الفصل 12: التخلّص من الزومبي
- الرئيسية
- إعادة الميلاد في عالم النهاية: البداية ببناء أقوى قاعدة
- الفصل 12: التخلّص من الزومبي
أنتم الآن تقرؤون رواية مُترجَمة بالذكاء الاصطناعي الخاص بموقع مركز الروايات.
النظام ما يزال في مرحلة التعلّم، لذلك ستلاحظون تحسّنًا مستمرًا في الترجمة.
🔔 نرحّب بأي اقتراحات لتحسين الترجمة، خصوصًا حول المصطلحات الدينية الكفرية التي لا ترضي الله عز وجل، مع اقتراح البدائل المناسبة لها.
للتواصل: استخدموا خانة "DISCORD" الموجودة في القائمة الرئيسية للموقع.
الفصل 12: التخلّص من الزومبي
الليل
كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة
في قاعة الوليمة بمصنع «المصدر الأخضر» للأغذية
كان الجميع ما يزالون يضحكون ويتبادلون الأحاديث
ومن دون أن يدروا، كانت التغيرات قد بدأت خارجًا
بدأ عدد لا يُحصى من البشر يتحوّلون الواحد تلو الآخر
اندفع أوائل المتحوّلين فورًا نحو من حولهم ينهشونهم بجنون
وعلى وقع صرخات المذعورين من جوارهم، هجموا على ضحية أخرى
غرق عدد لا يُحصى من الناس في الضباب، وازدادوا أكثر فأكثر، حتى إن كثيرين ممن لم تعضّهم الزومبي بدأوا بدورهم يتحولون إلى زومبي
وأولئك الذين صمدوا في وجه «فيروس الضباب» ظلوا يواجهون مطاردة الزومبي التي لا ترحم
لم ينجُ إلا قلة محظوظة
غالب هؤلاء المحظوظين كانوا في أماكن معزولة، فلم يتحولوا بعد ولم يواجهوا خطر الزومبي بعد
وقد بدأ كثيرون يلاحظون غرابة ما حولهم
أما الذين فتحوا أبوابهم وخرجوا بدافع الفضول من دون تفكير فقد هلكوا مباشرة في هذه الموجة من الانقراض الجماعي
والذين لزموا بيوتهم بحذر يراقبون الوضع احتفظوا مؤقتًا بحقهم في الحياة
كانت غربلةً كبرى للحياة أطلقها «النجم الأزرق»
حياة أو موت
يكاد لا أحد يستطيع أن يختار
باستثناء تشين جين، العائد إلى الحياة
كان يملك قدرًا طفيفًا من حرية الاختيار
وبسبب سرعة التحول الخاطفة، لم يكن أمام معظم وسائل الإعلام والمواقع البوابية وقت كافٍ للتعامل مع ما يجري
غالب موظفي هذه المؤسسات تحولوا إلى زومبي، وبقيت الخوادم الملطخة بالدماء تعمل
كما لم تجد السلطات وقتًا للتصرف فشلّت فورًا، وتعرّضت الدوائر المعنية في شتى البلدان للإبادة المباشرة
حتى الغواصات في أعماق البحر لم تنجُ؛ ففي المحيط كله لم يقتصر ظهور الضباب على اليابسة، بل كان ماء البحر على نحوٍ غامض حاملاً لهذا الفيروس أيضًا
ومن خلال منظومة المياه والتبادل الغازي وبعض الزوايا الميتة تسرّب الفيروس صامتًا إلى داخل الهيكل
وبغير دواء خاص، تضم الغواصة عادةً عشرات إلى قرابة مئة شخص، وحتى إن انخفضت احتمالات التحول قليلًا بسبب التركيز، فقد تحول كثيرون منهم، وكانت النتيجة متوقعة في حيزٍ ضيق كهذا
لقد بقوا إلى الأبد في قاع البحر السحيق
كان هذا التحول شاملًا
ونادرون من أفلتوا منه
حلّ التاسعة
وكانت حفلة القاعدة قد بلغت فقرة السحب
وبعد كلمة المقدّم تُسحب كرة تحمل رقمًا من الصندوق، فإذا أُعلن الرقم دوّى تصفيق الفائزين من بين الحضور
وصعدوا واحدًا تلو الآخر إلى المنصة يستلمون جوائزهم بفرح
كان الجميع تقريبًا ينالون شيئًا، فلا أحد يخرج خالي الوفاض
بل إن الكرات بعد سحبها كانت تُعاد إلى الصندوق لمنح فرصة جديدة، حتى إن بعضهم ربح ثلاث مرات
ضيّقوا عيونهم من شدة الفرح حتى كادوا لا يرون
كان تشين جين يراقب كل ذلك بصمت
وكان بين الفينة والأخرى يفتح هاتفه ليتفقد المراقبة، إذ كان على هاتفه برنامج يربطه بكل كاميرات المصنع، فيسجّل دخوله إلى التطبيق متى شاء ليرى صور جميع الكاميرات أو بعضها
قبل ساعة فقط
لمح هيئة مضرجة بالدماء هائجة تمر خاطفة بمحاذاة سور المصنع
فعرف أن الأمر قد بدأ خارجًا
في حياته السابقة كان قد أنهى عمله وعاد إلى البيت، فاختبأ في بيت مزارع مستأجر ليتفادى الصدمة الأولى
وفي التسجيل كان يمكن رؤية ضباب أرجواني خافت ينساب
لم يستطع أن يخاطر بالخروج الآن، وقرّر الحفاظ على الوضع أطول ما يمكن
ومضت عشرة دقائق وزيادة
كان كثيرون قد ربحوا جوائز بالفعل
لكن إغراء المال شدّ انتباههم إلى هنا
وبين الحين والآخر كان بعضهم يتصفح هاتفه فيلاحظ أن سلوك وسائل الإعلام بات غريبًا، إذ بدا بعض المتحدثين كأنهم جنّوا، يقولون كلامًا لا يُفهَم
في تلك اللحظة سحب المقدّم كرة أخرى وهتف
«الرقم 76! مبروك للفائز صاحب الرقم 76! هذه جائزة كبيرة، قيمتها 2,000 يوان! مبروك للفائز، تفضل إلى المنصة لاستلام جائزتك»
راح الجميع يلتفتون يبحثون عن صاحب الحظ
كانت جائزة تتجاوز الألف، وتعادل أجرَ عدة أيام لدى كثيرين، بل نصف شهر أحيانًا
ولم يكن سخيًا إلى هذا الحد إلا المدير تشين
ومضى وقت ولم يصعد أحد ليستلم الجائزة، فاستبدّ الفضول بالحاضرين وبدأوا يتهامسون
وعاد تشين جين إلى انتباهه
ونظر إلى الموظفين القريبين
قال موظف: «أتذكر أن شياو تشو رقمه 76! لقد أراني بطاقته. أين هو؟ لماذا لا يصعد ليستلم جائزته»
فقال آخر يعرفه على ما يبدو: «أوه! إنه شياو تشو. قال قبل قليل إنه يشعر بالدوار والتعب، وذهب ليستريح عند الطاولة بجوار العمود. سأذهب لمناداته»
ونهض الموظف متجهًا إلى طاولة خدمات في زاوية القاعة يحجبها عمود
«توقفوا—!!!»
دوّى صوت عالٍ من الطاولة الأمامية
التفت الجميع، وتوقف الرجل الذي كان يمشي نحو الزاوية
كان الصوت صوت مديرهم
نهض تشين جين مسرعًا نحو تلك الزاوية وملامحه جادة
كان يبدو أن شيئًا ما يخفيه تحت سترته التي اعتاد ارتداءها، وكان يضغط عليه بيده اليسرى
وتحرك رفيقاه القديمان وصديقاه منذ الطفولة، جونغ يو ولي بوون، بسرعة أيضًا، وتبعا تشين جين
كانا من أفراد فريق أمن المصنع ومساعدَي المدير، وقد لازما المدير تشين عدة أشهر، فاكتسبا مستوى جيدًا من الاحتراف
وصل تشين جين إلى الزاوية، فإذا برجل ممدد على طاولة الخدمة
لم تُرَ ملامح وجهه، لكن ثيابه دلّت على أنه ليس كبير السن
وإن لم يخطئ، فشياو تشو هذا اسمه تشو بن، ويعمل مع خبير الشركة الزراعي
وقد تخرج حديثًا والتحق بشركة تشين جين مع أستاذه
وكان مرافق شياو تشو قد تنبّه أيضًا، إنها صديقته، إذ كانت الشركة قد سمحت باصطحاب فرد من العائلة ويشمل ذلك الأصدقاء، فلم يُحضر شياو تشو والديه، بل اختار أن يحضر صديقته
وأراد أن يُظهر نفسه قليلًا
كانت صديقته مركّزة على السحب، ولمّا قال حبيبها إنه متعب وسيستريح قريبًا لم تنتبه
لم تتوقع أن تبدو حالته سيئة فعلًا حتى لفت انتباه المدير
هل سيلزم الأمر نقله إلى المستشفى لاحقًا؟ يا للحرج
ربما يجدر بها اختيار صديقٍ مختلف في المستقبل
واحدٌ قوي
فشياو تشو ربما كان منشغلًا دائمًا بالدراسة والبحث، فبدا ضعيفًا في نظرها ولا يلبي توقعاتها مطلقًا، حتى إنها كانت تخرج أحيانًا مع أصدقاء آخرين، وكانت تضجر من ذلك
كان شياو تشو حينها مستلقيًا على الطاولة، وقد وضع يديه تحت رأسه من دون حراك
وكأن أصوات الخارج لا تعنيه
اسودّ وجه تشين جين
ثمة خطب ما
وبدعوات الآخرين المنادية
بدا أن شياو تشو يستجيب، وبدأ جسده يرتجف ببطء، كأن صعقةً تصيبه بين حين وآخر
ثم
رفع رأسه
كان وجهًا شاحبًا منزوع الدماء
تسبح عليه عروق خضراء تميل للسواد، وحدقتاه تكادان تختفيان فلا تكاد ترى إلا بياض العينين والشعيرات الدموية المتفجرة، واللعاب يتقاطر من فمه المفتوح على اتساعه
كل شيء كان يقول إن هذا الشخص غير طبيعي
حتى هذه اللحظة، لم يجرؤ الآخرون على التفكير في كلمة «زومبي»
فالأمر يبدو خيالًا علميًا مبالغًا به
وظنّ معظم الناس أنها نوبة صرع أو عارض مشابه
كان شياو تشو يترنح وهو ينهض، كأنه أكمل صَفو تحوّله الأخير
وتوقف «هو» عن الترنح قليلًا، وحدّق مباشرة في تشين جين الواقف في المقدمة
غراااه—
ومن دون كلمة واحدة، بل ولا كلمات ليقولها، فتح فمه وانقضّ عليه مباشرة
وعلى الرغم من أن جونغ يو ولي بوون كانا يتوقعان شيئًا
فقد فاجأهما اندفاع شياو تشو نحو المدير على هذا النحو، فأبطأ رد فعلهما لحظة
أما تشين جين الواقف أمامهما فبقي هادئًا تمامًا
وكأنه كان مستعدًا
فما إن اندفع شياو تشو حتى تقدّم هو أيضًا، وتفادى بسرعة، ثم مدّ ساقه وركله أرضًا
ثم اندفع بسرعة وأجرى حركتي تثبيت فخلع ذراعي شياو تشو كلتيهما، ثم وضع قدمه على مؤخر عنقه
وخفض ظهره ضاغطًا، متأهبًا لأي مقاومة محتملة
مجردُ زومبي حديث التحول
يمكنه التعامل معه من دون استخدام يديه
أما أسره حيًا فمجرد مشقة إضافية
لم تمضِ إلا ثوانٍ
حتى رأوا «المجنون» مطروحًا على الأرض قد طرحه مديرهم أرضًا
انذهل كل من في القاعة
أسرع لي بوون والآخرون قادمين، يريدون مساعدة تشين جين في التبديل أو في الإمساك بشياو تشو
أوقفهم تشين جين بإشارة
ولم يهتم بما قد يفكر فيه الآخرون الآن، وأكمل تعليماته قائلًا: «ابحثوا عن حبلٍ أكثر سماكة»
ركض لي بوون بنفسه ليحضر الحبل، ثم رأى تشين جين يأخذه بمهارة، ويقلب شياو تشو، ويتجنب فمه طوال الوقت، ويربطه في عمودٍ حمّال عند طرف القاعة
بُهِت الجميع
كم هو حازم
حتى لو أصيب شياو تشو بنوبة واعتدى على الآخرين، ألم يكن يكفي التعامل معه بهدوء بدل ربطه بعمود بهذا الشكل، ما أدهى الشدة في نظرهم
وكان شياو تشو عندها يكشّر ويزمجر
ولم يؤثر خلع ذراعيه فيه، فظل يغرغر مزمجرًا لمن أمامه
لا أثر لوعيٍ بشري عليه
وفي تلك اللحظة كان بعضهم قد فهم أخيرًا
ارتجفت أجسادهم كلها
شحبت وجوههم، وتصبب العرق من جباههم، واتسعت عيونهم رعبًا وهم يحدقون في زميلهم السابق
— زومبي
وفي هذا العصر، بعد التعرض لعدد لا يُحصى من الأفلام والمسلسلات وألعاب الترفيه
وباستثناء قلة من كبار السن، كان معظم الناس يعرفون إلى أي شيء يشبه هذا الكائن
«زو… زومبي! لا… مستحيل! كيف يظهر شيءٌ من الأفلام في الواقع! هذا مستحيل»
قبض بعضهم على رؤوسهم يشكون في كل شيء، كأنهم لا يطيقون تقبّل ما حدث، ويتمتمون لأنفسهم
«شياو تشو، توقف، هل تتظاهر بأنك زومبي؟ أعرف أنك تفعل هذا، أليس كذلك؟ أرجوك كفّ عن ذلك، إنه محرج، أوقف هذه اللعبة»
تحركت لي يان، صديقة شياو تشو، قليلًا
لكنها لم تجرؤ على الاقتراب فعلًا، وسألت بنبرة أمل
كانت لا تريد أن يؤدي صديقها حيلةً مبتذلة كهذه
صحيح أنها جذبت الأنظار، لكنها رأت الأمر صاخبًا أكثر مما ينبغي لهذا المقام
وفوق ذلك، إن كان صديقها قد تحول حقًا إلى زومبي، فهي بوصفها الشخص الوحيد الذي أحضره معه ستُسأل لاحقًا من الشرطة، أليس كذلك
يا لها من متاعب
ولديها مواعيد أخرى غدًا
ولو علمت أن هذا سيحدث الليلة
لما وافقت على حضور حفل افتتاح شركة شياو تشو لأجل الجائزة الكبيرة والوليمة
مع أنها نسيت كم كانت سعيدة حين ربحت جائزتين قبل قليل
وكان جوابها زمجرةً خافتة لا غير
وقد بدأ معظم الحضور يتراجعون ببطء
وحاول بعضهم فتح الباب لمغادرة القاعة
لكنهم اكتشفوا أن الباب مقفل
وفي هذا الوقت كان كثير من الموظفين الأكثر جرأة يلتقطون الصور ويسجلون الفيديوهات، لينشروها على وسائل التواصل أو على منصات مختلفة
شعروا ببعض الخوف، غير أن أجسادهم كانت «صادقة»
والنشر على المنصات أهم
قال لي بوون: «سيدي، ماذا نفعل؟ كيف نتعامل مع شياو تشو؟ سنفعل ما تأمر»
كان قد استعاد رباطة جأشه، وتأخرهم قبل قليل عن تشين جين كان للدهشة من الحدث، وها هم يطلبون التعليمات لكيفية التصرف
إنه زومبي
ولا يدري حقًا كيف يُتصرّف معه
فهذا يتجاوز نطاق عمله
ضيّق تشين جين عينيه وقال لهم مباشرة: «لا تفعلوا شيئًا الآن، انتظروا. اذهبوا أنتم لتحرسوا المدخل الرئيسي، ولا يخرج أحد. وواصلوا مراقبة الجموع لتروا إن ظهرت تصرفات غير طبيعية على أحد. أخشى أن مزيدًا من الناس سيتحوّلون»
وعلى الرغم من كثرة الإجراءات المتخذة، فقد حدث التحول داخل القاعة
لم يكن هذا خارج التوقع
وقد وضع هذا الاحتمال في الحسبان أيضًا، والأفضل أن يدع الآخرين يهضمون الواقع مبكرًا
وكان ما يقلقه الآن عائلته
تمنى ألّا يتحول أحد منهم
فمنذ أيام قليلة كان قد دعا أقاربه إلى وجبة مسبقة، وقد أضاف إلى الطعام مكونات معيّنة
ومنطقيًا، ستكون مناعتهم وقدرتهم على مقاومة الفيروس أقوى من غيرهم في المدى القصير
لكن لا ضمانات
فالتحول، من يدري به
حتى هو نفسه لا يستطيع أن يضمن سلامته بنسبة 100%
لقد عاد إلى الحياة أصلًا
وهكذا
بقي شياو تشو، وقد تحوّل إلى زومبي، مربوطًا في زاوية القاعة
وبقي الآخرون في الجانب المقابل
ولم يعد أحد مهتمًا بمتابعة السحب
فبعد هذا التغير الجسيم لم يعد أحد يعرف كيف ستكون الحياة غدًا
عمّ الذعر والهلع
وما زال بعضهم يريد فتح الباب والهرب، لكن فريق تشين جين حال دون ذلك
وقال لهم إنهم قد أبلغوا الشرطة عبر الشبكة «وفي هذا الوقت كان الآخرون قد اكتشفوا أن أرقام الطوارئ لا تعمل إطلاقًا»، وأعرب عن أمله في أن يأتي أحد للتعامل لاحقًا، وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم لأن التعاون قد يلزم لاحقًا
ولم يكن الجميع يعلم أن الحياة الهادئة التي عرفوها قد مضت بالفعل
وأنهم دخلوا عصرًا جديدًا
عصرًا مظلمًا
✦ انتهى الفصل ✦
⚠️ تنويه:
جميع أحداث هذه الرواية خيالية، وتهدف فقط إلى الترفيه والتسلية. أي تشابه مع الواقع هو من باب الصدفة
📢 فريق الترجمة في موقع “مركز الروايات” غير مسؤول عن مضمون القصة أو ما قد تحويه من خيال وأفكار، ونحن نحرص على تقديم النصوص كما هي من المصدر مع معالجة لغوية تناسب القارئ العربي