليه

أشار إلى من خلفه ليتقدّموا ويغرسوا بضع طعنات إضافية في عنقه لضمان عدم عودته

ودخل ببطء إلى المنطقة المغلقة، فبانت له غرفة صغيرة مقسّمة

وفي الداخل عدة أبواب أصغر، وعلى كل باب أسماء لأنواع مختلفة من الأسلحة مكتوبة بوضوح

لقد وجد الهدف أخيرًا

قمع حماسه وأسرع إلى أحد الأبواب وأدار المقبض

لم يكن هناك قفل ثانٍ من الداخل، وكانت المساحة ضيقة، لكن ما عُلّق على الجدران كان عين ما خطط له من قبل، مسدسات وبنادق آلية خفيفة

وفتح بقية الأفراد الأبواب الصغيرة تباعًا فوجدوا فيها أيضًا أسلحة مختلفة

اشتعل الحماس في الجميع، فلا أحد يستطيع أن يبقى باردًا أمام هذه الألعاب الكبيرة التي طالما راودت خيال الرجال

أمرهم تشين جين أن يجمعوا الأسلحة بسرعة

لا وقت ليُهدر هنا، فقد مرّ ما يقارب 20 دقيقة منذ دخولهم مركز الشرطة، ولا أحد يعلم ما الذي قد يحدث بعد قليل

راقب الأفراد وهم يأتون بحقائب من ظهورهم ومن الغرف القريبة لحمل الأسلحة، وأخذ يعدّ في صمت، 4 مسدسات، و3 بنادق كاربين، و2 بندقية 870، ليست كثيرة، ومعها بعض الأشياء الأخرى مثل القنابل اليدوية والقنابل الومضية الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، لكن الأهم عدة صناديق ذخيرة، يُقدّر أن فيها أكثر من 1,000 طلقة

كانت هذه الغنيمة الأولى مكسبًا ضخمًا

والصخرة الكبيرة التي كانت تثقل صدره تهشّمت إلى حد كبير، فالأسلحة التي لا غنى عنها في زمن النهاية حصلوا عليها أخيرًا

لكن لا مجال للاسترخاء، فهذه مجرد بداية النهاية

وما زالت التحديات أمامهم أكثر، ولا بد أن يرفع قوته بلا حدود ليكون مؤهلًا لمواجهة مستقبل أشد صعوبة

✦ انتهى الفصل ✦

⚠️ تنويه:

جميع أحداث هذه الرواية خيالية، وتهدف فقط إلى الترفيه والتسلية. أي تشابه مع الواقع هو من باب الصدفة

📢 فريق الترجمة في موقع “مركز الروايات” غير مسؤول عن مضمون القصة أو ما قد تحويه من خيال وأفكار، ونحن نحرص على تقديم النصوص كما هي من المصدر مع معالجة لغوية تناسب القارئ العربي