الفصل 11: ليلة الطفرة
أنتم الآن تقرؤون رواية مُترجَمة بالذكاء الاصطناعي الخاص بموقع مركز الروايات.
النظام ما يزال في مرحلة التعلّم، لذلك ستلاحظون تحسّنًا مستمرًا في الترجمة.
🔔 نرحّب بأي اقتراحات لتحسين الترجمة، خصوصًا حول المصطلحات الدينية الكفرية التي لا ترضي الله عز وجل، مع اقتراح البدائل المناسبة لها.
للتواصل: استخدموا خانة "DISCORD" الموجودة في القائمة الرئيسية للموقع.
الفصل 11: ليلة الطفرة
10 أكتوبر
حلّ أخيرًا حفل الافتتاح الكبير لقاعدة الأصل الأخضر
وكان المكان بطبيعة الحال داخل المصنع
وعلى الرغم من تسميته حفلًا، إلّا أنه كان في الواقع وليمة خاصة تستضيفها الشركة
استُخدمَت غرفة كبيرة حُوِّلت إلى قاعة ولائم، لم تكن كبيرة جدًا، ولا تتسع إلا لحوالي 10 طاولات
وبالنظر إلى أن عدد الحاضرين لم يكن كبيرًا، أقل من 100 شخص، فلم تكن هناك حاجة أصلًا إلى 10 طاولات
كان الصباح عملًا مكتبيًا عاديًا، وعند الساعة 4 مساءً صُرف الموظفون مبكرًا
وطُلِب من الموظفين العودة إلى منازلهم للاستعداد، ثم إحضار أقاربهم إلى الفعالية مساءً
وقف تشين جين عند نافذة مكتبه، يحدّق في الشمس الآفلة
انسكب الشفق داخل المصنع، يغمر المباني بوهج ذهبي
وكانت عيناه تحملان مزيجًا من المشاعر المعقّدة: خوف وتوجّس وقلق، ومعه شيء من الإثارة
كان أقاربه قد أكدوا وصولهم إلى القاعدة
وكانوا يستريحون ويتبادلون الحديث في غرفة الاجتماعات المُعدّة مسبقًا
استدعى وانغ يانغ وجونغ يو، ومعهما مديرة الموارد البشرية جاو لينغ، لتأكيد حضور أقارب القادة والمرؤوسين
وأصدر أمرًا آخر: بعد الساعة 6 مساءً، على جميع عناصر الأمن وحُرّاس البوابة حضور الوليمة دون أن يتخلّف أحد
تُحضّر الأطباق مسبقًا وتُوضَع على الطاولات وتُحفَظ دافئة، ليجلس الجميع مباشرة
وحتى الطهاة ومساعدو المطبخ لا حاجة لتهيئة شيء خلف الكواليس
وسيُغلَق باب المصنع مباشرة، ولن يُسمح بدخول مزيد من الضيوف
اعتاد الجميع على أسلوب تشين جين الفريد
لم يُبدِ أحد أي اعتراض، بل نفّذوا الأوامر فحسب
حلّت الساعة 6
كان تشين جين ما يزال في مكتبه، فتوجّه مجددًا نحو النافذة، فتحها وألقى نظرة إلى الخارج
كانت الشمس قد غابت تمامًا
وبقي شيء من ضوء متلاشٍ يخوض معركته الأخيرة
كأنه يسدل الستار ببطء لاستقبال الليل
وما لم ينتبه إليه كثيرون هو أن ضبابًا خفيفًا بدأ يتصاعد من الأرض
كان خفيفًا جدًا
ولو لم يمعن المرء النظر لما لاحظه أصلًا، لكن من يدقّق يجد أن هذا الضباب يعكس مسحة أرجوانية
مختبئًا عند الحدّ الفاصل بين ضوء الغروب والزحف المتنامي للعتمة
وقف تشين جين عند النافذة
وحدّق مطولًا في هذا المشهد
ثم تخلّى عن آخر خيط من الأمل
وارتخت عضلاته المشدودة ببطء، واستدار متجهًا إلى قاعة الوليمة
وقبل أن يدخل القاعة، أجرى تشين جين مكالمتين أخيرتين
الأولى كانت لإعادة التأكد من وضع لي تساي عبر وكالة التحري
ولسوء الحظ، لم يُعثَر عليها حتى في هذه اللحظات الأخيرة
وفي تلك الحالة، لم يبقَ إلا أن يتمنى لها السلامة، وأن تنجو من ليلة الطفرة وبدايات نهاية العالم، تمامًا كما حدث في حياته السابقة
أما الاتصال الثاني فكان إلى رقم خاص، وما إن اتصل حتى سأل مباشرة
«قرّرتُ أخذ الشيء الذي أردتُه، أعطني رقم حساب لأحوّل المال فورًا، ثم أرسِل المعلومات إلى بريدي المحدّد»
فأجابه الطرف الآخر: «المدير كريم، يمكن إرسال الشيء في أي وقت، وبمجرّد وصول المال سأباشر الإجراء فورًا، وبعد هذه الصفقة سأختبئ فترة، ولن أستخدم هذا الرقم مستقبلًا»
تفاهمٌ ضمني بين الطرفين
تلقّى تشين جين رسالة نصية من رقم مجهول تحتوي سلسلة أرقام، ومن دون تفكير طويل حوّل آخر 500,000
وبعد أقل من 5 دقائق
نبّهَه هاتفه بوصول رسالة بريدية جديدة
لم يُلقِ نظرة عليها حتى، بل دخل القاعة مباشرة
وبينما رأى الأجواء الصاخبة في الداخل
بحث عن جونغ يو ووانغ يانغ وتأكد من وصول الجميع
ثم ضغط بهدوء على جهاز التحكّم عن بُعد في جيبه
ومن دون أن يدري أحد، أصبحت هذه الغرفة مُحكَمة الإغلاق الآن، أُقفلت الأبواب والنوافذ جميعًا
ولا يعمل سوى نظام الترشيح والعادم المصمّم والمجهّز سلفًا أثناء بناء القاعدة، ليحافظ على حرارة ورطوبة مريحتين
وصل تشين جين إلى المقعد الرئيسي في القاعة
أخذ الميكروفون وألقى كلمة قصيرة مشجّعة، ثم طلب من الجميع البدء بالأكل
وتولّى مقدّمو الفعالية وهم من موظفي الشركة تحريك الأجواء بعدها
لم تكن هناك فقرات شكلية كثيرة
فالمقصود أولًا أن يأكل الجميع حتى الشبع
أكل الجميع وشربوا كما يشاؤون
كانت الأطعمة على الطاولات كلها قد طُلِبت من مطعم كبير في وقت مبكر من اليوم، ونُقلت إلى المصنع لإتمام التحضير النهائي، وكانت مذاقًا ممتازًا
وخلال النهار، ذهب تشين جين بنفسه إلى المطبخ واستبدل كل المشروبات الكحولية وغير الكحولية المخصّصة للوليمة بما أعدّه مسبقًا، وقد أضاف إليها بعض المكوّنات
مضادات حيوية
فموية
ورغم أن مزجها بالشاي والعصير والخمر وغيرها قد يضعف المفعول قليلًا، إلّا أنها لن تفقد تأثيرها بالكامل
وهذه الإجراءات خلاصة خبرات لخّصها الناجون عبر سنوات في حياته السابقة
فالناجون من البشر، على تفاوتهم، كان بينهم من يكثر الحديث
إذ بعيدًا عن عالم اليوم، ومن دون أجهزة إلكترونية أو وسائل ترفيه، ومع لزوم تقليل الحركة كل مساء للحفاظ على الطاقة
سمع تشين جين مرات عدة أحاديث تفيد بأن كثيرين ممّن نَجَوا من ليلة الطفرة يشتركون في قواسم واضحة
إمّا أن لديهم جهازًا مناعيًا قويًا ونادرًا ما يمرضون منذ الطفولة، أو أنهم كانوا مرضى ويتناولون أدوية حينها ومع ذلك نجوا
بل إن بعضهم كانوا خاضعين لمحاليل وريدية طويلة الأمد ونجوا أيضًا
لذا بنى تصرّفاته على ذلك، ليخلق هنا مساحة «أنظف» قليلًا
فبحسب ما تبيّن لاحقًا، طالما صمد المرء خلال أول 4 إلى 6 ساعات من ليلة الطفرة، فإن تركيز الضباب الفيروسي المنتشر في كل مكان سينخفض إلى مستوى لا يُحدث طفرات بشرية
وبعد الاحتكاك البشري به، سيحمل الناس الفيروس لاحقًا، لكن بتركيز بالغ الانخفاض
ولا يتكاثر هذا الفيروس الخافي إلا بعد الموت وعند انهيار جهاز المناعة
فيحوّل الأثر الضئيل إلى نسخ تتكاثر وتبدّلهم إلى موتى أحياء
أما الآن، فعلى تشين جين أن ينتظر بهدوء حتى يهبط تركيز الفيروس الخارجي قبل أن يسمح لهؤلاء بالخروج
ليتقبّلوا حقيقة أن العالم في الخارج قد دخل مرحلة نهاية العالم
في هذه اللحظة، بدا والد تشين الجالس إلى الطاولة نفسها كأنه لاحظ شروده، فسأل ابنه: «يا جين، ما الأمر»
استعاد تشين جين بعض رباطة جأشه، وأزاح أفكاره الجامحة مؤقتًا، وقال لوالده
«لا شيء، تذكّرت أمرًا فجأة، لا بأس الآن، هيا أرفع نخبًا للجميع، شكرًا لكم جميعًا على حضوركم اليوم إلى المصنع ودعمكم لنا»
وبعد أن قال ذلك وقف
وسار إلى وسط القاعة ورفع كأسه وقال للحاضرين: «أنا سعيد جدًا بوجودكم جميعًا ودعمكم، أرفع نخبي لكم جميعًا»
وأمام نخب المدير لا يرفض أحد
فرفع الموظفون كؤوسهم ردًا على تحيته
وحتى أفراد العائلات بادروا بذكاء إلى المجاملة
مسح تشين جين القاعة بنظره، وقد شرب الجميع في المصنع
ثم عاد إلى مقعده وترك الوليمة تمضي
وانتظر الموعد الذي حدّده
أما والد تشين الجالس إلى الطاولة، فرأى حاله تلك ولم يقل سوى
«نحن نعلم أيضًا أن عليك ضغوطًا كبيرة، أن تؤسس شركة فجأة ليس بالأمر الهيّن، وبصراحة، تفاجأنا لوقت طويل، لكن لا بأس، في المستقبل إن كان لديك أي شيء، تعال إليّ أو كلّم أعمامك، سنساعدك جميعًا على المراجعة، فعلى الرغم من تقدمنا في السن، لدينا بعض المعارف»
ابتسم تشين جين وأومأ شاكرًا كلمات والده المشجّعة
وبعد حين وقف مرة أخرى
وعثر على جونغ يو عند الطاولة المجاورة، ورفع نخبًا لطاولتهم مجددًا، وتبادل أطراف الحديث مع والد جونغ الذي لم يره منذ زمن، ثم تابع إلى الطاولات الأخرى واحدًا تلو الآخر ليرفع نخبًا
وخلال ذلك كان يراقب أيضًا أكل الجميع وشربهم، ليطمئن إلى أنهم تناولوا ما يكفي
وكان يولي انتباهًا لردود أفعال أجسادهم
والنتيجة أنه حتى الآن لم يُبدِ أحد أيّ أعراض غير طبيعية
انقضى العشاء سريعًا
وبلغ الوقت الساعة 8
رتّب تشين جين فقرة ألعاب للموظفين مع جوائز، بحيث ينال الفريق الرابح أو الفرد الرابح مكافأة معينة
وهذا ما جعل الجميع يشاركون بحماسة، فمَن ذا الذي يكره المال
وعلى أي حال، لن يسمح لأحد بالخروج قبل الساعة 12 منتصف الليل هذا اليوم
كما رتّب لاحقًا فعاليات متنوعة، مع عشرات بل مئات السحوبات، تكفي للاستمرار ساعة أو ساعتين على الأقل
وأخيرًا يمكنه استخدام سلطته كمدير ليأمرهم بعدم المغادرة
وربما لن يحتاج الأمر إلى هذا الوقت أصلًا
شارك الموظفون بسعادة في الفعاليات، وامتلأت القاعة بالضحك والأنس
وهم لا يعلمون أن العالم في الخارج يشهد تغيرات هائلة
منذ ما بعد الساعة 6 قليلًا، ومع ارتفاع الضباب، بدأ سطح الكوكب الأزرق كله يطلق ضبابًا أرجوانيًا خافتًا ببطء
لم يعرف أحد لماذا، ولم يعرف أحد الخطر الكامن فيه
وفي غضون عشرات الدقائق فحسب
وبينما بدأت الأحاديث عن الضباب تظهر على وسائل التواصل
كانت الطفرة قد بدأت أصلًا
بعد الساعة 7 مساءً بقليل
كان الظلام قد حلّ تمامًا
مدينة شِن
مبنى سكني في إحدى قرى المدن
في ذلك الوقت كان الدوام قد انتهى
وكان العمال الذين أنهَوا عملهم باكرًا يجرّون أجسادهم المُنهَكة عائدين إلى بيوتهم بعد يوم عمل طويل
ليستمتعوا بوقتهم الخاص
هوانغ تينغ
موظف عادي في مدينة شِن
كان قد قضى يومه اليوم في زيارة العملاء، وبسبب مشكلات في جودة منتج شركته، ذهب بنفسه إلى شركة العميل لإصلاح العطل
تعرّض للتوبيخ مرّات عدة من العميل، وبصعوبة بالغة هدّأ الموقف، فتركه ذلك مُستنزَفًا تمامًا
وكان يعرف شركته حق المعرفة؛ فجودة المنتج متوسطة فعلًا
وطبيعة عمله هي لمثل هذه المواقف، يطفئ الحرائق باستمرار
ورغم صعوبته، ظل يتحمّل من أجل الراتب الجيد
وأي عامل ليس كذلك
كان اليوم عيد ميلاد ابنه، لذلك اجتهد ليحلّ مشكلة العميل بسرعة، كي يتمكّن من مغادرة العمل مبكرًا
وبينما كان عائدًا اشترى قالب حلوى ليحتفل مع ابنه
فالإحساس بطقس المناسبة يبقى مهمًا
مع أن زوجته كثيرًا ما تشتكي من أنه إهدار للمال
لكن حين يتذكر ابتسامة ابنه الفَرِحة، ترتسم بسمة خفيفة على شفتيه من تلقاء نفسها
ولعلها من القلائل التي تُفرحه في حياته
كان يسكن في الطابق الخامس من مبنى في قرية حضرية
ولم يكلف المؤجر نفسه تركيب مصعد، فكان عليه أن يصعد خمسة طوابق كل مرة
وكان يتذمّر من بخل المؤجر كلما انقطع نفسه
ولكن لو رُكّب المصعد لارتفع الإيجار، وحينها غالبًا سينتقل إلى شقة أرخص بلا مصعد مجددًا
أحيانًا يتناقض الجسد مع اللسان
أما اليوم فشعر بخفة غير معتادة وهو يصعد إلى الطابق الخامس، يخطو درجتين كل مرة
وبسرعة بلغ باب منزله
ورغم أن الممرّ كان متهالكًا قليلًا، إلا أنه بدا نظيفًا على نحو ملحوظ
فالكل يجتهد في المدينة الكبيرة، وباستثناء قلة قليلة من ضعاف الذوق، فمعظم الناس يريدون أن تبقى بيوتهم الصغيرة مرتبة
أخرج مفتاحه كعادته وفتح باب البيت
«إه»
ما إن دخل حتى لم يجد أحدًا في غرفة المعيشة الصغيرة
وكان هذا غريبًا قليلًا
فعادةً يجب أن تكون زوجته وابنه في هذا الوقت في البيت، أليس كذلك
فضلًا عن أن اليوم عيد ميلاد ابنه
كان قد اتفق مع زوجته في وقت سابق اليوم
سيغادر العمل مبكرًا ويحضر قالب حلوى للاحتفال مع طفلهما، بينما تطبخ زوجته بعض الأطباق التي يحبها الصغير في البيت
وعلى الطاولة الصغيرة، كان ثَمّة طبق روبيان بالفلفل والملح وطبقان نباتيان
وهذه من الأطباق التي يحبها طفله
بدّل حذاءه ووضع حقيبته جانبًا، وشرد بصره قليلًا
ولأن البيت كله ليس كبيرًا، شقة بسيطة بغرفتين وصالة واحدة، وهو تخطيط إيجار قياسي، فقد سمع بسهولة حركة قادمة من المطبخ الذي بابه موارب
همم
هل لا يزالان يطبخان في المطبخ
هل ابنه هناك أيضًا يراقب أمه وهي تطهو الطعام اللذيذ
تقدّم ببطء
لم يرد أن ينادي مباشرة فيقطع عليهما تركيزهما، وأراد أيضًا أن يرى ظهر زوجته وهي تنشغل من أجل أسرتهم الصغيرة
تبذل زوجته عادة جهدًا كبيرًا وتكابد لأجل أسرتهم الصغيرة
ولكل دور مشقته الخاصة؛ فالكل يعمل لما فيه خير البيت الصغير
وفي المرة القادمة إن حصل على مكافأة سيشتري سرًا لزوجته تلك الحقيبة التي
من غير قصد
أظهرت أنها تحبها كثيرًا، ويقدّمها لها مفاجأة
حسنًا
حُسِم الأمر بسرور
دفع برفق باب المطبخ الموارب
فاكتشف أن حتى الضوء لم يكن مشتعلًا
وتوفير الكهرباء لا يكون بهذه الطريقة، أليس كذلك
شعر بمزيد من التعاطف مع زوجته
إنها حقًا امرأة صالحة تهتم بأسرتها
نقَر المفتاح
فانكشف أمام عينيه مشهد لم يكن صورة زوجته وهي تنشغل بتحضير المكوّنات كما تخيّل
بل رأى هيئةً راكعة عند الزاوية بين المطبخ والمرحاض وظهرُها إليه
وكان يصدر من هناك صوت مضغ رخو
لم يعرف ماذا تفعل
وما ذاك السائل الأحمر على الأرض
أكانت تُحضّر مكوّنات ما
لقد جعلت المكان فوضى
فكّر هوانغ تينغ وهو يتقدّم، يريد أن ينبّه زوجته إلى الحذر من الأرض المبتلّة
اقترب ونظر
فداهم عقله فزع كأنه يحدّق في ثقب أسود بعمق يبلغ مليارات الأقدام، يكتسح وعيه كالموج
وأخذت مليارات الخلايا العصبية في جسده تبثّ إشارات محمومة
فانتفض شعر جسده واقشعرّ، وشعر بسيل جليدي بدائي يجتاحه
كأنه يجمد روحه نفسها
«آآآآآآ»
واحمرّت عيناه في لحظة واتسعتا إلى أقصاهما، وفغر فاه عن صرخة يائسة
أيّ مشهد ذاك الذي أمام عينيه
جسد بلا رأس، مضرّج بالدماء، ممدّد في بركة دم، ومن قامته وملابسه يمكن تمييز أنه طفل، والآن كانت امرأة مضرّجة بالدم تلتهمه
تلك زوجته
وفي تلك اللحظة كان فمها ما يزال يعضّ شيئًا
وبعيدًا قليلًا، كان رأس صغير مستدير الظهر كأنه يروي صامتًا شيئًا ما
وربما أثّرت صرخته الحادّة بصوته الرجالي
فانتبَهَت زوجته «المُطعِمة»
والتفتت، فكشفت وجهًا مغطّى بالدم، وعينين بيضاوين محمرّتين تحدّقان في «طعام» جديد، ثم انقضّت بلا تردّد بشهوة جائعة
وفي لمح البصر
غرست المرأة أسنانها في هوانغ تينغ الذي لم يستعِد توازنه
ثم واصلت تمزيق جسده بجنون
في تلك اللحظة صار العالم أمام عيني هوانغ تينغ أحمر قانيًا
نسيَ إن كان يرى دم الأرض أم أن بصره اختلّ، وشعر بوعيه يغبش، ولم يحسّ إلا ببرودة شديدة وألم شديد
برودة وألم ينفذان إلى الروح
أهو يحلم
ولكن لماذا يؤلمه إلى هذا الحد ولا يصحو
لا أحد سيعطيه هذا الجواب
ثم غاص وعيه في ظلام لا قرار له
وبعد صرخته
بدأت تنفجر حوله أصوات صاخبة شتّى
فوضى
العالم كلّه صار فوضى
وما لم يكن هوانغ تينغ يدريه
أن صوته قد شقّ مُقدّمة عصر جديد
(نهاية الفصل)
✦ انتهى الفصل ✦
⚠️ تنويه:
جميع أحداث هذه الرواية خيالية، وتهدف فقط إلى الترفيه والتسلية. أي تشابه مع الواقع هو من باب الصدفة.
📢 فريق الترجمة في موقع “مركز الروايات” غير مسؤول عن مضمون القصة أو ما قد تحويه من خيال وأفكار، ونحن نحرص على تقديم النصوص كما هي من المصدر مع معالجة لغوية تناسب القارئ العربي.